انفراجات قادمة... هل تعود العلاقات السورية الإماراتية
القبة نيوز-تشير التصريحات الرسمية وعودة عمل السفارة الإماراتية في دمشق إلى عودة دفء العلاقة بين سوريا والإمارات في ظل التطورات التي يشهدها الشرق الأوسط.
وأقامت السفارة الإماراتية في سوريا، أمس الاثنين، حفل استقبال بمناسبة الذكرى الـ 48 لعيدها الوطني.
وأعرب النعيمي عن "شكره للحكومة السورية والشعب السوري على حفاوة الترحيب والاستقبال ولطاقم وزارة الخارجية على الدعم الذي يقدمونه في سبيل تذليل الصعاب أمام السفارة الإماراتية لتنفيذ واجباتها بهدف زيادةعمق العلاقات بين البلدين الشقيقين".
بدوره، استعرض نائب وزير الخارجية السورية،فيصل المقداد، تاريخ العلاقات الثنائية بين البلدين، مؤكدا أن "سوريا والإمارات تتشاركان عناصر كثيرة من بينها العروبة وعمق لحمة الدم والانتماء والفرحة للإنجازات والانتصارات التي تتحقق في البلدين".
ولفت المقداد إلى أن "سوريا لن تنسى أن الإمارات وقفت إلى جانبها في حربها على الإرهاب، وتم التعبير عن ذلك من خلال استقبال الإمارات للسوريين الذين اختاروها حتى تنتهي الحرب الإرهابية على بلادهم ونأمل عودتهم إلى وطنهم".
إمكانية عودة السفير الإماراتي إلى دمشق
الخبير الاستراتيجي الإماراتي العميد خلفان الكعبي، رأى في حديث لوكالة "سبوتنيك" أن:
"القيادة الإماراتية سبق أن صرحت أن إبعاد سوريا عن جامعة الدول العربية هذا يمكن أن يساهم في تفاقم المشكلة، بمعنى أن سوريا خرجت من جامعة الدول العربية وهي عضو مؤسس، وبرأيي القيادة الإماراتية تدرك أن هذا يفاقم المشكلة، لأن هذا جعل سوريا تتجه إلى آخرين وتحديدا إلى إيران".
واعتبر الخبير الاستراتيجي أن العائق الكبير أمام عودة العلاقات هو عدم وجود تفاهمات بين الدول العربية علىعودة سوريا، وأتوقع أن الموقف سيتحسن خاصة وأن الدول العربية داعمة لمثل هذا التوجه، وعلى رأسها مصر".
وتوقع انفراجات بالعلاقات وقال: "أتوقع أن العلاقات ستشهد انفراجات مستقبلية، وخاصة أن السفارة الإماراتية تم افتتاحها بشكل معلن، وهذا له مدلولات إيجابية".
وبالنسبة للعوائق، قال الخبير الاستراتيجي، العوائق هي عدم وجود تفاهمات بين الدول العربية، واعتبر أن: "التدخل التركي شمالي سوريا بيّن أمور كثيرة، وبيّن أن إبعاد سوريا عن جامعة الدول العربية كانت خطأ كبيرا، وهناك الآن احتلال تركي لأراضي في الجمهورية العربية السورية".
ولم يستبعد الخبير أن تعيد الإمارات سفيرها إلى دمشق وأن تكون سباقة في ذلك.
بدوره قال الخبير الاستراتيجي السوري الدكتور كمال جفا لوكالة "سبوتنيك":
"على هامش الاحتفال الذي نظمته السفارة الإماراتية في دمشق لأول مرة منذ ثماني سنوات لوحظ حضور رسمي سوري فعال بهذه المناسبة كما للكلمة التي ألقاها المكلف بأعمال السفير الإماراتي والتي تمنى فيها الأمن والأمان لسورية تحت قيادة الرئيس الأسد أعطت مؤشرا رسميا وشعبيا عن تغيير لغة الخطاب الرسمي الإماراتي باتجاه سورية.. العلاقات الإماراتية السورية لم تنقطع رسميا أو شعبيا وحتى مع السعودية كان هناك خطوط اتصال سرية رسمية يقودها اللواء علي مملوك وغيره من الشخصيات الكبيرة العاملة في مطبخ القرار السوري كما لم نلحظ منذ تولي محمد بن سلمان ولاية العهد أي استهداف رسمي سعودي لشخصية الرئيس السوري أو حتى بالعكس ولا زالت الرحلات الجوية السورية تحط في المطارات السعودية و الإماراتية".
وأضاف جفا "في هذا الجو المتفائل ومع الرغبة الحقيقة لدى دول الخليج بالتقدم خطوة نحو الدولة السورية بعد انزياح السعودية عن الملعب السوري بفعل تلاشي القوى العسكرية التي كانت تدعمها واتساع الدور التركي في إدلب وشمال شرق سوريةيبدو أن هناك إعادة جرد حسابات من قبل الإمارات والسعودية وستلحقها مصر بالطبع لملف العلاقات السورية مع هذه الدولة لعدة أهداف تسعى إليها دول الخليج... التمدد على حساب التواجد الإيراني وهي رغبة أمريكية ولم الأطماع التركية في سورية وتقويض تواجدها وخططها التوسعية المستقبلية وإضعاف "قسد" وتقليمها وتقويض مشروعها بعد الوصول إلى قناعة بعدم إمكانية التوافق الدولي على تقسيم سورية ".
وختم الدكتور جفا: "إذا هذه الأهداف تتلاقى في كثير من مفرداتها مع الرغبة السورية في تحجيم قسد وإضعافها ولجم الأطماع التركية في سورية وزيادة الدعم المالي والسياسي لسورية وحتى تخفيف الضغوطات الإيرانية والروسية عليها في المجالات الاقتصادية والسياسية... الأيام و الأسابيع القادمة سنشهد انفراجا أكبر في هذه العلاقات وقد نشهد مزيد من المبادرات برعاية روسية إو إماراتية أو حتى حركة فتح سفارات أو حركة طائرات مع سورية ستصب حتما في مصلحة السوريين بكافة أطيافهم".