الأمية الفكرية تجتاح عقول الخريجين!
أبو جون
القبة نيوز-ىصحيح أننا تخطينا مرحلة أمية القراءة والكتابة في الأردن وبنجاح منقطع النضير ؛ فأعداد الخريجين من جامعاتنا المحلية والعربية والأجنبية بلغت مستويات قياسية مقارنة مع عدد السكان ، كما لا ننسى رفد الأردنيين لسوق العمل المحلي والعربي بالكفاءات المتميزة في كافة التخصصات ، وهذا أمر يدعونا للفخر والتفاخر ولكن !
ما يجعلنا ندق ناقوس الخطر هو المستوى الثقافي المتدني لشرائح من حملة الشهادات ومن كافة المستويات وخاصة في التخصصات الإنسانية والأدبية والعلوم الدينية؛ فإذا حاولنا الدخول في حوار مع أياً من هؤلاء لصدمنا بالمستوى الثقافي الضحل الذي هو عليه ،أو في مستوى التحصيل الفكري حول المواضيع التي درسها .وأنا هنا اتحدث عن مجال تخصصه ؛ يسيء البعض مفهوم التخصص بحيث أنه يقول : هذا عصر التخصص وليس هناك حاجة للإطلاع على تخصصات أو علوم أخرى !
ولكنني أزعم أن التخصص يتطلب قدراً من الثقافة حول المواضيع القريبة على التخصص الرئيسي ؛ فعلى سبيل المثال : يتطلب من المتخصص في التاريخ أن يكون على إطلاع في علم الاجتماع و العلوم السياسية والدينية ، والا فأنه سيكون عاجزاً عن تقديم أي رؤية أو تحليل لأي حادثة تاريخية في الماضي أو الحاضر .
ويبدو لي أن هناك عدة عوامل قد ساهمت في ذلك ، منها المستوى الثقافي لشريحة لا بأس بها من الأساتذة القائمين على العملية التعليمة في جامعاتنا ؛ فهذه النوعية رغم أنها تحمل الشهادات العليا والرتب الاكاديمية إلا أنها تعاني من الأمية الفكرية الضاربة الأطناب في لا وعيها و وعيها وبالتالي :
فهي تعاني من التصحر المعرفي و الفكري ، والنتيجة هي نقل فيروس الجمود الفكري إلى أبنائنا الطلبة فيتخرجون إلى مجتمعهم بدون زاد معرفي يمكّنهم من الدخول في أي حوار جاد رصين خلاَّق في أي مجال .
وهذا التصحر المعرفي والفكري الذي غزا عقول أبنائنا هو من أحد العوامل التي تغذي التطرف في السلوك عند هؤلاء الطلبة ؛ فمن المشاجرات الجماعية التي تغزو جامعاتنا إلى الإلتحاق بجماعات إرهابية ، ما هو إلا نتيجة الفقر المدقع في المخزون المعرفي لهؤلاء الطلبة، مما يجفف عندهم مستوى الإنتماء للوطن ومؤسساته ، مقابل إعلاء قيم القبيلة و المنطقة والعرق على حساب الهوية الوطنية الجامعة.
آن لنا أن نعترف بأهمية هذا السبب ودوره في تخريج شريحة من أبنائنا لا تمتلك وعيا بذاتها وبوطنها وبالعالم ،مما يجعلها أحد عوامل الهدم في بلدها من حيث لا تدري ؛ فالجاهل معرفياً و فكرياً هو عدو نفسه ومجتمعه حتى لو امتلك أعلى الشهادات والدرجات .
لذلك كله ، فأنني أدق ناقوس الخطر وأقول إن لم نتدارك هذه الظاهرة فإن النتيجة هي استمرار قوافل الخريجين الذين يعانون من الأمية الفكرية والمعرفية ، ليتخطفهم ويتلقفهم كل نَاعِقٍ ضد وطننا الأردني، فيسيطر عليهم بخطابه غير العقلاني، و يحوّلهم إلى قطعان من الدهماء يمتطي ظهورها ليتسلق عليها من أجل الوصول إلى اهدافه وأجندته.
ما يجعلنا ندق ناقوس الخطر هو المستوى الثقافي المتدني لشرائح من حملة الشهادات ومن كافة المستويات وخاصة في التخصصات الإنسانية والأدبية والعلوم الدينية؛ فإذا حاولنا الدخول في حوار مع أياً من هؤلاء لصدمنا بالمستوى الثقافي الضحل الذي هو عليه ،أو في مستوى التحصيل الفكري حول المواضيع التي درسها .وأنا هنا اتحدث عن مجال تخصصه ؛ يسيء البعض مفهوم التخصص بحيث أنه يقول : هذا عصر التخصص وليس هناك حاجة للإطلاع على تخصصات أو علوم أخرى !
ولكنني أزعم أن التخصص يتطلب قدراً من الثقافة حول المواضيع القريبة على التخصص الرئيسي ؛ فعلى سبيل المثال : يتطلب من المتخصص في التاريخ أن يكون على إطلاع في علم الاجتماع و العلوم السياسية والدينية ، والا فأنه سيكون عاجزاً عن تقديم أي رؤية أو تحليل لأي حادثة تاريخية في الماضي أو الحاضر .
ويبدو لي أن هناك عدة عوامل قد ساهمت في ذلك ، منها المستوى الثقافي لشريحة لا بأس بها من الأساتذة القائمين على العملية التعليمة في جامعاتنا ؛ فهذه النوعية رغم أنها تحمل الشهادات العليا والرتب الاكاديمية إلا أنها تعاني من الأمية الفكرية الضاربة الأطناب في لا وعيها و وعيها وبالتالي :
فهي تعاني من التصحر المعرفي و الفكري ، والنتيجة هي نقل فيروس الجمود الفكري إلى أبنائنا الطلبة فيتخرجون إلى مجتمعهم بدون زاد معرفي يمكّنهم من الدخول في أي حوار جاد رصين خلاَّق في أي مجال .
وهذا التصحر المعرفي والفكري الذي غزا عقول أبنائنا هو من أحد العوامل التي تغذي التطرف في السلوك عند هؤلاء الطلبة ؛ فمن المشاجرات الجماعية التي تغزو جامعاتنا إلى الإلتحاق بجماعات إرهابية ، ما هو إلا نتيجة الفقر المدقع في المخزون المعرفي لهؤلاء الطلبة، مما يجفف عندهم مستوى الإنتماء للوطن ومؤسساته ، مقابل إعلاء قيم القبيلة و المنطقة والعرق على حساب الهوية الوطنية الجامعة.
آن لنا أن نعترف بأهمية هذا السبب ودوره في تخريج شريحة من أبنائنا لا تمتلك وعيا بذاتها وبوطنها وبالعالم ،مما يجعلها أحد عوامل الهدم في بلدها من حيث لا تدري ؛ فالجاهل معرفياً و فكرياً هو عدو نفسه ومجتمعه حتى لو امتلك أعلى الشهادات والدرجات .
لذلك كله ، فأنني أدق ناقوس الخطر وأقول إن لم نتدارك هذه الظاهرة فإن النتيجة هي استمرار قوافل الخريجين الذين يعانون من الأمية الفكرية والمعرفية ، ليتخطفهم ويتلقفهم كل نَاعِقٍ ضد وطننا الأردني، فيسيطر عليهم بخطابه غير العقلاني، و يحوّلهم إلى قطعان من الدهماء يمتطي ظهورها ليتسلق عليها من أجل الوصول إلى اهدافه وأجندته.