الفرجات: البترا تشهد نقلة سياحية وتنموية نوعية
وأضاف الدكتور الفرجات خلال مقابلة صحفية أجرتها وكالة الأنباء الأردنية (بترا) اليوم الأحد؛ إن من المتوقع أن يصل عدد زوار البترا من الأجانب والأردنيين والعرب إلى مليون زائر مع نهاية العام الحالي، ما ينعكس إيجابا على العملية التنموية والسياحية على المستوى المحلي والوطني، مشيرا الى أن تدفق الزوار بأعداد كبيرة يخلق مزيدا من التحديات في مختلف الجوانب؛ ويتطلب المزيد من توسيع نطاق الخدمات وتحسينها، ورفع مستوى الإدارة والتنظيم لحركة الزوار داخل الموقع الأثري واتخاذ المزيد من الإجراءات التي تحمي خصوصيته.
وقارن الفرجات بين أعداد الزوار خلال الأعوام بين 2011 - 2018 حيث بلغوا وحسب الترتيب الزمني لهذه الأعوام 596032، 599288، 574729، 551491، 410871، 464154، 620441، وأخيرا 828952 زائرا، مشيرا الى أن أعداد الزوار لغاية النصف الأول من العام الحالي بلغت 533032 زائرا، ما يؤشر إلى ارتفاع كبير في أعداد الزوار، ويتوقع أن يصل عددهم إلى مليون زائر مع نهاية العام الحالي.
وبين أن البترا دخلت مرحلة جديدة بوصفها واجهة سياحية وطنية، ومعلما تراثيا عالميا أثبت حضوره في الأسواق السياحية العالمية، مُثنيا على إدراك الحكومة لأهمية البترا محليا وعالميا، حيث بدأت بتوجيه جهودها لدعم خطط السلطة وبرامجها ومشاريعها.
وأشار الى أن سلطة الإقليم تعمل على تطوير الخدمات السياحية وتحسين البنية التحتية وتنظيم حركة الزوار في الموقع الأثري بما يحافظ على خصوصيته، وبما يخدم السائح ويطيل أمد إقامته، ويسهم في دمج المواطن في العملية التنموية والإفادة منها، وصولا إلى مرحلة صناعة السياحة بامتياز، وإعادة هندسة العملية السياحية بمختلف مكوناتها بطرق حديثة.
وأعلن الفرجات أنه سيتم خلال الأشهر المقبلة إطلاق الخطة المتكاملة لإدارة البترا، موضحا أن تلك الخطة جاءت كمتطلب للبترا منذ إعلانها موقعا تراثيا عالميا عام 1985، وأن سلطة الإقليم وبالتعاون مع دائرة الآثار ومكتب اليونسكو في عمان؛ تعمل على تجهيزها استعدادا لإطلاقها وتفعيلها بما ينعكس إيجابا على واقع الإقليم.
وحول مساعي السلطة لتطوير وتعزيز وجذب الاستثمار إلى البترا؛ أشار إلى العديد من الإجراءات التي تنتهجها السلطة في هذا الصدد ومن ضمنها؛ تطبيق الحوافز الاستثمارية ومنحها للمستثمرين في منطقة الإقليم وبحسب ما تتمتع به المناطق التنموية الأخرى، وذلك من خلال تخفيض ضريبتي الدخل والمبيعات والإعفاءات الجمركية وإجراءات ميسرة بالتسجيل والترخيص، إضافة إلى تشجيع السلطة للمستثمرين المحليين وتوجيههم نحو الاستثمار في مجال القطاع السياحي خاصة قطاع الفنادق، نظرا لزيادة أعداد الزوار، إذ تم منح 7 فنادق جديدة موافقات رسمية من مختلف درجات التصنيف السياحي وهي حاليا في مراحل الإنشاء.
وأكد أن عملية الاستثمار وبناء المنتج السياحي تقوم على العرض والطلب وبحسب مفهوم السوق، وكي يكون الاستثمار مستداما في ظل موسمية السياحة لا بد أن ترافقه استثمارات متنوعة تسهم في الاستدامة والانتقال من موسمية السياحة الى ديمومتها، واستقطاب نوعيات مختلفة من السياح، وإطالة مدة إقامة السائح، وهو الأمر الذي تسعى السلطة إلى دراسته وتحقيقه ضمن خططها المستقبلية.
وبين أن السلطة تضع في اعتبارها انعكاس نتائج التنمية على مختلف فئات المواطنين خصوصا فئات الشباب المتعطلين عن العمل وبالذات فئة الإناث؛ والتخفيف من نسب البطالة، كما تعمل السلطة على التخفيف من مشكلة الفقر لدى تلك الفئات من خلال توفير فرص العمل الدائمة والمؤقتة في المشاريع والبرامج المختلفة، وتسعى الى خلق تنمية ذات أثر مستدام، مشيرا الى أنه تمت الموافقة على إنشاء مصنع شوكولاته وهو في مراحل البناء حاليا؛ وسيوفر حوالي 30 فرصة عمل، وتم التنسيق مع المستثمر بأن تكون أولوية التشغيل للإناث من لواء البترا.
وتماشيا مع الحركة السياحية النشطة في البترا وبهدف زيادة نسبة الطاقة الاستيعابية للغرف الفندقية؛ قال الفرجات، إن السلطة منحت الموافقات والمصادقات النهائية لعدة مستثمرين في المنشآت الفندقية لاستحداث حوالي 500 غرفة فندقية، وهي في طور الإنشاء لتكون جاهزة خلال العام المقبل، كما تم البدء بإطلاق المرحلة الأولى من تشغيل مجمع وسط المدينة التجاري/ وادي موسى؛ بهدف توفير فرص عمل جديدة لأبناء اللواء.
وبين أن السلطة استحدثت برنامج المنح الدراسية للطلبة الدارسين في التخصصات المهنية والتطبيقية استفاد منها 22 طالبا وطالبة من أبناء المجتمع المحلي، مضيفا أن السلطة تدرس حاليا إعداد برنامج لدمج المرأة وتأهيلها للعمل في القطاع السياحي، ويستهدف البرنامج هذا العام 83 فتاة بالتعاون مع القطاع السياحي في الإقليم، مضيفا أن السلطة تسعى دوما لتأهيل الكوادر المؤهلة والمتخصصة للانخراط في سوق العمل؛ ودعم تدريب عدد من أبناء المجتمع المحلي في برنامج فنون الطهي لرفد القطاع السياحي بالكوادر المؤهلة، فيما سيوفر مشروع الري بالتنقيط على جوانب الطرق 25 فرصة عمل مؤقتة لأبناء المجتمع المحلي، عدا عن توفير حوالي 120 فرصة عمل لأبناء المجتمع المحلي ضمن مشروع القرية التراثية، وحوالي 80 فرصة عمل ضمن مشروع وسط المدينة هو في مراحله التشغيلية الأولى والثانية.
وبين أنه تم تعيين 100 موظف من أبناء وبنات المجتمع المحلي ضمن مشاريع السلطة المؤقتة، و 1250 عاملا ضمن ورش العمل في مجال الصيانة العامة وصيانة الحدائق وصيانة قنوات الري والينابيع، إضافة إلى حضانة سلطة إقليم البترا على حساب المشاريع المؤقتة، كما توقع أن يوفر مشروع متنزه الهيشة الوطني خلال الفترة القريبة القادمة حوالي 25 فرصة عمل مؤقتة لأبناء المجتمع المحلي، و 25 فرصة عمل دائمة حال البدء بتشغيله.
وأشار الفرجات الى البدء بإنجاز عدد من مشاريع البنية التحتية، إذ تم تنفيذ خلطات إسفلتية ساخنة بمساحة 100 ألف متر مربع لشوارع الإقليم لتحسين شبكة الطرق، وتأهيل مجاري الأودية لاستيعاب تدفق مياه الأمطار، وعمل قنوات تصريف للشوارع حماية للمواطنين والموقع الأثري بكلفة تجاوزت 800 ألف دينار، وإنشاء جدران استنادية وتنفيذ 9000 متر مربع من الخرسانة من أجل توسعة الطرق الداخلية وتأهيلها، للتخفيف من الاختناقات المرورية بكلفة تجاوزت مليون دينار.
وأكد حرص السلطة على توزيع مكتسبات التنمية بعدالة، وتأهيل مناطق اللواء المختلفة؛ إذ تم تنفيذ مشروع تأهيل شارع الملعب في منطقة الطيبة بهدف إيجاد بديل للشارع الرئيسي ومن أجل تخفيف الاختناقات المرورية بكلفة تقريبية بلغت 500 ألف دينار، إلى جانب تنفيذ أعمال خدمات للبنية التحتية في منطقة الراجف اشتملت على فتح طرق وأعمال تصريف مياه الأمطار وجدران استنادية بكلفة 500 ألف دينار، ولا زال العمل جارياً في المشروع، كما تم تنفيذ مشروع أعمال بنية تحتية لتغطية احتياجات منطقة دلاغة اشتملت على فتح طرق وتصريف مياه الأمطار وجدران استنادية بكلفة 350 ألف دينار.
وحول مشاريع السلطة الهادفة إلى خلق منتج سياحي استثماري جديد ومتنوع؛ قال الفرجات، إن مشروع القرية التراثية في مراحله الأخيرة، مؤكداً أن المشروع سيسهم في تخفيف الضغط عن الموقع الأثري، وسيوفر فرص عمل واستثمارات تخدم أبناء اللواء.
وأوضح أن المشروع يقوم على مساحة تبلغ 65 دونما، ويوفر محلات تجارية ومنطقة مطاعم وأماكن جلسات خارجية، وساحات متعددة لمختلف النشاطات، في إشارة إلى أن السلطة أخذت بعين الاعتبار حين تصميم المشروع تنويع المنتج السياحي وتطويره لإطالة أمد إقامة الزائر في البترا، تطبيقا لمخرجات المخطط الشمولي الاستراتيجي لإقليم البترا (2011-2030)، والذي تبلغ تكلفته حوالي 6 ملايين دينار.
وعرّج الفرجات إلى مشروع الطريق الخلفي، وهو من المشاريع المستقبلية التي تسعى السلطة لتنفيذها خلال المرحلة المقبلة بهدف إيجاد نظام نقل سياحي بيئي من داخل الموقع الأثري إلى الخارج، والحفاظ على ديمومة المعالم الأثرية داخل الموقع وحمايتها من مياه الأمطار عن طريق إيجاد نظام تصريف للمياه عن طريق العبّارات الأنبوبية والصندوقية، والتخفيف من الازدحام أمام الخزنة ومنطقة السيق، كما سيتم استحداث مركز زوار جديد في منطقة البيضا للتخفيف من الضغط على الموقع الأثري وليسهم في تنظيم الخطة العملية السياحية.
وأشار إلى أن السلطة تقوم بإعداد مشروع الطريق الشرياني بديلا عن الشارع الحالي المار من وسط مدينة وادي موسى والبالغ طوله 1550 مترا، وإعداد مشروع بوابة البترا، تنفيذا للمخطط الشمولي الاستراتيجي، إذ قامت السلطة بطرح عطاء وثائق وتصاميم لمشروع بوابة البترا، آخذة بعين الاعتبار تطوير وتحديث البنية التحتية الحالية، نظرا لعدم ملاءمتها واستيعابها للمرحلة القادمة التي تتضمن إنشاء العديد من المشاريع الحيوية في كافة مجالات البنية التحتية والسياحية والبيئة الاستثمارية.
وأكد الفرجات أن افتتاح متحف البترا حقق أهدافا ونتائج إيجابية ملموسة للسائح والمواطن، كما أن طريقة تقديم المتحف بطريقة تفاعلية تعطي السائح متعة إضافية، إلى جانب أوقات الزيارة الممتدة التي تتيح قضاء وقت أطول للسائح، كما أن المتحف يشكل واجهة حضارية وثقافية وتعليمية لقاصديه من المواطنين وخصوصا طلبة المدارس.
وأضاف، ومن ضمن مشاريع البنية التحتية التي قامت السلطة بتنفيذها؛ مشروع تطوير وسط مدينة وادي موسى بتكلفة 7ر4 مليون دينار، لإيجاد بيئة ترفيهية ومتنفس لزوار المدينة من خلال عدة مشاريع، ومن خلاله تمت إعادة تطوير وتأهيل وسط المدينة بواجهات عصرية جديدة، وساحات مبلطة، وأرصفة واسعة، ومواقف للسيارات، وأماكن للتسوق، وبلازا ومسطحات مائية، لافتا إلى أن هذا المشروع يعد من المشاريع الحيوية للسلطة ويوفر عائدا ودخلا لاحتوائه على مواقف للسيارات بطابقين توفر ما لا يقل عن 171 موقفا، إضافة الى 38 محلا تجاريا، وقد استلمت السلطة المشروع وقامت بطرح عدد من المحلات للاستثمار.
وبين أن السلطة تقوم بتأسيس شراكات مع عدد من مؤسسات المجتمع المدني ذات القدرات التنظيمية والبشرية من أجل تنفيذ البرامج والأنشطة التي تخدم المجتمع المحلي والعملية والسياحية وتوفر فرص العمل، إلى جانب دعم الفئات المحرومة في المجتمع خصوصا الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، كما تدعم السلطة المبادرات والأنشطة المجتمعية والثقافية والتوعوية والترفيهية، وتسهم في رفع قدرات تلك المؤسسات والقائمين عليها، وتدعم المؤسسات الحكومية القائمة في اللواء لتمكينها من أداء مهامها على الشكل المطلوب.
وأشار إلى أن السلطة وبالتعاون مع الجهات الأمنية والدفاع المدني بدأت بتنفيذ الخطة الأمنية والإدارية في الموقع الأثري من أجل ضبط وإدارة الموقع الأثري بشكل أكثر فاعلية بما يحمي الموقع ويوفر بيئة مريحة للسائح، وبما يسهم في استفادة أبناء المجتمع ويرفع مستوى الوعي لديهم في التعامل مع الموقع الأثري وزواره.
ونوه إلى أن ثمة تحديات عديدة تواجه السلطة أثناء تنفيذ مشاريع البنية التحتية في وادي موسى أو باقي التجمعات السكانية، وتتمثل تلك التحديات بارتفاع الكلف نظرا لطبيعة تضاريس المنطقة الوعرة، كما أن عملية الإنشاء والبناء في الموقع الأثري الذي تبلغ مساحته 264 كم مربعا؛ عملية معقدة وليست سهلة كما يعتقد البعض، بحيث لا يمكننا إنشاء أية مرافق من شأنها التأثير على الموقع الأثري وخصوصيته، كما تواجه السلطة تحديات في التعامل مع الواقع التنظيمي مع المناطق التي تقع ضمن المنطقة العازلة مع المحمية مثل أم صيحون، مبينا أن تلك التحديات يتم التعامل معها وتذليلها بما يحقق الأهداف العامة وهي؛ المحافظة على خصوصية الموقع الأثري وحمايته، وتوفير الخدمات الملائمة للمواطنين، وتوفير بيئة سياحية مريحة للسائح، كما ستقوم السلطة بإيجاد حلول للجيل القادم في منطقة أم صيحون.
ولفت الى أن الامتداد العمراني حول الموقع الأثري له تأثيرات سلبية عديدة، غير أن السلطة تعاملت مع هذا التحدي من خلال سياسة التوسع في التنظيم؛ إذ تم طرح ستة أحواض جديدة قيد التنظيم، مشيرا إلى أن ميزة تقسيم هذه الأحواض يتم بطريقة عادلة، إذ لا توجد ملكيات صغيرة، كما تم تخطيط شوارع منظمة ومرافق متعددة وفق التخطيط الحديث.
وأضاف أن هذه المناطق ستشجع المواطنين على التوسع العمراني رغم أنها مكلفة في البنية التحتية، مؤكدا أن توجه السلطة سيكون نحو نقل الدوائر الحكومية لتلك المناطق الجديدة، كما تعمل السلطة داخل وادي موسى على حماية المناطق الخضراء، وتستملك الأراضي المشابهة لحمايتها رغم ارتفاع الكلف، كما أن ثمة توجها لتوزيع الحدائق داخل الأحياء لتخفيف الضغط عن بعض المواقع.
من جانب آخر، اكد الفرجات أن السلطة تعمل حالياً على تجهيز وتأثيث مستلزمات عيادة لمرضى السكري في مستشفى الملكة رانيا العبدالله، وشراء جميع الأجهزة والمعدات اللازمة لها، لتخفيف أعباء السفر والعلاج على مرضى السكري، وتزويد المستشفى بسيارة إسعاف وعمل صيانة لمركز صحي البترا الشامل وتزويده بأجهزة ومعدات طبية إضافية.
وفي مجال دعم التعليم في لواء البترا أشار الفرجات إلى أن السلطة دعمت أكثر من 320 طالبا من خلال المنح الدراسية في الجامعات الحكومية، واستحداث برنامج منح الدبلوم المهني والتقني في مجال فنون الطهي بكلفة زادت على 240 ألف دينار.
وأشار إلى أنه وفي ضوء توجهات السلطة للمحافظة على الموقع الأثري، بدأت السلطة بالتعاون مع وزارة الطاقة والثروة المعدنية بعمل مسح جيوفيزيائي في محمية البترا الأثرية لتحديد عمق صخر الأساس وسماكة الرسوبيات وتحدي أية معالم أثرية من جدران وأعمدة مدفونة، كما تستكمل السلطة حالياً أعمال مشروع ثبات واستقرار السيق بالتعاون مع اليونسكو، إذ تم البدء بعمل مسوحات ميدانية للمخاطر الموجودة في منطقة السيق؛ حيث تم حصر 7 – 8 واجهات ومواقع في السيق بحاجة الى تثبيت وسيتم تثبيت الواجهات الصخرية التي يزيد وزنها على 100 طن وترميمها هذا العام.
وقال إن السلطة انتهت مؤخراً من مشروع مدخل المدينة، وبانوراما قلاع الطوال، وقد بلغت التكلفة الإجمالية للمشروع قرابة 4 ملايين دينار، لافتا الى أنه ومن خلال المشروع قامت السلطة بفتح شارع البقعة الشرقية، وفتح مناطق جديدة للتوسع السكاني، وتأهيله وإعادة تقسيم وتنظيم قطع الأراضي الموجودة في المنطقة بأوجه استعمالات أراض تلبي طموح المواطنين وأصحاب القطع، وفتح وتعبيد شارع قلاع الطوال.
ولفت إلى أن السلطة تتجه لإنشاء قصر للمؤتمرات لفتح مجالات أخرى لسياحة المؤتمرات وعدم اقتصارها على السياحة الأثرية، كما تتجه نية لاستملاك مناطق جديدة مخصصة لمشاريع عنقودية مثل الفنادق والمطاعم، وتعمل حالياً على حجز المخصصات اللازمة للاستملاكات، ومن ثم السير بإجراءات تجهيز المخططات والتصاميم الهندسية للمشروع.
وفي مجال النقل، أكد الفرجات أن السلطة تقوم حاليا بدراسة شمولية لمنطقة موقف الباصات الحالي بجانب مركز الزوار وإيجاد حلول ناجعة لرفع القدرة الاستيعابية له، ضمن أفضل الحلول المناسبة، وإنشاء طوابق خاصة بالمواقف؛ كون الموقف الحالي لا يتسع للحركة السياحية الحالية والقادمة، مضيفاً أن العمل حاليا يتم على تأهيل مجمع السفريات الموجود في وسط المدينة، وسيتم طرح عطاء تصاميم توسعة وتطوير مجمع النقليات الحالي مع بداية العام القادم لغايات النقل الداخلي في لواء البترا، وسيتم رفده بكافة المرافق الخدمية التي يحتاجها متلقو الخدمة من مرافق خطوط النقل العام والخدمات الأخرى.
وقال الفرجات إن السلطة خصصت قطعة أرض على مدخل المدينة (عين موسى)، لإنشاء موقف باصات لشركات النقل السياحي والباصات الكبيرة، لتلافي دخولها لوسط المدينة، وإعادة هندسة النقل من هذا الموقف باتجاه وسط المدينة ومركز الزوار من خلال إيجاد منظومة نقل عامة تتاح للزائر والمواطن على حد سواء بأعلى مستويات التقنية المطبقة عالميا من خلال استعمال بطاقات الدفع الذكية، وملاءمة هذه الباصات لطبوغرافية المنطقة الجبلية. (بترا)
وأضاف الدكتور الفرجات خلال مقابلة صحفية أجرتها وكالة الأنباء الأردنية (بترا) اليوم الأحد؛ إن من المتوقع أن يصل عدد زوار البترا من الأجانب والأردنيين والعرب إلى مليون زائر مع نهاية العام الحالي، ما ينعكس إيجابا على العملية التنموية والسياحية على المستوى المحلي والوطني، مشيرا الى أن تدفق الزوار بأعداد كبيرة يخلق مزيدا من التحديات في مختلف الجوانب؛ ويتطلب المزيد من توسيع نطاق الخدمات وتحسينها، ورفع مستوى الإدارة والتنظيم لحركة الزوار داخل الموقع الأثري واتخاذ المزيد من الإجراءات التي تحمي خصوصيته.
وقارن الفرجات بين أعداد الزوار خلال الأعوام بين 2011 - 2018 حيث بلغوا وحسب الترتيب الزمني لهذه الأعوام 596032، 599288، 574729، 551491، 410871، 464154، 620441، وأخيرا 828952 زائرا، مشيرا الى أن أعداد الزوار لغاية النصف الأول من العام الحالي بلغت 533032 زائرا، ما يؤشر إلى ارتفاع كبير في أعداد الزوار، ويتوقع أن يصل عددهم إلى مليون زائر مع نهاية العام الحالي.
وبين أن البترا دخلت مرحلة جديدة بوصفها واجهة سياحية وطنية، ومعلما تراثيا عالميا أثبت حضوره في الأسواق السياحية العالمية، مُثنيا على إدراك الحكومة لأهمية البترا محليا وعالميا، حيث بدأت بتوجيه جهودها لدعم خطط السلطة وبرامجها ومشاريعها.
وأشار الى أن سلطة الإقليم تعمل على تطوير الخدمات السياحية وتحسين البنية التحتية وتنظيم حركة الزوار في الموقع الأثري بما يحافظ على خصوصيته، وبما يخدم السائح ويطيل أمد إقامته، ويسهم في دمج المواطن في العملية التنموية والإفادة منها، وصولا إلى مرحلة صناعة السياحة بامتياز، وإعادة هندسة العملية السياحية بمختلف مكوناتها بطرق حديثة.
وأعلن الفرجات أنه سيتم خلال الأشهر المقبلة إطلاق الخطة المتكاملة لإدارة البترا، موضحا أن تلك الخطة جاءت كمتطلب للبترا منذ إعلانها موقعا تراثيا عالميا عام 1985، وأن سلطة الإقليم وبالتعاون مع دائرة الآثار ومكتب اليونسكو في عمان؛ تعمل على تجهيزها استعدادا لإطلاقها وتفعيلها بما ينعكس إيجابا على واقع الإقليم.
وحول مساعي السلطة لتطوير وتعزيز وجذب الاستثمار إلى البترا؛ أشار إلى العديد من الإجراءات التي تنتهجها السلطة في هذا الصدد ومن ضمنها؛ تطبيق الحوافز الاستثمارية ومنحها للمستثمرين في منطقة الإقليم وبحسب ما تتمتع به المناطق التنموية الأخرى، وذلك من خلال تخفيض ضريبتي الدخل والمبيعات والإعفاءات الجمركية وإجراءات ميسرة بالتسجيل والترخيص، إضافة إلى تشجيع السلطة للمستثمرين المحليين وتوجيههم نحو الاستثمار في مجال القطاع السياحي خاصة قطاع الفنادق، نظرا لزيادة أعداد الزوار، إذ تم منح 7 فنادق جديدة موافقات رسمية من مختلف درجات التصنيف السياحي وهي حاليا في مراحل الإنشاء.
وأكد أن عملية الاستثمار وبناء المنتج السياحي تقوم على العرض والطلب وبحسب مفهوم السوق، وكي يكون الاستثمار مستداما في ظل موسمية السياحة لا بد أن ترافقه استثمارات متنوعة تسهم في الاستدامة والانتقال من موسمية السياحة الى ديمومتها، واستقطاب نوعيات مختلفة من السياح، وإطالة مدة إقامة السائح، وهو الأمر الذي تسعى السلطة إلى دراسته وتحقيقه ضمن خططها المستقبلية.
وبين أن السلطة تضع في اعتبارها انعكاس نتائج التنمية على مختلف فئات المواطنين خصوصا فئات الشباب المتعطلين عن العمل وبالذات فئة الإناث؛ والتخفيف من نسب البطالة، كما تعمل السلطة على التخفيف من مشكلة الفقر لدى تلك الفئات من خلال توفير فرص العمل الدائمة والمؤقتة في المشاريع والبرامج المختلفة، وتسعى الى خلق تنمية ذات أثر مستدام، مشيرا الى أنه تمت الموافقة على إنشاء مصنع شوكولاته وهو في مراحل البناء حاليا؛ وسيوفر حوالي 30 فرصة عمل، وتم التنسيق مع المستثمر بأن تكون أولوية التشغيل للإناث من لواء البترا.
وتماشيا مع الحركة السياحية النشطة في البترا وبهدف زيادة نسبة الطاقة الاستيعابية للغرف الفندقية؛ قال الفرجات، إن السلطة منحت الموافقات والمصادقات النهائية لعدة مستثمرين في المنشآت الفندقية لاستحداث حوالي 500 غرفة فندقية، وهي في طور الإنشاء لتكون جاهزة خلال العام المقبل، كما تم البدء بإطلاق المرحلة الأولى من تشغيل مجمع وسط المدينة التجاري/ وادي موسى؛ بهدف توفير فرص عمل جديدة لأبناء اللواء.
وبين أن السلطة استحدثت برنامج المنح الدراسية للطلبة الدارسين في التخصصات المهنية والتطبيقية استفاد منها 22 طالبا وطالبة من أبناء المجتمع المحلي، مضيفا أن السلطة تدرس حاليا إعداد برنامج لدمج المرأة وتأهيلها للعمل في القطاع السياحي، ويستهدف البرنامج هذا العام 83 فتاة بالتعاون مع القطاع السياحي في الإقليم، مضيفا أن السلطة تسعى دوما لتأهيل الكوادر المؤهلة والمتخصصة للانخراط في سوق العمل؛ ودعم تدريب عدد من أبناء المجتمع المحلي في برنامج فنون الطهي لرفد القطاع السياحي بالكوادر المؤهلة، فيما سيوفر مشروع الري بالتنقيط على جوانب الطرق 25 فرصة عمل مؤقتة لأبناء المجتمع المحلي، عدا عن توفير حوالي 120 فرصة عمل لأبناء المجتمع المحلي ضمن مشروع القرية التراثية، وحوالي 80 فرصة عمل ضمن مشروع وسط المدينة هو في مراحله التشغيلية الأولى والثانية.
وبين أنه تم تعيين 100 موظف من أبناء وبنات المجتمع المحلي ضمن مشاريع السلطة المؤقتة، و 1250 عاملا ضمن ورش العمل في مجال الصيانة العامة وصيانة الحدائق وصيانة قنوات الري والينابيع، إضافة إلى حضانة سلطة إقليم البترا على حساب المشاريع المؤقتة، كما توقع أن يوفر مشروع متنزه الهيشة الوطني خلال الفترة القريبة القادمة حوالي 25 فرصة عمل مؤقتة لأبناء المجتمع المحلي، و 25 فرصة عمل دائمة حال البدء بتشغيله.
وأشار الفرجات الى البدء بإنجاز عدد من مشاريع البنية التحتية، إذ تم تنفيذ خلطات إسفلتية ساخنة بمساحة 100 ألف متر مربع لشوارع الإقليم لتحسين شبكة الطرق، وتأهيل مجاري الأودية لاستيعاب تدفق مياه الأمطار، وعمل قنوات تصريف للشوارع حماية للمواطنين والموقع الأثري بكلفة تجاوزت 800 ألف دينار، وإنشاء جدران استنادية وتنفيذ 9000 متر مربع من الخرسانة من أجل توسعة الطرق الداخلية وتأهيلها، للتخفيف من الاختناقات المرورية بكلفة تجاوزت مليون دينار.
وأكد حرص السلطة على توزيع مكتسبات التنمية بعدالة، وتأهيل مناطق اللواء المختلفة؛ إذ تم تنفيذ مشروع تأهيل شارع الملعب في منطقة الطيبة بهدف إيجاد بديل للشارع الرئيسي ومن أجل تخفيف الاختناقات المرورية بكلفة تقريبية بلغت 500 ألف دينار، إلى جانب تنفيذ أعمال خدمات للبنية التحتية في منطقة الراجف اشتملت على فتح طرق وأعمال تصريف مياه الأمطار وجدران استنادية بكلفة 500 ألف دينار، ولا زال العمل جارياً في المشروع، كما تم تنفيذ مشروع أعمال بنية تحتية لتغطية احتياجات منطقة دلاغة اشتملت على فتح طرق وتصريف مياه الأمطار وجدران استنادية بكلفة 350 ألف دينار.
وحول مشاريع السلطة الهادفة إلى خلق منتج سياحي استثماري جديد ومتنوع؛ قال الفرجات، إن مشروع القرية التراثية في مراحله الأخيرة، مؤكداً أن المشروع سيسهم في تخفيف الضغط عن الموقع الأثري، وسيوفر فرص عمل واستثمارات تخدم أبناء اللواء.
وأوضح أن المشروع يقوم على مساحة تبلغ 65 دونما، ويوفر محلات تجارية ومنطقة مطاعم وأماكن جلسات خارجية، وساحات متعددة لمختلف النشاطات، في إشارة إلى أن السلطة أخذت بعين الاعتبار حين تصميم المشروع تنويع المنتج السياحي وتطويره لإطالة أمد إقامة الزائر في البترا، تطبيقا لمخرجات المخطط الشمولي الاستراتيجي لإقليم البترا (2011-2030)، والذي تبلغ تكلفته حوالي 6 ملايين دينار.
وعرّج الفرجات إلى مشروع الطريق الخلفي، وهو من المشاريع المستقبلية التي تسعى السلطة لتنفيذها خلال المرحلة المقبلة بهدف إيجاد نظام نقل سياحي بيئي من داخل الموقع الأثري إلى الخارج، والحفاظ على ديمومة المعالم الأثرية داخل الموقع وحمايتها من مياه الأمطار عن طريق إيجاد نظام تصريف للمياه عن طريق العبّارات الأنبوبية والصندوقية، والتخفيف من الازدحام أمام الخزنة ومنطقة السيق، كما سيتم استحداث مركز زوار جديد في منطقة البيضا للتخفيف من الضغط على الموقع الأثري وليسهم في تنظيم الخطة العملية السياحية.
وأشار إلى أن السلطة تقوم بإعداد مشروع الطريق الشرياني بديلا عن الشارع الحالي المار من وسط مدينة وادي موسى والبالغ طوله 1550 مترا، وإعداد مشروع بوابة البترا، تنفيذا للمخطط الشمولي الاستراتيجي، إذ قامت السلطة بطرح عطاء وثائق وتصاميم لمشروع بوابة البترا، آخذة بعين الاعتبار تطوير وتحديث البنية التحتية الحالية، نظرا لعدم ملاءمتها واستيعابها للمرحلة القادمة التي تتضمن إنشاء العديد من المشاريع الحيوية في كافة مجالات البنية التحتية والسياحية والبيئة الاستثمارية.
وأكد الفرجات أن افتتاح متحف البترا حقق أهدافا ونتائج إيجابية ملموسة للسائح والمواطن، كما أن طريقة تقديم المتحف بطريقة تفاعلية تعطي السائح متعة إضافية، إلى جانب أوقات الزيارة الممتدة التي تتيح قضاء وقت أطول للسائح، كما أن المتحف يشكل واجهة حضارية وثقافية وتعليمية لقاصديه من المواطنين وخصوصا طلبة المدارس.
وأضاف، ومن ضمن مشاريع البنية التحتية التي قامت السلطة بتنفيذها؛ مشروع تطوير وسط مدينة وادي موسى بتكلفة 7ر4 مليون دينار، لإيجاد بيئة ترفيهية ومتنفس لزوار المدينة من خلال عدة مشاريع، ومن خلاله تمت إعادة تطوير وتأهيل وسط المدينة بواجهات عصرية جديدة، وساحات مبلطة، وأرصفة واسعة، ومواقف للسيارات، وأماكن للتسوق، وبلازا ومسطحات مائية، لافتا إلى أن هذا المشروع يعد من المشاريع الحيوية للسلطة ويوفر عائدا ودخلا لاحتوائه على مواقف للسيارات بطابقين توفر ما لا يقل عن 171 موقفا، إضافة الى 38 محلا تجاريا، وقد استلمت السلطة المشروع وقامت بطرح عدد من المحلات للاستثمار.
وبين أن السلطة تقوم بتأسيس شراكات مع عدد من مؤسسات المجتمع المدني ذات القدرات التنظيمية والبشرية من أجل تنفيذ البرامج والأنشطة التي تخدم المجتمع المحلي والعملية والسياحية وتوفر فرص العمل، إلى جانب دعم الفئات المحرومة في المجتمع خصوصا الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، كما تدعم السلطة المبادرات والأنشطة المجتمعية والثقافية والتوعوية والترفيهية، وتسهم في رفع قدرات تلك المؤسسات والقائمين عليها، وتدعم المؤسسات الحكومية القائمة في اللواء لتمكينها من أداء مهامها على الشكل المطلوب.
وأشار إلى أن السلطة وبالتعاون مع الجهات الأمنية والدفاع المدني بدأت بتنفيذ الخطة الأمنية والإدارية في الموقع الأثري من أجل ضبط وإدارة الموقع الأثري بشكل أكثر فاعلية بما يحمي الموقع ويوفر بيئة مريحة للسائح، وبما يسهم في استفادة أبناء المجتمع ويرفع مستوى الوعي لديهم في التعامل مع الموقع الأثري وزواره.
ونوه إلى أن ثمة تحديات عديدة تواجه السلطة أثناء تنفيذ مشاريع البنية التحتية في وادي موسى أو باقي التجمعات السكانية، وتتمثل تلك التحديات بارتفاع الكلف نظرا لطبيعة تضاريس المنطقة الوعرة، كما أن عملية الإنشاء والبناء في الموقع الأثري الذي تبلغ مساحته 264 كم مربعا؛ عملية معقدة وليست سهلة كما يعتقد البعض، بحيث لا يمكننا إنشاء أية مرافق من شأنها التأثير على الموقع الأثري وخصوصيته، كما تواجه السلطة تحديات في التعامل مع الواقع التنظيمي مع المناطق التي تقع ضمن المنطقة العازلة مع المحمية مثل أم صيحون، مبينا أن تلك التحديات يتم التعامل معها وتذليلها بما يحقق الأهداف العامة وهي؛ المحافظة على خصوصية الموقع الأثري وحمايته، وتوفير الخدمات الملائمة للمواطنين، وتوفير بيئة سياحية مريحة للسائح، كما ستقوم السلطة بإيجاد حلول للجيل القادم في منطقة أم صيحون.
ولفت الى أن الامتداد العمراني حول الموقع الأثري له تأثيرات سلبية عديدة، غير أن السلطة تعاملت مع هذا التحدي من خلال سياسة التوسع في التنظيم؛ إذ تم طرح ستة أحواض جديدة قيد التنظيم، مشيرا إلى أن ميزة تقسيم هذه الأحواض يتم بطريقة عادلة، إذ لا توجد ملكيات صغيرة، كما تم تخطيط شوارع منظمة ومرافق متعددة وفق التخطيط الحديث.
وأضاف أن هذه المناطق ستشجع المواطنين على التوسع العمراني رغم أنها مكلفة في البنية التحتية، مؤكدا أن توجه السلطة سيكون نحو نقل الدوائر الحكومية لتلك المناطق الجديدة، كما تعمل السلطة داخل وادي موسى على حماية المناطق الخضراء، وتستملك الأراضي المشابهة لحمايتها رغم ارتفاع الكلف، كما أن ثمة توجها لتوزيع الحدائق داخل الأحياء لتخفيف الضغط عن بعض المواقع.
من جانب آخر، اكد الفرجات أن السلطة تعمل حالياً على تجهيز وتأثيث مستلزمات عيادة لمرضى السكري في مستشفى الملكة رانيا العبدالله، وشراء جميع الأجهزة والمعدات اللازمة لها، لتخفيف أعباء السفر والعلاج على مرضى السكري، وتزويد المستشفى بسيارة إسعاف وعمل صيانة لمركز صحي البترا الشامل وتزويده بأجهزة ومعدات طبية إضافية.
وفي مجال دعم التعليم في لواء البترا أشار الفرجات إلى أن السلطة دعمت أكثر من 320 طالبا من خلال المنح الدراسية في الجامعات الحكومية، واستحداث برنامج منح الدبلوم المهني والتقني في مجال فنون الطهي بكلفة زادت على 240 ألف دينار.
وأشار إلى أنه وفي ضوء توجهات السلطة للمحافظة على الموقع الأثري، بدأت السلطة بالتعاون مع وزارة الطاقة والثروة المعدنية بعمل مسح جيوفيزيائي في محمية البترا الأثرية لتحديد عمق صخر الأساس وسماكة الرسوبيات وتحدي أية معالم أثرية من جدران وأعمدة مدفونة، كما تستكمل السلطة حالياً أعمال مشروع ثبات واستقرار السيق بالتعاون مع اليونسكو، إذ تم البدء بعمل مسوحات ميدانية للمخاطر الموجودة في منطقة السيق؛ حيث تم حصر 7 – 8 واجهات ومواقع في السيق بحاجة الى تثبيت وسيتم تثبيت الواجهات الصخرية التي يزيد وزنها على 100 طن وترميمها هذا العام.
وقال إن السلطة انتهت مؤخراً من مشروع مدخل المدينة، وبانوراما قلاع الطوال، وقد بلغت التكلفة الإجمالية للمشروع قرابة 4 ملايين دينار، لافتا الى أنه ومن خلال المشروع قامت السلطة بفتح شارع البقعة الشرقية، وفتح مناطق جديدة للتوسع السكاني، وتأهيله وإعادة تقسيم وتنظيم قطع الأراضي الموجودة في المنطقة بأوجه استعمالات أراض تلبي طموح المواطنين وأصحاب القطع، وفتح وتعبيد شارع قلاع الطوال.
ولفت إلى أن السلطة تتجه لإنشاء قصر للمؤتمرات لفتح مجالات أخرى لسياحة المؤتمرات وعدم اقتصارها على السياحة الأثرية، كما تتجه نية لاستملاك مناطق جديدة مخصصة لمشاريع عنقودية مثل الفنادق والمطاعم، وتعمل حالياً على حجز المخصصات اللازمة للاستملاكات، ومن ثم السير بإجراءات تجهيز المخططات والتصاميم الهندسية للمشروع.
وفي مجال النقل، أكد الفرجات أن السلطة تقوم حاليا بدراسة شمولية لمنطقة موقف الباصات الحالي بجانب مركز الزوار وإيجاد حلول ناجعة لرفع القدرة الاستيعابية له، ضمن أفضل الحلول المناسبة، وإنشاء طوابق خاصة بالمواقف؛ كون الموقف الحالي لا يتسع للحركة السياحية الحالية والقادمة، مضيفاً أن العمل حاليا يتم على تأهيل مجمع السفريات الموجود في وسط المدينة، وسيتم طرح عطاء تصاميم توسعة وتطوير مجمع النقليات الحالي مع بداية العام القادم لغايات النقل الداخلي في لواء البترا، وسيتم رفده بكافة المرافق الخدمية التي يحتاجها متلقو الخدمة من مرافق خطوط النقل العام والخدمات الأخرى.
وقال الفرجات إن السلطة خصصت قطعة أرض على مدخل المدينة (عين موسى)، لإنشاء موقف باصات لشركات النقل السياحي والباصات الكبيرة، لتلافي دخولها لوسط المدينة، وإعادة هندسة النقل من هذا الموقف باتجاه وسط المدينة ومركز الزوار من خلال إيجاد منظومة نقل عامة تتاح للزائر والمواطن على حد سواء بأعلى مستويات التقنية المطبقة عالميا من خلال استعمال بطاقات الدفع الذكية، وملاءمة هذه الباصات لطبوغرافية المنطقة الجبلية. (بترا)