facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

تعقیب على مقال الدكتور نضال القطامین

تعقیب على مقال الدكتور نضال القطامین

القبة نيوز- نشر الأستاذ الدكتور نضال القطامین مقالا موسوما بـ " محاسن الضاد " تناول فیھ القیمة الحضاریة للغة العربیة ، ولعلَّ ذلك یدل على اھتمامھ وحرصھ على تاریخ اللغة وقداستھا ؛ فھي لغة الشعر والقرآن ، ولو حرص غیرُه من السیاسیین كحرصھ لكان مستوى اللغة خطابا ومحادثة وتفكیرا غیر ما ھو كائن ، ولا یعني ھذا بالضرورة أن الأمة المنھزمة حضاریا واقتصادیا وعسكریا أن تنھزمَ لغتھا ؛ ففي التاریخ أدلة على ھذا السیاق ، لقد تنزل القرآن الكریم بُعَیْدَ اكتمال النضج الجمالي حقیقةً ومجازًا للغة العربیة ، وھذا یعني أن الشعراء الجاھلیین أمثال : امرئ القیس والأعشى وزھیر والنابغة الذبیاني وغیرھم ھم المؤسسون الحقیقیون للعربیة ، وفي زمنھم كانت اللھجاتُ منتشرةً لكن الشعر وحَّدَ لغتھم على لھجة قریش ، فجاء القرآن على سَننِھم في التعبیر مُكمِّلا ھذا الإنجاز ومضیفا إلیھ جمالیات كثیرة ، ولو لم یأتِ القرآن لضاعت العربیة ولكنَّا طرائق قِددا ، فللقرآن فضل الإحیاء والتجدید الموتُ والفناءُ حتمیةً تاریخیةً. للأمة ، لكن اللغة لم ولن تُذبح أو تُنحر ؛ لأن ذلك لو وقع لكانَ حینما تعرضت الأمة لمحاولات الإلغاء الوجودي وقد صابھا ما أصابھا من الضعف والھزیمة لم تمت اللغة بل بقیت حیة تتجد كالعنقاء ، فقد حاول التتار والصلیبیون والاستعمار الغربي القضاء على الأمة لكنھم لم یستطیعوا أن ینالوا من اللغة ، وإن استطاعوا وسلوكا. أن ینالوا من أبنائھا حتى تحول بعض ھؤلاء إلى تابعین فكرا ولغة فلا خوف على اللغة ما دام القرآن كتاب الأمة المقدس موجِّھًا للسان ومحركا للعقل ، وما دام الأدب فنَّ الأمة الذي یحفظ لھا فكرھا وطرائق تعبیرھا ، ولا خوف علیھا مما ینشر على منصات التواصل الاجتماعي لأن الزبد یذھبُ جُفاء ؛ فلعلنا بعد سنین قریبة نرى لغة مكتوبة فصیحة ، فكل عربي یؤمن بالعربیة كإیمانھ بقومیتھ ودینھ ، والاحتفال بھا لیس بإقامة ندوات في یوم سنوي یتیم لا یستطیع المتحدثون فیھا إقامة جملة واحدة فصیحة ، الاحتفاء بالعربیة یكون بإیمان السیاسیین بقدسیتھا واتخاذ قرارات تعزز مكانتھا في قلوب أبنائھا وعلى ألسنتھم وأن یتخلصوا من عقدة سیطرة لغة المنتصر ، وإذا ما أردنا زحزحة اللھجات الھجینة لصالح العربیة فعلى القائمین على مناھج التربیة أن یسعوا لیكونَ للنصوص القرآنیة والشعریة سادنةِ العربیة مساحةً عریضةً فبھا تقوَّم الألسنة ، كي ینشأ أطفالنا على الجمال نطقا وكتابة وحدیثا . أ.د. خلیل الرفوع

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير