ضوءٌ أخضرَ أميرِكيّ .. لـِ«غزوٍ تُركِيّ جَديد» لِسوريا (2-2)
محمد خروب
القبة نيوز-تقول أنقرة إن غزو جحافل جيشها الأطلسي لشمال سوريا بهدف إقامة المنطقة الآمنة المزعومة...لا يُهدّد وِحدة الأراضي السورية، بل هي تَروم تطهير الحدود من العناصر الإرهابيّة, وعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
هنا يكمن التناقُض وتبرز المُراوغة والاستذكاء في أبهى تجليّاتِهما.. فالعناصر الإرهابيّة المُراد تطهير الشمال السوري منها, لا توجد فقط في المنطقة الحدودية تلك, بل ثمّة عشرات الآلاف منهم في المحافظة التي أُوكل لتركيا أن تكون ضامنة لها, وتعهّدها تطهيرها من العناصر المُصنّفة دوليّاً..إرهابية, لكنها – أنقرة – وعندما بدأت نشر قواتِها ونِقاط المُراقبة في إدلب, لم تجد في إرهابيي هيئة تحرير الشام/النصرة وحُرّاس الدين وأنصار الدين وتنظيم العِزّة, سوى حلفاء ومرتزقة لخدمة مخططها «تتريك» المحافَظة كما فعلت في غَزوتَيّ «درع الفرات وغصن الزيتون». وهي تستعد لإقامة فروع لجامعات تركية في الشمال السوري, لا أحد يدري ما إذا كان مُقدمَة لإعلان «قبرص شمالية» جديدة هناك؟ وخطوة أُخرى لإحداث تغييرات ديموغرافية ذات طابع عِرقي (تركمان سوريا) كجيّبً تابِع وعازل، رغم ان اردوغان أعلَن في قمة أسطنبول الثُلاثية الأخيرة التزامه إخراج هيئة تحرير الشام من إدلب، لكنه راوَغ وراح «يُوحِّد» عُملاءه عبر دمج الجبهة الوطنية للتحرير في صفوف عصابة الجيش الحر تحت راية مُرتزَقَة أسمّاهم «الجيش الوطني»، وقام بجلب لواء فاشل مُنشقّ (سليم إدريس) ليقود الجيش الكرتوني, الذي سيكون وقود المُغامرَة التُركية الجديدة, التي لم يُعرَف اسمَها «الكُودِيّ» بعد.
وكما جرت الأمور تُركِيّاً في وضع مُرتزَقة الجيش الحر في مقدمة جحافل الغزو التركي الأول (درع الفرات) والثاني (غصن الزيتون), وكيف دفع هؤلاء المُغرّر بهم ثمن المُخطط الإستعمارِي التركي, فإن السوريين كافة هم الذين سيدفعون ثمن الأطماع التركية في بلادهم, حيث سيواجه السوري «الكُردي» مُواطِنه السوري (المُرتزَق في الصفوف التركيّة), فيما سيكون الجنرال العثماني يرنو ببصره بعيداً للسيطرة على الثروات السورية في شرقي الفرات كالنفط والغاز والسهول الزراعية الخصبة, وليجِد لمنتجاته وصادراته سوقاً في الأراضي السورية, تنقذ اقتصاده المُترنّح وتبعد أنظار الأتراك الساخِطين على سياسات حزب العدالة والتنمية المُتصدِّع, التي لم تجلب لهم سوى التضخّم وارتفاع الأسعار والمديونية المرتفعة.
أطرف - إن كان ثمّة طرافة في سيناريو الحليفين الأطلسيين وعدوانهما المتواصل على أراضي دولة عربية - ما في التواطؤ الأميركي لإقامة منطقة تُركِية آمنة في شمال وشرق سوريا, هو ما جاء في الإعلان الأميركي الأخير: بأنّ «القوات الأميركيّة التي (هَزمَت) تنظيم داعش, لن تُوجد بشكل مباشر في تلك المناطق»، ثم قولها المثير للسخرية «إن تركيا ستكون مسؤولة بعد ذلك عن مقاتلي داعش, الذين اعتقلتهم القوات الأميركيّة في المنطقة خلال العامين الماضيين».
استدراك: هل سأل أحد نفسه..لماذا تُواصِل أنقرة كما واشنطن, تجاهُل الدعوات إلى إحياء «اتفاق أضنة», إذا ما أرادت الأخيرة أن تكون حدودها مع سوريا.. آمنة ومضبوطة؟
kharroub@jpf.com.jo
الرأي
هنا يكمن التناقُض وتبرز المُراوغة والاستذكاء في أبهى تجليّاتِهما.. فالعناصر الإرهابيّة المُراد تطهير الشمال السوري منها, لا توجد فقط في المنطقة الحدودية تلك, بل ثمّة عشرات الآلاف منهم في المحافظة التي أُوكل لتركيا أن تكون ضامنة لها, وتعهّدها تطهيرها من العناصر المُصنّفة دوليّاً..إرهابية, لكنها – أنقرة – وعندما بدأت نشر قواتِها ونِقاط المُراقبة في إدلب, لم تجد في إرهابيي هيئة تحرير الشام/النصرة وحُرّاس الدين وأنصار الدين وتنظيم العِزّة, سوى حلفاء ومرتزقة لخدمة مخططها «تتريك» المحافَظة كما فعلت في غَزوتَيّ «درع الفرات وغصن الزيتون». وهي تستعد لإقامة فروع لجامعات تركية في الشمال السوري, لا أحد يدري ما إذا كان مُقدمَة لإعلان «قبرص شمالية» جديدة هناك؟ وخطوة أُخرى لإحداث تغييرات ديموغرافية ذات طابع عِرقي (تركمان سوريا) كجيّبً تابِع وعازل، رغم ان اردوغان أعلَن في قمة أسطنبول الثُلاثية الأخيرة التزامه إخراج هيئة تحرير الشام من إدلب، لكنه راوَغ وراح «يُوحِّد» عُملاءه عبر دمج الجبهة الوطنية للتحرير في صفوف عصابة الجيش الحر تحت راية مُرتزَقَة أسمّاهم «الجيش الوطني»، وقام بجلب لواء فاشل مُنشقّ (سليم إدريس) ليقود الجيش الكرتوني, الذي سيكون وقود المُغامرَة التُركية الجديدة, التي لم يُعرَف اسمَها «الكُودِيّ» بعد.
وكما جرت الأمور تُركِيّاً في وضع مُرتزَقة الجيش الحر في مقدمة جحافل الغزو التركي الأول (درع الفرات) والثاني (غصن الزيتون), وكيف دفع هؤلاء المُغرّر بهم ثمن المُخطط الإستعمارِي التركي, فإن السوريين كافة هم الذين سيدفعون ثمن الأطماع التركية في بلادهم, حيث سيواجه السوري «الكُردي» مُواطِنه السوري (المُرتزَق في الصفوف التركيّة), فيما سيكون الجنرال العثماني يرنو ببصره بعيداً للسيطرة على الثروات السورية في شرقي الفرات كالنفط والغاز والسهول الزراعية الخصبة, وليجِد لمنتجاته وصادراته سوقاً في الأراضي السورية, تنقذ اقتصاده المُترنّح وتبعد أنظار الأتراك الساخِطين على سياسات حزب العدالة والتنمية المُتصدِّع, التي لم تجلب لهم سوى التضخّم وارتفاع الأسعار والمديونية المرتفعة.
أطرف - إن كان ثمّة طرافة في سيناريو الحليفين الأطلسيين وعدوانهما المتواصل على أراضي دولة عربية - ما في التواطؤ الأميركي لإقامة منطقة تُركِية آمنة في شمال وشرق سوريا, هو ما جاء في الإعلان الأميركي الأخير: بأنّ «القوات الأميركيّة التي (هَزمَت) تنظيم داعش, لن تُوجد بشكل مباشر في تلك المناطق»، ثم قولها المثير للسخرية «إن تركيا ستكون مسؤولة بعد ذلك عن مقاتلي داعش, الذين اعتقلتهم القوات الأميركيّة في المنطقة خلال العامين الماضيين».
استدراك: هل سأل أحد نفسه..لماذا تُواصِل أنقرة كما واشنطن, تجاهُل الدعوات إلى إحياء «اتفاق أضنة», إذا ما أرادت الأخيرة أن تكون حدودها مع سوريا.. آمنة ومضبوطة؟
kharroub@jpf.com.jo
الرأي