facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

نسخ طبق الأصل لمقابر ملوك الفراعنة... حلم عالمة آثار مصرية... صور

نسخ طبق الأصل لمقابر ملوك الفراعنة... حلم عالمة آثار مصرية... صور

القبة نيوز- قبل خمسة أعوام، وتحديدا في أيار/ مايو 2014، أعلنت وزارة الآثار المصرية تدشين نسخة طبق الأصل من مقبرة الفرعون الذهبي توت عنخ أمون، كان الهدف من استنساخ المقبرة هو الحفاظ على المقبرة الأصلية عن طريق تقسيم زيارات السياح بينها وبين المقبرة المستنسخة، إلى جانب حفظ وتوثيق حالة المقبرة الأصلية.

و اليوم وبعد عدة سنوات، تعمل عالمة الآثار المصرية علياء إسماعيل وفريقها على نسخ مقبرة الملك سيتي الأول، إحدى أكبر مقابر وادي الملوك في البر الغربي بالأقصر، بينما تضع نصب عينيها حلما باستنساخ كافة مقابر الوادي.

تعمل علياء وفريقها ضمن مشروع "مبادرة المحافظة على جبانة طيبة الأثرية" الذي تنفذه مؤسسة "فاكتوم" الإسبانية، وهي مؤسسة معنية بتوثيق التراث والحفاظ عليه، ويمولها أدم لوي الذي قاد مشروع استنساخمقبرة توت عنخ آمون.

على الضفة الغربية من النيل في مدينة الأقصر، تقول عالمة الآثار المصرية علياء إسماعيل لوكالة "سبوتنيك" إن "المشروع بالأساس يهدف إلى توثيق كل المقابر في جبانة طيبة، وبدأناه بمقبرة الملك سيتي الأول، لأنها من أعظم وأكبر مقابر وادي الملوك".

والملك سيتي الأول هو أحد ملوك الأسرة الفرعونية التاسعة عشر، ابن الملك الملك رمسيس الأول، ووالد ملك مصر العظيمرمسيس الثاني، حكم مصر حسب بعض المؤرخين من الفترة 1294 ق.م. أو 1290 ق.م. حتى عام 1279. واكتشفت مقبرته في عام 1817 على يد المستكشف الإيطالي جوفاني باتيستا بلزوني.


ويبلغ طول المقبرة نحو 140 مترا، وهي منحوتة على عمق 30 مترا في صخور جبل القرنة، وتضم بين جدرانها نحت ونقوش ملونة، تظهر الملك سيتي الأول وهو يتعبد ويقدم القرابين للآلهة، ما زال أغلب هذه النقوش في حالة جيدة من الحفظ، رغم التخريب الذي تعرضت له المقبرة على مدى العقود الماضية، كما يميز المقبرة أيضا أنها تضم عددا كبيرا من نصوص الكتب الفرعونية، مثل كتاب البوابات وما يوجد في العالم السفلي.

وتوضح علياء "ما نفعله في المقبرة الآن هو مسح بتقنية ثلاثية الأبعاد، لتوثيق حالة الأثر، وتوثيق الشكل نفسه، وهو ما يساعدنا في أعمال الترميم والتصليح، وهذا هو الهدف الأول من المشروع، أما الهدف الثاني فهو تصميم نسخة طبق الأصل من المقبرة، انتهينا من مقبرة توت عنخ امون، وتم افتتاحها بجوار منزل كارتر في وادي الملوك، والآن نعمل على مقبرة سيتي الأول، أنهينا جزء منها وتم عرضه في مدينة بازل السويسرية، ونعمل على استكمال باقي المقبرة".

ويحتاج استنساخ مقبرة سيتي الأول بالكامل لنحو 4 سنوات من العمل الدقيق، حيث تقول علياء "مقبرة سيتي كبيرة جدا، نحتاج لـ4 سنوات على الأقل لإنهاء العمل بها، إلى جانب أننا بحاجة إلى التمويل، فالمشروع مكلف للغاية، ولا نحصل على دعم مالي سوى التمويل الذي يقدمه لنا آدم لوي".

وحول الهدف من فكرة استنساخ المقابر، توضح عالمة الآثار المصرية "السائح العادي حين يدخل إلى مقبرة أثرية، يجب أن يعرف أن دخوله ليس بالأمر الجيد تماما للمقبرة، لأن هذا يؤثر على حالتها، خاصة إذا كانت الزيارات مستمرة، وبأعداد كبيرة، بعض السائحين يلمسون جدران المقابر أحيانا، أو يصطدمون بها دون قصد، وحتى السائح الواعي، مجرد تنفسه داخل المقبرة يزيد من درجة حرارتها، ومن الرطوبة بداخلها، وكل هذا يؤثر على حالة المقبرة، وعلى حالة الرسم والنقوش بداخلها، ومع الوقت تبدأ هذه النقوش والرسومات في التلاشي".


وتواصل "عبر تنفيذ نسخ طبق الأصل من المقابر، يمكننا إعادة توجيه السياح، عبر غلق المقابر الأصلية لبعض الوقت، دون أن يفقد السائح القدرة على زيارة المقبرة، كأن نغلق مقبرة لعام مثلا ونوجه الزيارات للمقبرة المستنسخة، ثم نفتح المقبرة الأصلية في العام اللاحق، ما يعطيها فرصة للراحة من الزيارات والنفس والرطوبة وضغط السياح، دون أن نحرم الأشخاص من حقهم في زيارة هذه المقابر".

وتضيف علياء "الفكرة أيضا أن هذه المقابر تنفذ في نفس البلد الموجودة بها المقابر الأصلية، ما يزيد من الفائدة التي تعود على البلد، وحتى لو خرجت بعض هذه المقابر المستنسخة لعمل جولات مثلا في بلدان أخرى، سيفيد هذا السياحة وسيزيد من الوعي الأثري، ويكون بمثابة دعاية للحضارة المصرية، ومثل هذه الدعاية هي ما ساعدتنا سابقا في العثور على تمويل لاستكمال مشاريعنا".

إلى جانب عملها في استنساخ المقابر، تعمل علياء على تدريب أثريين من المجتمع المحلي في مدينة الأقصر، حيث توضح " بدأنا هذا المشروع بمقبرة سيتي، وخلال عملنا رمننا البيت الذي بناه المعماري المصري حسن فتحي للعالم الأثري ستوبلير، وحولناه إلى مركز تدريب للكفاءات المصرية الموجودة هنا"، وتواصل "نريد إشراك المجتمع المحلي، مضينا عقودا من وزارة الآثار لتعليم 10 أثريين من وزارة الآثار ليعملوا بأيديهم إلى جانب أننا متبرعين بالأدوات، الفكرة هنا أننا بعد الانتهاء من مقبرة سيتي الأول سيكون لدى مصر فريقا مدربا وجاهزا، وأدوات يمكن من خلالها أن تستنسخ وزارة الآثار المصرية أي مقبرة تريدها".

وتتابع علياء " أحد أحلامنا هي نشر أساليب التوثيق الأثرية بين المصريين، أغلب البعثات الأجنبية لا تعلم المصريين العاملين معهم، تأخذهم فقط كعمال"، وتواصل قائلة "بدأت العمل في وادي الملوك في عام 2016، المشروع بدأ بي وحدي، والآن نحن فريق من 7 أشخاص، ونواصل تدريب أشخاص آخرين ليشاركونا في العمل".


ويلتقط أطراف الحديث عبده أبو غابة أحد الأثريين منمدينة الأقصروالذي يعمل مع علياء في استنساخ مقبرة سيتي الأول، ويقول "لدي قناعة أنه ليس فقط السياحة أو الزيارات هي التي تدمر المقابر، وإنما حتى العوامل الطبيعية، فالتوثيق يساعدنا دائما في أعمال الترميم".

ويضيف أبو غابة "في عام 2014 حين رأيت النسخة طبق الأصل من مقبرة توت عنخ أمون، لم أصدق كانت مثل الحلم أمامي، بعد ذلك شاركت مع مؤسسة فاكتوم وتعلمت كيفية استخدام هذه الأجهزة [أجهزة المسح ثلاثي الأبعاد] وإصلاحها وتطويرها، ونعمل الآن على مقبرة سيتي الأول لنرى ذلك الحلم في كل مكان، حتى نترك هذه الآثار للأجيال القادمة، لا نريد أن نرى نحن فقط الآثار ولا نترك شيئا للأجيال القادمة".

تعود علياء للحوار قائلة "مقبرة توت عنخ أمون كانت بمثابة إعلان أو مقدمة لما يكمن أن نفعله، أما مقبرة الملك سيتي الأول فهي ستكون مشروعا مصريا بالكامل".

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير