facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

امرأة بلا قيود!

امرأة بلا قيود!

سهير بشناق


أوراق متعبة


«لانها حياتها كانت لها لحظة اطلاق صرختها الاولى بالحياة... ولحظة منحوها شهادة ميلاد تثبت انها على قيد الحياة، وان ايامها لها».

ولكن يبدو ان شهادات الميلاد تثبت ان اشخاصها احياء (...) وتمكنوا من استشناق هواء الحياة لكنها لا تثبت ان بامكانهم اختيار كيف يعيشون فتكون خياراتهم بايديهم!

لم تكن هي سوى امرأة في مجتمع رجولي يمنح للمراة حقوقها ضمن عالمهم هم فيرون هذه الحقوق كما يرغبون حدودها كيف يفكرون بالحياة.

لانها امرأة عليها ان تفكر مليا ومرات ومرات عديدة بخياراتها ان امتلكت بعضا منها، لانها امرأة عليها ان تبقي بايامها مفاهيم للتنازل والتضحية.

لانها امرأة:

عليها ان تنحي سعادتها جانبا، امام خيارات عدة تمر بها وامامها كي لا تخسر الاخرين وكي تبقي على مفاهيم حياة هم اوجدوها فقط

فكانت هي المراة الوحيدة التي تمكنت من كسر معتقدات ما يعيشون به بحياة من حولها كانت به النساء لا تمتلكن خيارات ايامهن.

بعيدة هي السعادة عن قلوبهن وكيف يمكن للانسان ان يكون سعيدا وهو يشعر نفسه مقيدا للاخرين لا يملك بحياته شيئاً ولا يمتلك خيارات التغيير التي لا تجلب له سوى الالم

اختارت هي ان تنهي حياتها مع رجل لم يكن لها قرار بالارتباط به.

تذكر جيدا انها دونت اسمها،على شهادة الزواج وهي تتمنى باعماقها لو دونت اسمها على شهادة وفاتها

فما الفرق لديها بلحظة وجدت نفسها مسيرة لا تملك اي قرار... كل ما يتوجب عليها فعله ان تكتب اسمها ايذانا منها على القبول والمضي قدما بحياة مع رجل لا يشبهها بل هو غريب عنها لم تلتقيه سوى مرات قليلة

لكنها امرأة محاطة بعقول وفكر رجولي بحت لم يتوقفوا لحظة ما امام ما تريده هي وما تحلم به لايامها القادمة

هم يختارون وهي عليها ان تمضي بما يختارونه.

كانت تشعر دوما بان احلامها اكبر بكثير من ان تبدأ بحياة زوجية لا تختلف عن كل النساء من حولها

فما الذي سيمنحها اياه ذاك الزواج من رجل غريب عنها،لم تلتق افكارهما ولم تجمعها معه اي مشاعر تدفعها لخوض تجربة الزواج؟

كانت احلامها ابعد بكثير من ذاك الارتباط الوهمي الحقيقي فقط بشهادة الزواج، جميعهم يعترفون به اما هي فتراه ابعد ما يكون عن نفسها وعن احلامها وعن رغبتها بتحقيق كيانها بعيدا عن كل الرجال الذين يحيطون بها ولم يمنحوها في اي يوم من الايام سوى الالم والحرمان ونكران الذات لاجلهم فقط.

هي اليوم امرأة تحيا دون قيود وتدرك جيدا ان جميع من حولها سيحاولون اعادتها لذاك القفص الذي عاشته لسنوات طويلة

سيحاولون إبقاءها امرأة بلا قرار بلا خيار لانها فقط امرأة لا تمتلك خيارات حياتها كما يعتقدون

لكنها اليوم ليست كما يرونها منذ سنوات ذاك الالم الذي استمر يرافقها لحياة زوجية لم تمنحها اي شيء يمكن لأجله ان تبقي وان تعيد مفهوم التنازل بايامها دفعها لان تختار.

ارادت هي ان تمنح نفسها شهادة ميلاد جديدة، لانها آمنت بان حياتها بدأت من خيارها الوحيد الذي اقدمت عليه قبله، لم تكن سوى امرأة تحيا على هامش الحياة لم تشعر خلالها باي لحظة سعادة ولم تكن تعلم ان بالحياة ألواناً أخرى وهواء مختلفاً يمكن للانسان ان يستنشقه بخياراته ورغبته بالبحث عن ذاته وتحقيق سعادته ولو لمرة واحدة

اصعب ما بأيام المرأة ان لا تمتلك خياراتها أن تحيا لآجل الآخرين.... قلبها ونفسها وكل ما تملكه لهم لترى نفسها بمكان وحياتها واحلامها بمكان اخر.

أصعب ما بالعقل الذكوري، ان يتعامل مع شهادة ميلاد الانثى بانها جزء من ممتلكاته له القرار بكيف تكون، هو فقط يرسم لها حياتها وايامها.

حينها فقط يتجاهل هذا العقل ان الانسان يكون مختلفا من كل معاناة يعيشها وكل لحظة الم تمر به وكل تجربة يخوضها ليمتلك حينها قرارات حياته ويغلق خلفه كل خذلان وانكسار عاش به... لحظتها تكون المرأة انسانة فقط وليست مجرد انثى منهزمة.

الرأي

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )