facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

«السماعين» تحاضر في منتدى البيت العربي الثقافي

«السماعين» تحاضر في منتدى البيت العربي الثقافي

القبة نيوز-قالت الكاتبة والصحفية رلى السماعين إنه في ضوء الأزمات التي حلت بِنَا وشاهدناها وشهدناها، فإن الأردن شهد استقرارا وأماناً فاتحاً الأبواب لكل من طلب الأمن واللجوء، والأسباب كثيرة وأهمها بأننا شعب مضياف والضيافة العربية الأصيلة تراث متأصل عندنا نمارسه بشكل يومي على مستوى شخصي و رسمي أيضاً، بالرغم من قلة إمكانياتنا والموارد المستخرجة. وبالرغم من صغر مساحة المملكة. فقد عرفنا بحسن معاملتنا للغريب والقريب وكره الظلم والعدوان والانتصار للمظلوم بالحق.

وأضافت في ندوة أقامها منتدى البيت العربي الثقافي ضمن فعاليات برنامج «سهرة حرة» الذي يقيمه المنتدى شهريا بإدارة الزميل محمود الداوود، إن مجتمعاتنا المعاصرة تبتكر مشكلات أكثر من حلول. فمثال على ذلك انه كلما تكلمنا أكثر في موضوع حقوق المرأة ازدادت الإساءات والانتهاكات؛ فنرفع شعارات لا نُحسن سوى انتهاكها، ونكتب كثيراً ليبقى حبرا على ورق. وبعد عقود من الحوار بين أتباع الأديان، اشتد الصدام وتغلبت العاطفة على المنطق والحق. فلماذا إذن؟
واستطردت «إن السبب، باعتقادي، عدم وجود جدّية من البعض في إحلال السلام أو القناعة بأهميته. لا سلام من دون حوار. فما هو الحوار؟ الحوار حديث بين اثنين أو بين شخص ومجموعة، أساسه المسامحة واحترام رأي الآخر. ليس هناك متسلط أو قوي أو فائز. فيدور الحوار بعقل تداولي بلغة من التواصل والشراكة والتسوية، فنتحاور مع الآخر لا لنشبهه أو نتشبه به أو العكس بل لنتعرف على الأفكار التي حولنا ونخرج من قوقعتنا؛ فتبادل الآراء عن طريق حوار راق يخلق معرفة، والمعرفة تؤدي إلى احترام وعدم رهبة أو نبذ الطرف الآخر المقابل».
وأضافت السماعين أن السلام مطلب وحق. لا يحدث إلا من خلال التغيير في الأنظمة ومن خلال تطبيقٍ عادلٍ للقانون... وفي مكافحة العناصر المخربة الإرهابية.
وتساءلت السماعين: عندنا كل ما نحتاجه لإحلال سلام مجتمعي من قوانين صارمة قوية وأجهزة عسكرية وأمنية مدربة ومهيأة وقوية وشخصيات جادة في السعي بشكل دؤوب نحو السلام... لماذا لا نزال نعاني من ظاهرة الفساد التي تتفشى؟ لماذا لا يزال بيننا فكرُ ضلالة يُقصي الآخر ويُحلل سفك دَمَهِ؟
وتضيف: ثم أدركت بأن القوانين مهمة، وكلُ ما يُكتب من اجل المنفعة والمصلحة العامة هو أمر ضروري جداً، ولكن ستبقى القوانين أحرفا على ورق إذا لم نتمكن من خلق إنسان يحترم القوانين، ويطبق مفهوم المواطنة الصالحة في حياته ويحترم الآخر ويدرك ويطبق أسس الحوار الراقي العقلاني! إن القوانين القوية ضرورية لكنها لا تصنع مواطنة صالحة ولا تصنع مواطنين صالحين، بل علينا ان نزرع المواطنة الصالحة ونجّد في تشكيل مواطنين صالحين لنحصل على مجتمع سوي سمته الصلاح لا الفساد.
وتحدثت السماعين عن كتابها الذي صدر مؤخرا والذي يوثق للخطوات التي خطاها الأردن نحن حوار أتباع الديانات مستذكرة مواقف جلالة الملك في هذا الصدد، وأشارت إلى رسالة عمان، واختتمت محاضرتها بقولها: المجتمع القوي هو ذاك المتجانس ثقافيا، المقتنع والمتمسك بثقافة الحوار والتسامح وقبول الآخر، هذه الثقافة لا تكتسب بالفطرة بل بتعاون كافة أطياف المجتمع على صناعتها.
وفي ختام المحاضرة تمت الإجابة عن بعض تساؤلات الحضور كما قام الوزير الأسبق طه الهباهبة والمهندس صالح الجعافرة رئيس منتدى البيت العربي الثقافي بتكريم السماعين.الدستور

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير