الطريق الصحراوي.. «الموت البارد»
القبة نيوز: الطريق الصحراوي الدولي المسألة أكبر من مسلسلات «الموت «التي نطالع أخبارها في الاعلام ونعايشها، بأعتبار ان الطريق استراتيجيا كونه يربط الاردن مع أوصال الداخل والخارج الاقليمي والعالم برا وبحرا.
عداد « الموت « المفتوح أقل أقلاقا لمشاعر ومزاج الحكومة حتى تفكر بفاجعته ووحشيته على الاردنيين، والمفارقة التي لا يمكن أن تمر، بينما تتعالى صرخات وويلات الاردنيين من فواجع «الموت البارد»، فان الحكومة تدشن في نفوس الاردنيين الانتظار، ولا شيء في «جعبة» حلولها غير الانتظار.
ولا نعرف كيف تعبر حكومة تتحدث عن اقتصاد استثماري وجاذب لـ»رؤوس اموال اجنبية «و تنمية وأشياء أخرى، وهي عاجزة عن اصلاح وترميم طريق عام ؟ وكيف نتحدث عن الانجاز والقوة الاستراتيجية لمشاريع البنى التحتية التي انفق عليها مليارات الدنانير تتأكل، وعلى رأسها طريق شرياني في البلاد يعاني من الخراب والدمار ؟ كنا نحسب أنفسنا أردنيا متميزين أقليميا ودوليا، وذلك بما تملك البلاد من مشاريع «بنى تحتية» عملاقة نباهي بها بلدان العالم المتقدم، فيما كانت السخرية أن تلك المشاريع الكبرى للبنى التحتية باتت اليوم عارية ومفضوحة ومكشوفة وخائبة وبائسة لما تعانيه من خراب ودمار.
«الطريق الصحراوي « علامة فارقة على عودة الزمن في البلاد الى «الوراء «، وهذه اللحظة السوداوية تداهم كثيرا من مشاريع البنى التحتية، وأخبار الشتاء الماضي خير دليل على تردي وهشاشة وانحدار ما تعاني منه شبكات الصرف الصحي والطرق وخدمات الماء والكهرباء وغيرها.
الحكومة ليس بمنطقوها الاعتراف بالفشل والعجز والاخفاق، وثمة اسئلة كثيرة تداهمنا وهي صالحة للدهشة كلما فكرنا بما يجري على الطريق الصحراوي من خراب ودمار، وخصوصا عندما نفتح ملفات المقاولين،وثمة تصورات لا تخفى اليوم على أحد، وتتعلق بالاليات القانونية والرقابية الهشة والرخوة التي تربط بين الحكومة والمقاول والعطاء.
انقاذ «الطريق الحصراوي «أمر بغاية الاهمية والضرورة الوطنية، وابقاء الطريق على حاله القائم ينذر بمخاطر تهديدها أكبر ويفوق ارواح المواطنين الابرياء التي تذهب مع الرياح، فيبدو أن الطريق مقترن حالا بمتلازمات : الفشل والاخفاق والعطل الذي يستوطن ويلتهم» العقل الرسمي». فارس الحباشنة