تعقیب على مقال الدكتور نضال القطامین
- تاريخ النشر : 2019-01-07 20:36:20 -
القبة نيوز- نشر الأستاذ الدكتور نضال القطامین مقالا موسوما بـ "
محاسن الضاد " تناول فیھ القیمة الحضاریة للغة العربیة ، ولعلَّ
ذلك یدل على اھتمامھ وحرصھ على تاریخ اللغة وقداستھا ؛ فھي
لغة الشعر والقرآن ، ولو حرص غیرُه من السیاسیین كحرصھ
لكان مستوى اللغة خطابا ومحادثة وتفكیرا غیر ما ھو كائن ، ولا
یعني ھذا بالضرورة أن الأمة المنھزمة حضاریا واقتصادیا
وعسكریا أن تنھزمَ لغتھا ؛ ففي التاریخ أدلة على ھذا السیاق ، لقد
تنزل القرآن الكریم بُعَیْدَ اكتمال النضج الجمالي حقیقةً ومجازًا للغة
العربیة ، وھذا یعني أن الشعراء الجاھلیین أمثال : امرئ القیس
والأعشى وزھیر والنابغة الذبیاني وغیرھم ھم المؤسسون
الحقیقیون للعربیة ، وفي زمنھم كانت اللھجاتُ منتشرةً لكن الشعر
وحَّدَ لغتھم على لھجة قریش ، فجاء القرآن على سَننِھم في التعبیر
مُكمِّلا ھذا الإنجاز ومضیفا إلیھ جمالیات كثیرة ، ولو لم یأتِ القرآن
لضاعت العربیة ولكنَّا طرائق قِددا ، فللقرآن فضل الإحیاء والتجدید
الموتُ والفناءُ حتمیةً تاریخیةً. للأمة ، لكن اللغة لم ولن تُذبح أو تُنحر ؛ لأن ذلك لو وقع لكانَ
حینما تعرضت الأمة لمحاولات الإلغاء الوجودي وقد صابھا
ما أصابھا من الضعف والھزیمة لم تمت اللغة بل بقیت حیة تتجد
كالعنقاء ، فقد حاول التتار والصلیبیون والاستعمار الغربي القضاء
على الأمة لكنھم لم یستطیعوا أن ینالوا من اللغة ، وإن استطاعوا
وسلوكا. أن ینالوا من أبنائھا حتى تحول بعض ھؤلاء إلى تابعین فكرا ولغة
فلا خوف على اللغة ما دام القرآن كتاب الأمة المقدس موجِّھًا
للسان ومحركا للعقل ، وما دام الأدب فنَّ الأمة الذي یحفظ لھا
فكرھا وطرائق تعبیرھا ، ولا خوف علیھا مما ینشر على منصات
التواصل الاجتماعي لأن الزبد یذھبُ جُفاء ؛ فلعلنا بعد سنین قریبة
نرى لغة مكتوبة فصیحة ، فكل عربي یؤمن بالعربیة كإیمانھ
بقومیتھ ودینھ ، والاحتفال بھا لیس بإقامة ندوات في یوم سنوي یتیم
لا یستطیع المتحدثون فیھا إقامة جملة واحدة فصیحة ، الاحتفاء
بالعربیة یكون بإیمان السیاسیین بقدسیتھا واتخاذ قرارات تعزز
مكانتھا في قلوب أبنائھا وعلى ألسنتھم وأن یتخلصوا من عقدة
سیطرة لغة المنتصر ، وإذا ما أردنا زحزحة اللھجات الھجینة
لصالح العربیة فعلى القائمین على مناھج التربیة أن یسعوا لیكونَ
للنصوص القرآنیة والشعریة سادنةِ العربیة مساحةً عریضةً فبھا
تقوَّم الألسنة ، كي ینشأ أطفالنا على الجمال نطقا وكتابة وحدیثا .
أ.د. خلیل الرفوع
تابعوا القبة نيوز على