facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

عصاميّة اوصلت صاحبها الى العالمية

عصاميّة اوصلت صاحبها الى العالمية

يوسف عبدالله محمود

القبة نيوز- شعاره: لأستسهلن الصعب أو ادرك المنى فما انقادت الآمال إلاّ لصابرِ


طلال ابو غزالة مسيرة حياته منذ رحليه عن مسقط رأسه بمدينة يافا الفلسطينية المحتلة. هي بحق مسيرة تحديات لظروف حياة قاسية استطاع صاحبها وهو بعد غضّ العود ان يثبت –وكما يذكر دوماً- أن الانسان بعزيمته وارادته قادر ان يجعل من النقمة نعمة، وهذا ما كان معه. الفتى طلال ابو غزالة بعد ان أُبعد من ملاعب الطفولة في يافا الى لبنان لم يستسلم وينعى مصيره وقد شرده الاحتلال الاسرائيلي عن ارض آبائه واجداده، فإرادته كانت امضى من الكلال، جمع بين الدراسة والعمل ليوفر لقمة العيش لأسرة كانت في وطنها تعيش متنقلة بين اعطاف النعيم.

حمل وهو الفتى هموم اسرة أمس ربُّها كهلاً بعد ان فقد كل شيء، تحدى طلال توفيق ابو غزالة ظروف المعاناة فعمل بائعاً متجولاً لِ"الآيس كريم"، لم يَرَ غضاضة في ذلك، كان حمله –وكما يذكر- ان يتفوق على عدوه الذي اراد قهره، وهذا ما كان. عبقريته العلمية تفتحت مبكراً، الأول على زملائه إن في الدراسة الثانوية او الجامعية حين التحق بالجامعة الامريكية. مخايل نجابة وذكاء لماح عُرف بها منذ نعومة الظفر.

طول دراسته كان طلال ابو غزالة مشمولاً بمنحة حصل عليها بتفوقه. من أراد العلياء عليه ان يلعق الصَّبرا.
بعد تخرجه من الجامعة بدأ مشوار الحياة، يمَم وجهه نحو الكويت حيث بدأ محاسباً، وبسرعة لفتت مواهبه بعض من تعامل معهم، اقبلت عليه الدنيا، فغدا رجل أعمال يشار له بالبنان.

اليوم هو صاحب امبراطورية، يمتلك مؤسسة لها عشرات المكاتب في مختلف ارجاء العالم، لم تُبطره النعمة فتنسيه ايام الفقر، بل وظّفها في العمل الانساني أيضاً.

آمن طلال ابو غزالة بأن الثروة الحقيقية هي "الثروة المعرفية". من هنا ظل والى الآن طالب علم ومعرفة. حالياً يرأس العديد من اللجان والمؤتمرات الدولية.

هاجسه الذي لا يفارقه أن تعود فلسطين المحتلة الى اهلها. يتساءل ابو غزالة دوماً: اذا كان الاسرائيليون يؤمنون بحق العودة للبشر، فلماذا لا يطبقونه؟ لماذا لا يعود الاسرائيليون الذين هاجروا الى فلسطين الى بلدانهم؟ ومن ثم يعود الفلسطينيون الى أرضهم؟

طلال ابو غزالة كشأن العصاميين من البشر تتصدر مكتبه الخاص صور المعاناة في حياة منها تلك الصورة التي يبدو فيها وقد اشتمل بِ"بطانية" من بطانيات وكالة غوث اللاجئين خاطتها له والدته لباساً يقيه برد الشتاء.

وبعد، فمسيرة هذا الانسان تستحق ان ينسج على منوالها كل طامح الى المعالي. عليه ان يذكر "أن الشهد دون إبر النحل"، والمعنى ان الحياة لا تقبل عليه بسهولة.

طلال ابو غزالة يعتز بقوميته العربية. أثمن استثمار يؤمن به هو الاستثمار في "الانسان" فهو اغلى ما نملك.


 
تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير