الزميلة غبون تنعى والدها: عن أبي الذي رحل ….
القبة نيوز - نعت الزميلة هديل غبون والدها الذي توفي الاسبوع الماضي بنص مؤثر ومؤلم، إستذكرت فيه الخصال الحميدة لاستاذ الكيمياء في العصر الذهبي عبدالرحيم غبون …
عن أبي الذي رحل ….
في صيف ١٩٩٩ حملني والدي إلى جامعة اليرموك لأسجل في قسم القانون بالنظام الموازي بعد أن حصلت على معدل بالفرع العلمي بالتوجيهي، لم يؤهلني للتخصص الذي أريد. مضى يومان وشعر أبي أنني أرغب بالبقاء في عمان ودراسة تخصص الصحافة فلم يكن من المعلم البسيط المعطاء الذي أثقلته أعباء الحياة ودراسة أخوة آخرين بالتزامن سوى أن يبذل ما بوسعه لالتحق بقسم الصحافة في جامعة البترا، التي كانت أقساطها تفوق راتبه الشهري بأضعاف.
لن أنسى حماسة أبي عندما قال لي توكلي على الله لأنه الله اللي برزق وأنت لازم تتعلمي اللي بدك ياه. بعد ١٩ عاما منذ ذلك الوقت، لم يندم أبي يوما على تدريسي رغم العناء، وها أنا اليوم أدين له بكل ما أنا فيه حتى مماتي…
رحل أبي أبو فايز الأثنين الماضي، بعد سقوط مفجع لم يكن لنا فيه اختيار سوى الإيمان بقدر الله وقضائه، وإن لم يخل من الإهمال الطبي الذي سأكشف عنه يوما عندما يؤذن لي في ذلك.
لا أجد كلمات أعزي نفسي بها وأمي وإخوتي بفقدان من كان سنديانة هذه العائلة وظلها الصامد…
رحل أبي بصمت دون أن يجرح أحدا ودون أنين رغم الوجع وبعد مشوار مرض متكرر، استمر لأكثر من عام ، تاركا خلفه غيري أربعة أبناء مهندسين أنفق عليهم من عرق جبينه ، وبقي معطاء لأجيال في الكويت وعمان فيما بقيت القدس وذكريات الطفولة فيها حلمه الآسر.
رحل من اتكأت عليه في السر والعلن، وفي السراء والضراء، رحل من كانت جوارحه المنهكة تسبق عزمي لتشجيعي على الصمود أمام منغصات الحياة.
رحل عبدالرحيم غبون استاذ الكيمياء في عصر الجيل الذهبي ، رحل بهيبته ووقاره وعنفوانه الاستثنائي.. رحل ولازال قابضا على صدقه واستقامته كالقابض على جمر..
رحل ظلي الذي لن يتكرر بطيبته وكرمه وأرقه الدائم على سعادة أبنائه.
رحل سندي الذي لم أودعه إلا بقبلة عابرة ظنا مني أنه عائد إلى بيته حتى لو كان بخطواته المتعثرة .
رحمك الله يا أبي وأسكنك فسيح جناته ونور قبرك وجعله روضة من رياض الجنة ورزقنا برك بعد الممات ولقياك في الفردوس الأعلى.
شكرا الله سعي كل من واساني في مصابي الجلل …شكرا لزملائي وزميلاتي وأصدقائي وصديقاتي كنتم خير أهل وأحبة ولا أراكم الله مكروها بعزيز
والحمدلله رب العالمين
عن أبي الذي رحل ….
في صيف ١٩٩٩ حملني والدي إلى جامعة اليرموك لأسجل في قسم القانون بالنظام الموازي بعد أن حصلت على معدل بالفرع العلمي بالتوجيهي، لم يؤهلني للتخصص الذي أريد. مضى يومان وشعر أبي أنني أرغب بالبقاء في عمان ودراسة تخصص الصحافة فلم يكن من المعلم البسيط المعطاء الذي أثقلته أعباء الحياة ودراسة أخوة آخرين بالتزامن سوى أن يبذل ما بوسعه لالتحق بقسم الصحافة في جامعة البترا، التي كانت أقساطها تفوق راتبه الشهري بأضعاف.
لن أنسى حماسة أبي عندما قال لي توكلي على الله لأنه الله اللي برزق وأنت لازم تتعلمي اللي بدك ياه. بعد ١٩ عاما منذ ذلك الوقت، لم يندم أبي يوما على تدريسي رغم العناء، وها أنا اليوم أدين له بكل ما أنا فيه حتى مماتي…
رحل أبي أبو فايز الأثنين الماضي، بعد سقوط مفجع لم يكن لنا فيه اختيار سوى الإيمان بقدر الله وقضائه، وإن لم يخل من الإهمال الطبي الذي سأكشف عنه يوما عندما يؤذن لي في ذلك.
لا أجد كلمات أعزي نفسي بها وأمي وإخوتي بفقدان من كان سنديانة هذه العائلة وظلها الصامد…
رحل أبي بصمت دون أن يجرح أحدا ودون أنين رغم الوجع وبعد مشوار مرض متكرر، استمر لأكثر من عام ، تاركا خلفه غيري أربعة أبناء مهندسين أنفق عليهم من عرق جبينه ، وبقي معطاء لأجيال في الكويت وعمان فيما بقيت القدس وذكريات الطفولة فيها حلمه الآسر.
رحل من اتكأت عليه في السر والعلن، وفي السراء والضراء، رحل من كانت جوارحه المنهكة تسبق عزمي لتشجيعي على الصمود أمام منغصات الحياة.
رحل عبدالرحيم غبون استاذ الكيمياء في عصر الجيل الذهبي ، رحل بهيبته ووقاره وعنفوانه الاستثنائي.. رحل ولازال قابضا على صدقه واستقامته كالقابض على جمر..
رحل ظلي الذي لن يتكرر بطيبته وكرمه وأرقه الدائم على سعادة أبنائه.
رحل سندي الذي لم أودعه إلا بقبلة عابرة ظنا مني أنه عائد إلى بيته حتى لو كان بخطواته المتعثرة .
رحمك الله يا أبي وأسكنك فسيح جناته ونور قبرك وجعله روضة من رياض الجنة ورزقنا برك بعد الممات ولقياك في الفردوس الأعلى.
شكرا الله سعي كل من واساني في مصابي الجلل …شكرا لزملائي وزميلاتي وأصدقائي وصديقاتي كنتم خير أهل وأحبة ولا أراكم الله مكروها بعزيز
والحمدلله رب العالمين