في الاردن : شهامة رقيب سير تدفعه " للإستدانة" لتسهيل أمور مواطن فقد محفظتة
القبة نيوز-في موقف ليس بغريب على مجتمعنا بشكل عام و على نشامى ونشميات منتسبي القوات الاردنية بشكل خاص ، وقعت حادثة تستحق ان نقف عندها مطولا لانها تزخر بالاخلاقيات والمبادئ والقيم التي تربينا عليها في مجتمعنا الاردني ، والتي اعتدناها من نشامى الامن العام وتحديدا من مرتبات ادارة السير الذين يسطرون في مواقف وظروف مختلفة ، انسانية التعامل والنخوة لأبناء الوطن في جميع الاوقات.
الحديث هنا عن رقيب السير (أ. ع) الذي كان في مناوبة عمله بمنطقة جبل عمان بالقرب من دائرة ضريبة الدخل، حيث فقد مواطن ستيني محفظة نقوده والتي تحتوي اوراقه الثبوتية ايضا، وفي هذه الأثناء أخذ المواطن يبحث في الشارع وعلى الرصيف عله يجد ما أضاعه لكن دون جدوى، حتى إنتبه اليه رقيب السير (أ. ع)، وسأله: "على ايش بدور يا عمي"؟، الرجل أجابه : " ضيعت محفظتي وفيها كل أوراقي ونقودي "، فنصحه رقيب السير بالتبليغ عن فقدانها ، وساله ثانية " الى اين تذهب .. اين تسكن"؟، فاجابه المواطن الى الكرك، فلقد أنجزت عملي وكنت أنوي العودة الى أهلي ومنزلي، فساله رقيب السير: " كم لديك من النقود؟، فاجابه 85 قرشا، فقال له هذه لا تكفيك للعودة الى اهلك وساتدبر لك ما يكفيك لرحلة العودة الى منزلك بالكرك.
المواطن رفض المساعدة قائلا: " استطيع تدبر امري"، ولكن رقيب السير رفض وأصر أن يساعده، وذهب الى أحد زملائه القريب من الموقع وإستدان منه مبلغا ماليا بسيطا وقدمه للمواطن الذي سأله أن يعطيه عنوانه او اي معلومات عنه، لإعادة المبلغ وشكره، الا ان الأخير رفض قالا : " هذا واجبنا يا عم".
الرجل الستيني روى " للدستور" هذه الواقعة على أمل أن يستدل على رقيب السير "الذي تعرف على اسمه من "الباج" الموجود على بدلته العسكرية خلال العمل، والذي حفر في ذاكرته لما تركه في نفسه من أثر إيجابي، كيف لا ونحن في أردن النخوة والشهامة الذي لا يتنضب بمثل هذا النشمي، فالموقف بسيط ولكن قيمه وأثره عظيم جدا.
فتحية، إجلال وإكبار لذلك النشمي، الذي يكمل مسيرة زملاءه منتسبي القوات المسلحة بجميع صنوفها ومرتباتها، وتحية ملؤها حب الوطن لإرث الرجال الذين يبادرون للفزعة بطيب نفس وصفاء قلب وإن أعسرت الحياة وجفت مواردها، فالخير فينا إن شاء الله.