تتبرع بـ "كِلية" في حب شقيقتها
القبة نيوز-تظل رابطة الدم وعاطفة الأخوّة بين الأشقاء المصدر الأهم لمشاعر الحب، حتى وإن تفرقت بهم السبل. ويبقى بيت العائلة المكان الأكثر دفئاً، الذي يجمعهم لقضاء أسعد أيامهم.
كان جميع الأخوة الثمانية يشعرون بمعاناة الشقيقة الكبرى فاطمة 53 سنة، والتي لم تكن في أحسن حال، بل كان المرض يحاصر حياتها في كل لحظة، فقد أصيبت قبل عامين بالفشل الكلوي وبدأت تتردد على مركز الغسيل الكلوي في مستشفى الشيخ خليفة بعجمان.
معاناة
وظلت المريضة تعيش معاناة هذا المرض لعامين، وتتردد على أقسام الغسيل الكلوي 3 مرات أسبوعياً ما بين عجمان والشارقة لتنقية الدم وإصلاح ما أفسدته الكلى المتوقفة عن العمل، وكانت شقيقتها عائشة إبراهيم التي تقيم في الشارقة تستشعر آلام أختها وتعاني من مضاعفات مرضها، وكان ينتابها شعور دائم بأنها مقصرة في حق شقيقتها المريضة، فكيف لها أن تهنأ في حياتها وتقف عاجزة عن المساعدة، فقررت استشارة زوجها ومصارحته بأنها تريد التبرع بإحدى كليتيها للشقيقة الكبرى، والذي لم يتردد بل شجعها على أن تمنح أختها حياة جديدة بعيدة عن المرض ومضاعفاته، خاصة أن أبناءها الذين أبدوا رغبتهم بالتبرع لم تتوافق دماؤهم أو أنسجتهم مع الوالدة.
وعلى الفور ذهبت إلى الأطباء في مستشفى الشيخ خليفة بعجمان وعرضت عليهم الأمر وكانت الصدمة عندما أخبرها الأطباء بأن شقيقتها تعاني من مشكلة في الدم تمنعها من تقبل أية كلى مزروعة وأن الأجسام المضادة في الدم سترفض الكلى المزروعة حتى مع وجود الأدوية المثبطة للمناعة.
وفي تلك الأثناء جاء رد المستشفى الصيني الذي طلب تقارير الحالة المرضية تمهيداً لإجراء عملية الزراعة في الصين بالرفض بسبب مشكلة الأجسام المضادة في الدم.
لم تيأس عائشة وهي أم لثلاثة أولاد، فذهبت إلى أحد المستشفيات في دبي وطلبت من الأطباء إجراء فحوصات التطابق لفصيلة الدم والأنسجة وغيرها، لعل وعسى أن تتم عملية التبرع بنجاح، ولحسن الطالع كانت فصيلة الدم مطابقة وكذلك نسبة لا بأس بها في تطابق الأنسجة، وأخذت التقرير الطبي وذهبت إلى أبوظبي في مدينة الشيخ خليفة الطبية، وبعد دراسة الحالة قرر الأطباء إمكانية زراعة الكلى للمريضة من شقيقتها المتبرعة، وتم تحويل الحالة إلى قسم تنسيق الزراعة بالمدينة الطبية الذي حدد صباح 26 ديسمبر 2018 موعداً لإجراء عمليتي النقل والزراعة.
وفي الوقت المحدد عند السابعة والنصف كانت عائشة المتبرعة وشقيقتها المريضة بالفشل الكلوي تحت التخدير لإجراء العملية التي استمرت أربع ساعات تقريباً، وبحسب الأطباء كانت العملية ناجحة بكل المقاييس، حيث خرجت عائشة بعد أيام معدودة من مدينة الشيخ خليفة يعتريها إحساس بالرضا والسعادة الداخلية إذ منحت شقيقتها حياة جديدة مفعمة بالصحة، وخلصتها من معاناة الغسيل الكلوي المتكرر وما يتبعه من مضاعفات وآلام.
رعاية
وبعد مرور شهرين تقريباً تقوم فاطمة حالياً بعد أن تخلصت من الغسيل الكلوي نهائياً برعاية أبنائها التسعة وبيتها مع الاستمرار في تناول الأدوية المثبطة للمناعة، بينما عادت عائشة لدوامها وتمارس حياتها بصورة طبيعية ولم تشعر بأي تغيير في صحتها بل على العكس تشعر بأنها قامت بواجبها الإنساني والأخوي تجاه شقيقتها ليس إلا.
وهناك أكثر من 2000 مريض يخضعون حالياً لعمليات غسيل الكلى المنتظم في دولة الإمارات
ويعد طب نقل وزراعة الأعضاء من المجالات الطبية الحديثة، المليئة بالتحديات، وبالاختراقات والتطورات المتلاحقة أيضاً، وأن أحد أهم هذه التحديات هو ما يُعرف برفض الجسم للعضو المزروع، هذا التحدي تتم مواجهته بأسلوبين: الأول هو اختيار متبرع متطابق نسيجياً قدر الإمكان مع المريض، والثاني هو الاعتماد على الأدوية والعقاقير المثبطة لجهاز المناعة.
كان جميع الأخوة الثمانية يشعرون بمعاناة الشقيقة الكبرى فاطمة 53 سنة، والتي لم تكن في أحسن حال، بل كان المرض يحاصر حياتها في كل لحظة، فقد أصيبت قبل عامين بالفشل الكلوي وبدأت تتردد على مركز الغسيل الكلوي في مستشفى الشيخ خليفة بعجمان.
معاناة
وظلت المريضة تعيش معاناة هذا المرض لعامين، وتتردد على أقسام الغسيل الكلوي 3 مرات أسبوعياً ما بين عجمان والشارقة لتنقية الدم وإصلاح ما أفسدته الكلى المتوقفة عن العمل، وكانت شقيقتها عائشة إبراهيم التي تقيم في الشارقة تستشعر آلام أختها وتعاني من مضاعفات مرضها، وكان ينتابها شعور دائم بأنها مقصرة في حق شقيقتها المريضة، فكيف لها أن تهنأ في حياتها وتقف عاجزة عن المساعدة، فقررت استشارة زوجها ومصارحته بأنها تريد التبرع بإحدى كليتيها للشقيقة الكبرى، والذي لم يتردد بل شجعها على أن تمنح أختها حياة جديدة بعيدة عن المرض ومضاعفاته، خاصة أن أبناءها الذين أبدوا رغبتهم بالتبرع لم تتوافق دماؤهم أو أنسجتهم مع الوالدة.
وعلى الفور ذهبت إلى الأطباء في مستشفى الشيخ خليفة بعجمان وعرضت عليهم الأمر وكانت الصدمة عندما أخبرها الأطباء بأن شقيقتها تعاني من مشكلة في الدم تمنعها من تقبل أية كلى مزروعة وأن الأجسام المضادة في الدم سترفض الكلى المزروعة حتى مع وجود الأدوية المثبطة للمناعة.
وفي تلك الأثناء جاء رد المستشفى الصيني الذي طلب تقارير الحالة المرضية تمهيداً لإجراء عملية الزراعة في الصين بالرفض بسبب مشكلة الأجسام المضادة في الدم.
لم تيأس عائشة وهي أم لثلاثة أولاد، فذهبت إلى أحد المستشفيات في دبي وطلبت من الأطباء إجراء فحوصات التطابق لفصيلة الدم والأنسجة وغيرها، لعل وعسى أن تتم عملية التبرع بنجاح، ولحسن الطالع كانت فصيلة الدم مطابقة وكذلك نسبة لا بأس بها في تطابق الأنسجة، وأخذت التقرير الطبي وذهبت إلى أبوظبي في مدينة الشيخ خليفة الطبية، وبعد دراسة الحالة قرر الأطباء إمكانية زراعة الكلى للمريضة من شقيقتها المتبرعة، وتم تحويل الحالة إلى قسم تنسيق الزراعة بالمدينة الطبية الذي حدد صباح 26 ديسمبر 2018 موعداً لإجراء عمليتي النقل والزراعة.
وفي الوقت المحدد عند السابعة والنصف كانت عائشة المتبرعة وشقيقتها المريضة بالفشل الكلوي تحت التخدير لإجراء العملية التي استمرت أربع ساعات تقريباً، وبحسب الأطباء كانت العملية ناجحة بكل المقاييس، حيث خرجت عائشة بعد أيام معدودة من مدينة الشيخ خليفة يعتريها إحساس بالرضا والسعادة الداخلية إذ منحت شقيقتها حياة جديدة مفعمة بالصحة، وخلصتها من معاناة الغسيل الكلوي المتكرر وما يتبعه من مضاعفات وآلام.
رعاية
وبعد مرور شهرين تقريباً تقوم فاطمة حالياً بعد أن تخلصت من الغسيل الكلوي نهائياً برعاية أبنائها التسعة وبيتها مع الاستمرار في تناول الأدوية المثبطة للمناعة، بينما عادت عائشة لدوامها وتمارس حياتها بصورة طبيعية ولم تشعر بأي تغيير في صحتها بل على العكس تشعر بأنها قامت بواجبها الإنساني والأخوي تجاه شقيقتها ليس إلا.
وهناك أكثر من 2000 مريض يخضعون حالياً لعمليات غسيل الكلى المنتظم في دولة الإمارات
ويعد طب نقل وزراعة الأعضاء من المجالات الطبية الحديثة، المليئة بالتحديات، وبالاختراقات والتطورات المتلاحقة أيضاً، وأن أحد أهم هذه التحديات هو ما يُعرف برفض الجسم للعضو المزروع، هذا التحدي تتم مواجهته بأسلوبين: الأول هو اختيار متبرع متطابق نسيجياً قدر الإمكان مع المريض، والثاني هو الاعتماد على الأدوية والعقاقير المثبطة لجهاز المناعة.