facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

العائدي يحاضر حول دور البعد الروحي و الأخلاقي بالمغرب

العائدي يحاضر حول دور البعد الروحي و الأخلاقي بالمغرب

القبة نيوز - ساهم الدكتور الاردني ربيع صبحي العائدي، المتخصص في الفلسفة والعقيدة، في أشغال الملتقى العالمي للتصوف بالمغرب الذي نظمته مؤسسة الملتقى والطريقة القادرية البودشيشية بتعاون مع المركز الاورومتوسطي لدراسة الاسلام اليوم، تحت عنوان "التصوف والتنمية دور البعد الروحي في صناعة الرجال" وذلك من 06 الى 10 تشرين الثاني 2019.


تحدث الدكتور ربيع العائدي في كلمته عن "التصوف والتنمية العالمية: دور البعد الأخلاقي والروحي في حل الأزمات والصراعات ". وأبرز دور الصوفية في نشر ثقافة السلام في العالم كما هو حال منطقة شمال شرق آسيا التي انتشر فيها الإسلام دون إراقة قطرة دم واحدة ، وذلك بجهود الطرق الصوفية التي تركز على احترام الانسان بعيدا عن اي تعصب، فاستطاعوا نشر الاسلام بأخلاقهم.

وأوضح الأستاذ المحاضر أهمية التربية الروحية التي تحقق الإنسان بعبوديته لله تعالى، فيخرج عن أمراض نفسه من الكبر، واحتقار الآخرين، وتؤدي الى قبول المخالف مهما كان شكله أو لونه أو دينه. وتعد حصنا من الانحرافات والتطرف والإرهاب.

بعد ذلك تحدث العائدي عن أهمية الجانب الأخلاقي والروحي في الطرح التنموي، ضاربا المثل بدولتي الروم وفارس اللتان كان لهما القوة العسكرية الرهيبة، ولكن سقطتا سقوطا مروعا لأنهما فشلتا في الجانب الأخلاقي. وأضاف أن ما يميز الإسلام هو جمعه بين القوة المادية والقوة الأخلاقية، فهو دين لا يقتصر على ظاهر الإنسان فقط، فحقيقته سلامة الباطن أولا، وقناعة الباطن لا تأتي عبر الإجبار، لذلك فإن نشر الإسلام لا يأتي عبر السلاح والعنف، أنما وسيلته القناعة والحوار والعقل. وقد خسرت كل المنظمات الإرهابية التي أرادت أن تستعيض بالقتل عن العقل، وبالإجبارعن الحوار.

وبين الأستاذ المحاضر أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قام بثورة أخلاقية متكاملة في مكة، من خلال بث التزكية الروحية التي أخرجت المجتمع المكي من حضيض الأحقاد إلى سمو الأخلاق، ونشر العدل والتسامح، والمساواة.

وفي هذا الإطار أضاف العائدي أن النبي عليه الصلاة والسلام قام بتشريف المرأة التي كانت ممتهنة في الجاهلية، فجاء الإسلام ليعيد الأمور إلى نصابها، وأن المرأة والرجل خلقا من نفس واحدة، وأن علاقتهما تكاملية.

وأبرز الدكتور ربيع العائدي أبعاد هجرة الى الحبشة التي أكدت على المشترك بين البشر رغم الإختلاف في الدين، بل وزيادة على ذلك مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم، ملك الحبشة وأنصفه وقد كان ملكا مسيحيا بقوله لأصحابه : ( إن فيها ملكا عادلا لا يظلم عنده أحد).

وكان هذا أول لقاء يجمع بين المسيحية والإسلام ، فاحتضنت المسيحية الإسلام بعلاقات وطيدة، وقد ذكرت لنا كتب السير أن المسلمين هناك كانوا عنصرا فاعلا لنشر الأمن والسلام في المجتمع.

وفي هذا السياق دعا العائدي الجاليات الإسلامية في الغرب، الى إبراز أخلاق الاسلام الراقية، كالتسامح، ومعاونة الضعيف، والمشاركة في الأعمال التطوعية، مضيفا أن المجاميع الإرهابية تستفيد إلى يومنا هذا من أرضية التخلف والبعد عن القيم الروحية في المجتمعات، لتستقطب شبابنا نحو القتل والتدمير.

وختم الدكتور ربيع العائدي مداخلته بتأكيد حاجة مجتمعاتنا المعاصرة الى التربية الروحية، وشدد على دور الطريقة القادرية البودشيشية التي تقوم بدور نوراني في المغرب ، وهي بعملها تخرج التصوف من دوره التقليدي، وتقييده في الزوايا ، ليصير ممارسة حياتية بين جميع الناس، من خلال نشر الطمأنينة في المجتمعات كلهاّ. وصلى الله على سيدنا محمد واله وصحبه.

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )