"قد يكون القادم أخطر!".. خبراء يحذرون من "إصابات خفية" بفيروس كورونا
القبة نيوز-مع تفشي فيروس كورونا المستجد في جميع أنحاء العالم، تتسابق فرق البحث لفهم لغز هذا الوباء، ومعرفة نسبة الأشخاص المصابين بأعراض خفيفة أو معدومة، ويمكنهم نقل الفيروس للآخرين.
تشير بعض التقديرات، إلى أن الإصابات "الخفية" تمثل حوالي 60 في المئة من جميع حالات العدوى.
يشتبه العديد من العلماء في وجود مجموعة غير مكتشفة من الحالات الخفية التي قد لا تعطي أي أعراض، لكنها مرتبطة بعدد متزايد من الأشخاص المصابين بحالات COVID-19 المرتبطة بالسفر إلى بؤر الوباء مثل أوروبا والصين إلى جانب إيران.
لن يكون معظم الأشخاص الذين يعانون من عدوى خفيفة، مرضى بالدرجة التي تجبرهم على الذهاب إلى الطبيب، ومن المحتمل أن يتخطوا طرق الفحص السابقة مثل فحوصات درجة الحرارة، لذلك يبقى مدى اتساع الظاهرة ودورها في انتقال الفيروس بعيد المنال.
مدير مركز أبحاث وسياسة الأمراض المعدية في جامعة مينيسوتا في مينيابوليس الأميركية، مايكل أوسترهولم، قال إن "فهم نسبة الحالات التي لا تظهر عليها أعراض أو حالات مرضية خفيفة سيكون أمرا مهما بالنسبة لنا لفهم سبب هذا الوباء".
التشخيص
لتشخيص الإصابات الخفية بكورونا المستجد، طور فريق من الباحثين في الصين والولايات المتحدة نموذجا يعتمد على البيانات السريرية لـ 26 ألف حالة مؤكدة تم إبلاغها إلى اللجنة الصحية في ووهان، مركز تفشي المرض، في مقاطعة هوبي الصينية
وفي طبعة سابقة نُشرت على الإنترنت في 6 مارس، افترض الفريق أنه بحلول 18 فبراير، كان هناك 37400 شخص مصاب بالفيروس في ووهان ولم تكتشفهم السلطات.
ووفقا لفرق البحث، فإن معظم تلك الحالات التي لم يتم الإبلاغ عنها، كانت لأشخاص ظهرت عليهم أعراض خفيفة أو لم تظهر عليهم أي أعراض لكنهم كانوا حاملين للفيروس.
قائد فريق البحث، وخبير الصحة العامة في جامعة هواتشونغ للعلوم والتكنولوجيا في ووهان، قال: "وفقا لتقديرنا، فهناك ما لا يقل عن 59 في المئة من المصابين، كانوا وراء انتشار الفيروس، دون أن يتم اختبارهم".
وتابع "قد يفسر هذا سبب انتشار الفيروس بسرعة كبيرة في هوبي وهو الآن ينتشر في جميع أنحاء العالم."
خبير الأمراض في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، آدم كوتشارسكي، قال إن نتائج الفريق الذي قاده "وو تانغتشون" أدق من الدراسات السابقة التي استندت إلى مجموعات بيانات أصغر بكثير، وأضاف: "إنه أحدث تحليل لأفضل مجموعة بيانات لدينا".
نسب مخيفة!
نظرت دراسة أخرى في حالات 565 يابانيا تم إجلاؤهم من ووهان في أوائل فبراير الماضي، وتم اختبارهم ومراقبتهم بشكل متكرر للكشف عن الفيروس والأعراض.
وفي ورقة البحث التي نشرت في 13 مارس في المجلة الدولية للأمراض المعدية، أفاد فريق البحث بأن من بين 13 من الأشخاص الذين تم إجلاؤهم أصيب 4.
ولعل أفضل دليل موثق للحالات غير المصحوبة بأعراض (الحالات الخفية) قد جاء من سفينة الرحلات البحرية "دياموند برانسيس (Diamond Princess)، التي كان قد ظهر فيها فيروس COVID-19 في أوائل فبراير أثناء وجودها في المياه اليابانية.
وتم عزل السفينة، واختبار 3711 من الركاب وأفراد الطاقم بشكل متكرر ومراقبتهم عن كثب، وتبين أن حوالي 18 في المئة من حوالي 700 شخص مصاب في السفينة لم تظهر عليهم أية أعراض.
يقول خبير في هذا الصدد: "عليك أن تضع في اعتبارك أن هذا كان مجتمع بحث صغير، لذلك يشتبه في أن يتراوح معدل العدوى بدون أعراض بين 40 و50 في المئة من نسبة السكان".