(مكتبة الأردنية) تحيي الذكرى الرابعة عشرة لوفاة العزيزي في جلسة ثقافية
عقد المنتدى الثقافي في مكتبة الجامعة الأردنية جلسة ثقافية تناولت جهود العلامة الراحل روكس بن زائد العزيزي في إحياء التراث الأردني، وذلك إحياء للذكرى الرابعة عشرة لوفاته.
الجلسة التي جمعت ما بين الإبن فايز العزيزي، والحفيدة سمر العزيزي، والباحث الدكتور أسامة شهاب، وقفت على كثير من محطات حياة المفكرالعزيزي؛ نشأته وحياته الشخصية، وجهوده الجليلة في توثيق أعلام الفكر والأدب وتدوينه التراث الأردني واهتمامه باللغة العربية.
وعرض الدكتور شهاب في الجلسة التي أدارتها إيمان العمري إضاءات مختلفة في حياة العزيزي، طالت يوم ميلاده الذي صادف يوم عيد القديس الفرنسي الأمير (روكس) الذي كان مرشحا للملك، وتسمية والده له بذات الإسم اقتداءا به، وما سببه له هذا الإسم من بعض المتاعب في المجتمع البدوي لغرابته، فبعضهم كان يسميه (رودس)، ومنهم من كان يناديه (لوكس) وآخرون بـ ( روكس) بفتح الكاف.
وتطرق شهاب في حديثه إلى فترة التحاق العزيزي للدراسة في مدرسة الدير في مادبا، مشيرا إلى أن أكثر ما كان يؤلم العزيزي في طفولته العقوبات الجسدية التي عانى منها الأطفال عند تلقيهم مبادىء القراءة والكتابة، معرجا في ذات الوقت على مدرسة الحياة ومرحلة الدراسة الذاتية التي تتلمذ خلالها العزيزي على يد الأب (أنستاس الكرملي، وميخائيل نعيمة وسلامة موسى والشاعر القروي رشيد سليم الخوري) كما تأثر بـ"أحمد زكي أبو شادي" ، حيث كان يقول عنهم "أنهم مثل عليا".
وأشار شهاب إلى حياة العزيزي الأسرية وزواجه من (هيلانه سليم مرار) التي كانت نعم الزوجة بالنسبة له، وقد رزق منها بخمس بنات وثلاث أبناء، لافتا إلى أن خصوصية العلاقة بين الزوجين ومدى الوفاء والحب الذي كان يجمعهما دفع بالعزيزي وبعد وفاة زوجته إلى كتابة مرثاة إنسانية مؤلمة بعنوان " جمد الدمع".
كما تنقل شهاب في حديثه خلال الجلسة إلى مسيرة العزيزي العملية وتنقله في عدد من الوظائف، واسهاماته في التعليم، وعشقه للغة العربية وعلاقته بالصحافة، ومؤلفاته، ووضعه لمعلمة التراث الأردني بأقسامها، ودوره في مجمع اللغة العربية وغيرها من الموضوعات التي لامست تفاصيل حياة العزيزي.
من جانبه ألقى فايز العزيزي الإبن عددا من أبيات الشعر التي كتبها في حق والده الراحل يرثيه ويناجيه فيها مشيرا إلى مناقبه وصفاته التي طغت في حب الأردن وترابه وتراثه الأصيل.
بدورها استعادت سمر العزيزي إسهامات جدّها العزيزي الأدبية والفكرية، وسيرته الطيبة، ودوره في وضع ركائز النهوض الثقافي في البلاد، ووما كان يميزه في مناصرته لحقوق المرأة وحقوق الإنسان، ومواقفه الإنسانية مع أصدقائه ومناقبه وحسن أخلاقه، شاكرة لمكتبة الجامعة لمبادرتها في إحياء الذكرى الرابعة عشرة لوفاته، ومعربة عن أملها في أن يتم تسمية إحدى القاعات باسم " روكس العزيزي" أو تخصيص منحة باسمه حول دراسة التراث الأردني، وذلك تخليدا له ولذكراه العطرة.