رواية حبيبتي السلحفاة في بيت الثقافة والفنون
استضاف بيت الثقافة والفنون مساء الخميس، حفل اشهار رواية "حبيبتي السلحفاة" للأديب محمود عيسى موسى، شارك فيه وزير الثقافة الأسبق جريس سماوي، والكاتب الصحفي وليد حسني وقدمه الكاتب محمد رفيع.
وبحضور مجموعة من المثقفين وأصدقاء الكاتب بدأ محمد رفيع بتقديم الرواية وصاحبها بمشاعر مختلطة بين الحزن والفرح، وقال سماوي في كلمة له: إنه وقف محتارا وهو يقرأ ويتنقل بين صفحات هذه الرواية، حيث يحيرك موسى فهو دائما يريد للقارئ أن يحتار، ففي الحيرة بحث واستقصاء ومحاولة للمعرفة والتي هي الهدف الأسمى لمن يشتغل بالكتابة والفن والثقافة.
وأضاف أن موسى يكتب رواية تختلف عن السائد، في الحبكة واللغة والشخوص وتنامي الحدث، حيث أبطال الرواية لا ينمون النمو التقليدي كما في الرواية الكلاسيكية ولا يتشكلون أمام القارئ وهو يقلب الصفحات، الأبطال في هذه الرواية حشد من البشر الذين يمرون مرورا سريعا أو بطيئا بحسب الحالة أمام القارئ وهو يتفرج على ما يحدث من حركة وجلبة للناس والأماكن . وقال الكاتب وليد حسني إن المؤلف في هذه الرواية يؤطر في لوحات مختزلة جزءا من ثقافته وبيئته، الطفل واحلامه الصغيرة في سرديته، حيث نجح في ذلك تماما، مبينا أن ليست "حبيبتي السلحفاة" بالنتيجة سردية سياسية مأدلجة.
ثم كان من كلمة الأستاذ الأديب وليد حسني
"حبيبتي السلحفاة" رواية الجرأة في مواجهة الخوف، الحلم الذي يكون عقل الطفل، والواقع الذي يفيض بقافة الخوف، اسلحفاة هنا بصدفتها وقشرتها الكلسية القاسية تمثل بالنسبة لي كقاريء ومقروء محيط الخوف هذا الصندوق السلحفائي يمثل عند محمود (غرفة سلحفاتي بيتها الابدي، قبة، أبهج القباب، ودرعها الواقي روحها)، وهو لا يخفي ذلك فقد استهل سرديته بالاعتراف (اختبأت في صندوقي العتيق، اختبأت من غدي وأنا لا اعرف ما سيكون، كما اختبأت من امسي الذي لم اكن اعرف كيف سيكون قبل ان يكون، حسدت السلحفاة على درعها، وحسدتها على الاختباء، اختبات في الحياة من الحياة..)، هنا تصبح السلحفاء هوية للخائف، درعا للوقاية وللإتقاء، للهرب إلى الداخل ولما يشبه النكوص إلى جوانية الذات، حذرا وخوفا من مواجهة الواقع.
وسردية موسى تذهب بنا إلى تقشير الجسد، أقول ذلك وكلي ثقة بأن"حبيبتي السلحفاة" معرض مفتوح لرؤية الجسد وتأمله واستنشاقه وتذوقه، وأسأل هل هن نساء حقيقيات أم أنهن امراة واحدة لهن كل هذا الفيض من الأسماء الحسنى بوظائف ومهمات متعددة؟.
ودعونا نتفقد إناثه سريعا، الشقيقات الثلاث، تمام الشرمة، سميحة الشبيحة:الكلبة"، نظمية الصغيرة، مهدية الغولة التي يصفها بالصنم ، فطوم"الخال الشامة ودقة بالحنك على وجهها "، سهام"الشقراء المنقطة بالنمش الشامي، طمبورة"دبورة"، النيرس"الممرضة" سعاد ،رسمية، وطفاء ــ التي التقاها تحت شجرة الصمغ "ص 146 "، زينب بنت الجيران ــ،خوله "حبة حنطة قمحة مقشورة"، نجلاء، شكران معلمة الوكالة، حشمة مفتولة العضلات، رحمات، افتكار ، جميله الشركسية، ناريمان، والبطة الارمنية روز، ماري الالمانية، رسمية الخياطة، السلحفاة الدراقة، سلحفاة التوت، العيطموس، الأطوم، السفرجلة، الخزعلية..الخ.
وختم الروائي الاحتفال بكلمة أعدها خصيصا لذلك الحفل حيث قال محمود عيسى موسى:
لم يعد لدي متّسع
لتحريرِ الفاصولياءِ الخضراء
والاوطان.
لتجريدِ خيوطِها
قُمَعِها
أليافِها القاسية.
لشطف لونها بلمعانِ ماء البئر
بِدَلو الهذيان.
لتحرير حرير القزّ
ودوالي الزمان.
لم يعد لدي متسعٌ
لخوض معاركها
أناطحها ، تناطحني
بقرون أثوابها اليانعة وتنورة الامان
بصندلها مشروخ الخشبِ
بمنقارها غضِّ الشفاه.
براثن طيري جارحة.
ولم يعد لدي متسعٌ
لمراقصتها
مرقصُنا حلبة النحاس
قاع القدر لاسعة.
لم يعد لدي متسعٌ
لمُناغشة مخمل صوتها
كهرباء شعرها
لَثْغَتِه الممغنطة.
نعاسُ رموشِها سُكْري
صحوي وخمري.
أهُزّها
يشدّني خصرَها بمَرَسِ الحنين
بزنار نُضِّد بحبِّ الرّمان.
أشده
أُمسّد طراوة الكتفين الناهضين
أغافل مرمر العنق
أعضُّ خجل النهد، حياء الترقوة.
أصعدُ المسرى الشموخ
أعضّ قرقوشة الأذن
حَمْرَطة الأرنبة
أتسلق الحيطان.
أبوح
أروي لها أمسي وهمسي
سرَّ الكتمان
أهيم
تهيم
عطشها عطشي
صحرائي صفاء عذريتنا الأبدية
سراب الجنان.
أراقصها بخفر اللهف
ساحتنا قاع القدر
ذروة ريحنا
كلما حان موعدنا
نسرق ذوبان الأمواج
برمل سواحلها والشطآن.
وفي الختام كان توقيع الرواية و التقاط الصور التذكارية بين المثقفين وصاحب الاحتفال.
وبحضور مجموعة من المثقفين وأصدقاء الكاتب بدأ محمد رفيع بتقديم الرواية وصاحبها بمشاعر مختلطة بين الحزن والفرح، وقال سماوي في كلمة له: إنه وقف محتارا وهو يقرأ ويتنقل بين صفحات هذه الرواية، حيث يحيرك موسى فهو دائما يريد للقارئ أن يحتار، ففي الحيرة بحث واستقصاء ومحاولة للمعرفة والتي هي الهدف الأسمى لمن يشتغل بالكتابة والفن والثقافة.
وأضاف أن موسى يكتب رواية تختلف عن السائد، في الحبكة واللغة والشخوص وتنامي الحدث، حيث أبطال الرواية لا ينمون النمو التقليدي كما في الرواية الكلاسيكية ولا يتشكلون أمام القارئ وهو يقلب الصفحات، الأبطال في هذه الرواية حشد من البشر الذين يمرون مرورا سريعا أو بطيئا بحسب الحالة أمام القارئ وهو يتفرج على ما يحدث من حركة وجلبة للناس والأماكن . وقال الكاتب وليد حسني إن المؤلف في هذه الرواية يؤطر في لوحات مختزلة جزءا من ثقافته وبيئته، الطفل واحلامه الصغيرة في سرديته، حيث نجح في ذلك تماما، مبينا أن ليست "حبيبتي السلحفاة" بالنتيجة سردية سياسية مأدلجة.
ثم كان من كلمة الأستاذ الأديب وليد حسني
"حبيبتي السلحفاة" رواية الجرأة في مواجهة الخوف، الحلم الذي يكون عقل الطفل، والواقع الذي يفيض بقافة الخوف، اسلحفاة هنا بصدفتها وقشرتها الكلسية القاسية تمثل بالنسبة لي كقاريء ومقروء محيط الخوف هذا الصندوق السلحفائي يمثل عند محمود (غرفة سلحفاتي بيتها الابدي، قبة، أبهج القباب، ودرعها الواقي روحها)، وهو لا يخفي ذلك فقد استهل سرديته بالاعتراف (اختبأت في صندوقي العتيق، اختبأت من غدي وأنا لا اعرف ما سيكون، كما اختبأت من امسي الذي لم اكن اعرف كيف سيكون قبل ان يكون، حسدت السلحفاة على درعها، وحسدتها على الاختباء، اختبات في الحياة من الحياة..)، هنا تصبح السلحفاء هوية للخائف، درعا للوقاية وللإتقاء، للهرب إلى الداخل ولما يشبه النكوص إلى جوانية الذات، حذرا وخوفا من مواجهة الواقع.
وسردية موسى تذهب بنا إلى تقشير الجسد، أقول ذلك وكلي ثقة بأن"حبيبتي السلحفاة" معرض مفتوح لرؤية الجسد وتأمله واستنشاقه وتذوقه، وأسأل هل هن نساء حقيقيات أم أنهن امراة واحدة لهن كل هذا الفيض من الأسماء الحسنى بوظائف ومهمات متعددة؟.
ودعونا نتفقد إناثه سريعا، الشقيقات الثلاث، تمام الشرمة، سميحة الشبيحة:الكلبة"، نظمية الصغيرة، مهدية الغولة التي يصفها بالصنم ، فطوم"الخال الشامة ودقة بالحنك على وجهها "، سهام"الشقراء المنقطة بالنمش الشامي، طمبورة"دبورة"، النيرس"الممرضة" سعاد ،رسمية، وطفاء ــ التي التقاها تحت شجرة الصمغ "ص 146 "، زينب بنت الجيران ــ،خوله "حبة حنطة قمحة مقشورة"، نجلاء، شكران معلمة الوكالة، حشمة مفتولة العضلات، رحمات، افتكار ، جميله الشركسية، ناريمان، والبطة الارمنية روز، ماري الالمانية، رسمية الخياطة، السلحفاة الدراقة، سلحفاة التوت، العيطموس، الأطوم، السفرجلة، الخزعلية..الخ.
وختم الروائي الاحتفال بكلمة أعدها خصيصا لذلك الحفل حيث قال محمود عيسى موسى:
لم يعد لدي متّسع
لتحريرِ الفاصولياءِ الخضراء
والاوطان.
لتجريدِ خيوطِها
قُمَعِها
أليافِها القاسية.
لشطف لونها بلمعانِ ماء البئر
بِدَلو الهذيان.
لتحرير حرير القزّ
ودوالي الزمان.
لم يعد لدي متسعٌ
لخوض معاركها
أناطحها ، تناطحني
بقرون أثوابها اليانعة وتنورة الامان
بصندلها مشروخ الخشبِ
بمنقارها غضِّ الشفاه.
براثن طيري جارحة.
ولم يعد لدي متسعٌ
لمراقصتها
مرقصُنا حلبة النحاس
قاع القدر لاسعة.
لم يعد لدي متسعٌ
لمُناغشة مخمل صوتها
كهرباء شعرها
لَثْغَتِه الممغنطة.
نعاسُ رموشِها سُكْري
صحوي وخمري.
أهُزّها
يشدّني خصرَها بمَرَسِ الحنين
بزنار نُضِّد بحبِّ الرّمان.
أشده
أُمسّد طراوة الكتفين الناهضين
أغافل مرمر العنق
أعضُّ خجل النهد، حياء الترقوة.
أصعدُ المسرى الشموخ
أعضّ قرقوشة الأذن
حَمْرَطة الأرنبة
أتسلق الحيطان.
أبوح
أروي لها أمسي وهمسي
سرَّ الكتمان
أهيم
تهيم
عطشها عطشي
صحرائي صفاء عذريتنا الأبدية
سراب الجنان.
أراقصها بخفر اللهف
ساحتنا قاع القدر
ذروة ريحنا
كلما حان موعدنا
نسرق ذوبان الأمواج
برمل سواحلها والشطآن.
وفي الختام كان توقيع الرواية و التقاط الصور التذكارية بين المثقفين وصاحب الاحتفال.