facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

هل تتحالف «الملاريا» مع «كورونا» ضد إفريقيا؟

هل تتحالف «الملاريا» مع «كورونا» ضد إفريقيا؟

القبة نيوز- في الوقت الذي يتزايد انتشار فيروس كورونا في أفريقيا، توقعت منظمة الصحة العالمية أن تقتل حمى الملاريا 700 ألف شخص في القارة الأفريقية خلال العام 2020، فيما تجاوز عدد الإصابات بفيروس كورونا في إفريقيا عتبة الـ30 ألف حالة. وأكد الفرع الإفريقي في المنظمة التابعة للأمم المتحدة على حسابه الرسمي في «تويتر» أن إجمالي عدد الإصابات بالفيروس التاجي في القارة السمراء وصل إلى 30125 حالة على الأقل.


وبلغت حصيلة ضحايا العدوى في القارة الإفريقية 1365 وفاة، حسب بيانات المنظمة، مع تسجيل أكثر من تسعة آلاف حالة شفاء.

وتتصاعد التحذيرات بخصوص إفريقيا بسبب ما تعانيه الكثير من دول القارة من فقر وجفاف. كما أن الأطباء يفتقرون للعنصر الأساسي المطلوب لإنقاذ المصابين بالوباء بأخطر أشكاله، أي الأكسجين نفسه بحسب تحذيرات الخبراء.

عبء كبير

وتلقي الأزمة الصحية الراهنة بعبء كبير على الأنظمة الاستشفائية حتى الأكثر تقدماً منها، مع صعوبات تتعلق خصوصاً في التزود بأجهزة تنفس اصطناعي. غير أن الخبراء يخشون من أن يطغى هذا الاهتمام بالشق الأكثر تقدماً في تقنيات المساعدة على التنفس على حاجة ترتدي أولوية أكبر في الأنظمة الصحية الأكثر ضعفاً وهو الأكسجين الطبي الذي يشكل مكوناً رئيساً في وحدات العناية الفائقة.

ويؤكد هاميش غراهام طبيب الأطفال والباحث في جامعة ملبورن، أن الأكسجين يمثل العلاج الوحيد الذي سينقذ الأرواح في إفريقيا ومنطقة آسيا - المحيط الهادئ في هذه المرحلة. ويوضح «أخشى أن يكون التركيز المفرط على أجهزة التنفس قاتلاً في حال لم تحل مشكلات الأكسجين».

ورغم السياسات المحلية المعتمدة، يثير الوضع في بعض مناطق نيجيريا مثلاً، وهي أحد أكثر البلدان تضرراً بهذا الوضع، «قلقاً كبيراً للغاية»، حسب ما تنقل «مونتي كارلو الدولية» عنآدامو إيساه من منظمة «سايف ذي تشيلدرن» (أنقذوا الأطفال) غير الحكومية، الذي قال إن رؤية أطفال «يعانون ويختنقون» أمر بات شائعاً، مضيفاً «نشعر أننا بلا جدوى. لا يمكننا فعل الكثير من دون الأكسجين».

صعوبة التكهّن

وتلفت منسقة ائتلاف «إيفري بريث كاونتس» ليث غرينسلايد إلى أنه رغم كون الوباء لا يزال ضعيفاً نسبياً في إفريقيا، يبقى على الأرجح هامش زمني لشهرين للتحرك. ورغم صعوبة التكهن بالطريقة التي سينتشر فيها الفيروس في هذا الجزء من العالم، يدعو الخبراء إلى تعزيز أنظمة الرعاية الطارئة.

وتقول غوين هاينس من «سايف ذي تشيلدرن» إنه «يجب تسطيح المنحنى (الوبائي)، لكن إذا كانت المؤسسات تفتقر للأسرّة في غرف العناية الفائقة، أو تضم القليل منها كما في ملاوي التي تعد 25 سريراً لكل 17 مليون نسمة، فسيتعذر تحقيق الهدف المرجو».

وتعمل هذه المنظمة في ملاوي حيث جرى التأكيد على بعض الإصابات، بهدف توفير أجهزة توليد أكسجين عاملة على الطاقة الشمسية في ظل ضعف شبكة التيار الكهربائي وغياب مواقع إنتاج الأكسجين.

وأفادت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية في أفريقيا ماتشيديسو ريبيكا موتي أنه على الرغم من أن «كورونا» يشكل تهديداً كبيراً للصحة، فمن الضروري الحفاظ على برامج الوقاية من الملاريا وعلاجها، ولا يجب أن نتراجع عن ذلك.

وأوضحت بمناسبة اليوم العالمي لمحاربة الملاريا ـ التي تصادف 25 أبريل من كل سنة - أن أفريقيا أحرزت تقدماً كبيراً على مدى 20 سنة ماضية في مجال محاربة هذا الداء.

سرعة الانتشار

ويؤكد الدكتور أيمن شبانة أستاذ العلوم السياسية والأستاذ المتخصص في الشؤون الأفريقية، أن هناك اختلافاً بين دول العالم حول مدى سرعة انتشار فيروس كورونا في دول أفريقيا، مشيراً إلى أن بعض الدراسات أكدت أن القارة ستشهد 300 ألف حالة وفاة بالفيروس، بينما يؤكد آخرون أن ارتفاع درجة الحرارة يقلل من سرعة انتشار الفيروس داخل دول أفريقيا.

وأضاف لقناة «إكسترا نيوز»، أن دول أفريقيا تعاني من أمراض أخرى أخطر من «كورونا»، مثل الملاريا الذي يتسبب في وفاة مليون شخص سنوياً في القارة السمراء، موضحاً أن مرض الملاريا أخطر من كورونا على أفريقيا، إلا أن العالم لم يكن ينظر إلى القارة وما تعانيه من أمراض.

ولفت الأستاذ المتخصص في الشؤون الأفريقية، إلى أن انتشار فيروس كورونا على مستوى العالم جعل المجتمع الدولي ينظر إلى دول القارة السمراء، ويبحث طرق مساندتهم لمواجهة الأمراض لأن دول أوروبا عانت مما تعاني منه دول أفريقيا من انتشار الفيروسات خلال الفترة الراهنة.(البيان)

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير