facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

معارضةٌ أم مھاترةٌ في الخارج

معارضةٌ أم مھاترةٌ في الخارج

القبة نيوز-ممنْ یُسْمَعُ لھم على منصات التواصل الاجتماعي نفرٌ مجھولون یكثرون الأحادیثَ المحشوة قماءةً وسفسطةً ، وكلٌّ منھم یدَّعى وطنیةً وانتماءً وكأنھم منقذون لسفینة أوشكت على الغرق بفعل ركابھا ، فمن أراد الإصلاح لا یدَّعى بطولة لم یلجْ إلى نقعھا ولا یزعم أسمارًا وأباطیلَ لم یكنْھا ذاتَ یوم ، من یقفز بلا تاریخ سیاسي أو تدریب فكري إلى حلبات الرجال سیسقط حتما تحت سنابك الخیل مصروعا لأن روؤس الجبال لا یألفُھا إلا صقورُھا ، ھل ھي معارضة أم مھاترة أقرب إلى حلومِ الصغار ، ولا ریب أن الثانیة أكثر دلالة عن الحالة المنظورةِ وقد تسعفنا معجمات اللغة في المعنى ( فالھتْرُ حمق وجھل ، وأفقده عقلھ وصیره خَرِفًا ولا یبالي بما قیل فیھ ، وسابَّھ بالباطل ، وتھاترا ادَّعى كلُّ واحد على الآخر باطلا فسقطت شھادتھما ، والمھاترةُ القول الذي ینقض بعضھ بعضا والباطل والكذب) ، ھذا ما تقولھ معاجم اللغة عن مصطلح المھاترة ، ولقد وجدتھ أقربَ للدلالة إلى ما یتلفظ بھ أولئك الذین زینت لھم أنفسُھم كلامھم كذبا وبذاءة تشفُّ عن جھل معرفي وإفلاس أخلاقي ، فیقذفون الناس بالباطل ویأكلون أعراضھم وقد انتھَوا إلى فضح بعضھم بعضا بكل ما أوتوا من ابتزاز وألفاظ ومصطلحات یخجل أھل الشرف عن ذكرھا أو سماعھا ، وحینئذ یتبین لِـمَـنْ یسمعھم أنھم متھاترون یبسطون أیدیَھم منھجیة الثقافة الأخلاقیة لما بقَوا في الدَّرك الأسفل من الضحالة الوطنیة .

بالسوء جھلا ، فَـیُـتَحَـسَّرُ علیھم ألھذا الحدِّ وصلت بھم الجھالة ! ولو أنھم تشرَّبوا من یرید أن یصلح وطنھ لا یحمل مشعلا لیحرق الزرعَ ، ومعولا لیھدم جدران بیتھ ، ویبث على الملأِ أحطَّ ما في المستنقعات من كلمات بذیئة ، الإصلاحُ یكون بالكلمة الحسنة والسلوك الحسن والمجادلة فكرا ، والمعارضة لا تكون انتقاما شخصیا من عدو وھمي بلا دلیل ، وھي بالضرورة لیست نفَخَات نرجسیةً لتضخیم الأنا الساقطة في وحل العظمة الفردیة ، مَـنْ یعارض أھلَھ لا یخرج خارجَ أسوار بیتھ لیقذف نوافذه بالحجارة ویومئ لغیره بصنیعھ المخزي ، من یعارض بشرفٍ یبقى في بیتھ وینصح ما وسعھ النصح باللسان والبیان ولو بأضعف الإیمان ، الفساد المالي والسیاسي معشعشٌ في نفوس كثیرة لكن ذلك لا یعني السعي لخلخلة أركان الدولة ومؤسساتھا بإشاعات كاذبة ، إن الحق یقتضي المواجھة والمكافحة مباشرةً ، فمن مطالب المصداقیة المواجھة والصدق وعدم الیأس، فلا زال الباطل في صراع أبدي مع الحق منذ أن قتل ھابیل أخاه قابیل ، وقد قال قولتھ القرآنیة (لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ یَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ یَدِيَ إِلَیْكَ لأَِقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللهََّ رَبَّ الْعَالَمِینَ) ، ولا خیر فیمن لم یقلْھا ، فمن أرادَ الإصلاح لا یھرب من میادین الحق ولو ارتقى شھیدا أو عاش سجینا ، قد تضیق أخلاق الرجال لكنھم لا یبیعون مرابع الصبا وأحلام الطفولة وعتق الصداقة ، ولا نعلم معارضة خارجیةً نجحت إلا باستعانة من عدو مغرض ، الاستعلاء على الناس بفیدوھات فارغة من كل معاني التضحیة لا یصنع إلا أوھاما ، وقد سقطتم في فتنتكم قبل أن تخطوا خطوة واحدة نحو بطولاتٍ لم نرھا إلا على ألسنتكم ، فالشعارات المھترئة وحدھا لا تسقط دولا ولا تھز أسسا ومن یتمرد على أھلھ سَفَھًا سیتعثر في ثوب أكبر من حجمھ قد لبسھ حمقا لیصبحَ أضحوكة على شوارب الرجال ، وعلكة تُـمْـضَـغُ ثم یلقى بھا في مكانھا الحقیقي ، إن ما تقومون بھ مھاترةٌ غلمانیة ولیست معارضة واعیة ؛ لأن مَنْ یعارض یمتلك برنامجا إصلاحیا متكاملا وفكرا محكما یقنع الناس جمیعا ، فالغضب الصبیاني أولُھ جنونٌ وآخره ندم ولم یبق شيء تخسرونھ إلا بقایا إرثٍ عائلي كریم واسم الأردني الشریف لعلھ یمنعكم من التمادي بالباطل والتطاول بالشتم والطعن في الأعراض وكشف ما ستره الله منھا ، وقد ذكرتموني بالمثل الشعري : أوردھا سعدٌ وسعدٌ مشتمِلْ ما ھكذا یا سعدُ تورَدُ الإبلْ

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير