سيدات يستثمرن أزمة كورونا بتطوير قدراتهن الانتاجية
القبة نيوز- تستثمر سيدات أوقاتهن في ظل جائحة كورونا لتطوير مهاراتهن وقدراتهن من خلال تطويع مواقع التواصل الاجتماعي والاستفادة منها، لصنع منتجات يدوية وغيرها، يصار إلى بيعها وتسويقها ( أون لاين)، لتأمين مصدر دخل لهن ولأفراد أسرهن.
وجدت ربة البيت آمنة الطرايرة، بعد تقاعدها كممرضة قانونية، في أزمة كورونا متسعا من الوقت لتعلم المزيد من الحرف اليدوية وتطوير مهاراتها، فاتجهت لصناعة الصابون والدمى والورد بالكرتون والتطريز البرازيلي، والتسويق لأعمالها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرة الى المردود المالي الجيد التي تستحصل عليه جراء ذلك.
العشرينية هيا البيطار، كان شغفها تعلم "الكروشيه" ، فسعت جاهدة للتعلم وتطوير مهاراتها خلال الأزمة عبر المواقع التعليمية الالكترونية المتاحة، وأصبحت تنتج العديد من المفارش والملابس المتقنة وبألوان زاهية، ما خفف من مللها وعزز أملها بالمستقبل، فيما كان لدراستها في التسويق الأثر في ترويج منتجاتها بشكل أمثل.
وقالت المترجمة الفورية ميساء لصوي، إن الأزمة فرضت علينا تعلم البرامج الحديثة لتسهيل الترجمة الفورية عن بعد، وهو ما مكّنها من تأدية عملها بسهولة لترجمة أربعة مؤتمرات عن بعد، مشيرة إلى أهمية الاستفادة من شبكة الانترنت في تطوير وتعلم ما هو جديد لصقل المهارات والخبرات وفقا لمستجدات العصر الرقمي.
وسعت العديد من المراكز التدريبية والمواقع الالكترونية في العمل على عقد دورات وورش تعليمية عن بعد، وتعزيز محتواها الالكتروني لتقديم الفائدة ممكنة للراغبين في التعلم خلال فترة الحجر.
وحرصت الفنانة التشكيلية سماح ياسين، في مرسمها "نقطة لون"، على عقد ورش تدريبية في الرسم وصناعة الحرف والمشغولات اليدوية كصناعة الصابون بأشكاله المختلفة والشمع، والدمى والكروشيه والتطريز، فيما اضطرت بعد الجائحة، لإعطاء تلك الدورات عن بعد، في ظل اهتمام عدد كبير من السيدات لتوفير دخل جيد لأسرهن، وتسويق منتجاتهن عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وأضافت ياسين، إنها راعت شرح تلك الدورات عن بعد بطريقة مبسطة وبمواد أساسية متوفرة ومنخفضة الثمن، إضافة إلى تعليم فن (الديكوباج) بإعادة ترميم القطع المعدنية والخشبية وإعادة تدويرها بدون شراء مواد أولية، مبينة أهمية الفن والأشغال اليدوية لإطلاق المواهب والإبداعا، ما يسهم في استغلال الوقت ويدر دخلا جيدا وخاصة في أوقات الأزمات.
مؤسس ومدير موقع (فرصة) الدكتور سامي حوراني، قال لوكالة الأنباء الأردنية(بترا)، إن الموقع يوفر أكثر من ألف فرصة تعليمية ووظيفية، اضاقة لدليل متكامل للتخصصات المختلفة وأدلة وظيفية وامتحانات ومقابلات واختبارات، والعديد من الدورات والمهارات الشخصية والعملية والتكنولوجية وأكثر من 500 دورة عن بعد وورش متخصصة في تصميم المنتجات وريادة الأعمال.
وأشار الى أن الاقبال تزايد على الموقع من 50 ألف مستخدم قبل أزمة كورونا إلى 150 ألف منهم أثناء الأزمة يوميا.
وافاد الحوراني بأنه سعى من خلال منصة "سوق فن" الإلكترونية، لتقديم الفرصة للفنانين للمشاركة وبيع أعمالهم عبر المنصة الالكترونية، فهي بمثابة بوابة جديدة لعرض أعمالهم اليدوية الفنية وتسويقها.
من جهته، أشار مستشار إدارة الأعمال في القطاع الخاص بسام سمارة إلى أن هندسة الوقت واستثماره يعتمد على السلوك المعتاد للشخص، وتتشكل العادة لديه حين تكراره القيام بها بانتظام لتتحول إلى سلوك تلقائي مهما تغيرت الظروف.
وبين سمارة أن تعلم مهارات جديدة هي وسيلة لتنويع مصادر الدخل خلال فترة أزمة كورونا، والاستفادة منها في تطوير وتنمية القدرات، وبخاصة مع تلك التي تواكب متطلبات الرقمنة، مستثمرا فرصة تعلم البرامج التقنية الحديثة وآليات تنفيذ البرامج والاستشارات الادارية للشركات عن بعد في فترة الحجر.
واكد سمارة أن سبب لجوء البعض إلى استغلال أوقات الفراغ بما يعود بالفائدة على الأسر، هو نتيجة اختلاف التفكير والنظر للقضية الرئيسة، والمشكلات الناجمة عنها.
وقال الخبير الاقتصادي الدكتور قاسم الحموري، إن ما لمسناه في ظل الجائحة، ضاعف أعمال الناس عن بعد، إذ أن عددا منهم بحث عن مورد آخر للدخل من خلال العمل المنزلي، موضحا أن العديد من الأسر بدأت بالتكيف مع مواردها المتاحة وأصبحت منتجة للسلع الضرورية، متوقعا زيادة الانتاج الزراعي في القرى فيما المدن سيزداد إنتاجها من المؤن الغذائية.
وأضاف أن الحياة الرقمية أدت إلى بروز التجارة الإلكترونية، وبخاصة ما لمسناه في الفترة الأخيرة من العمل على الإنتاج المنزلي وبيعه عبر الإنترنت، متوقعا ازدياد العاملين في القطاع غير المنظم--(بترا)