"الكتابة الساخرة في الصحافة" لمحمد جرادات
- تاريخ النشر : 2018-11-10 14:09:20 -
القبة نيوز-وقع الباحث د. محمد جرادات كتابه "الكتابة الساخرة في الصحافة" ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب بحضور عدد كبير من الأدباء والنقّاد والإعلاميين.
يرى جرادات أن الكتابة الساخرة "جديّة وثائرة حتى لو أضحكتنا أو أبكتنا، وفيها دعوة للتأمل وإعادة النظر وتصحيح الاعوجاج، فهي ليست تجميعاً وإعادة توزيع للمفردات الشعبية، وليست تهريجاً أو افتعالاً للضحك وصناعة الموقف، إنما هي "موقف لا يصدر إلا عن صاحب موقف".
ويوضح المؤلف أن كثيراً من الباحثين يجدون صعوبة في تعريف الكاتب الساخر وتوصيفه، لا سيما في الصحافة، فهل هو الكاتب الذي يكتب باللهجة المحلية؟ أم هو الذي ينهل من مفردات قصص التراث والحكايات الشعبية؟ أم هو الذي يكتب ليُضحك الآخرين فقط؟
ويؤكد جرادات أن الكاتب الساخر عليه أن يحمل شخصية ساخرة وناقدة ومرحة في الأساس، وأن يكون قادراً على تسليط الضوء على ما هو غير رسمي من الظواهر في حياة الإنسان والمجتمع، كأن يكون هناك مشهد عام تقليدي ويراه الناس طبيعياً وعادياً، لكن الكاتب الساخر يمكنه تحويله من مشهد عادي إلى حالة السخرية التي تثير الانتباه، هادفاً إلى تعرية القبح، وإظهار وجه الحياة من دون تنميق أو ابتذال.
ويشدد المؤلف على أن الكاتب الساخر ينبغي أن يكون قارئاً نهماً؛ فالكتابة الساخرة ليست نقداً لاذعاً حسب، وليست في القدرة على التقاط الفكرة واختزالها حسب، وليست باعثاً للضحك حسب، بل إنها كل ذلك مجتمعةً مع تفاعل حقيقي بتجربة حياتية.
وعن أهمية الكتابة الساخرة في الصحافة، يرى جرادات أنها تشكّل قيمة مضافة للصحيفة، حيث تسهم في إنشاء حالة من التفاعل والحوار والجدل، فهي ليست إكسسواراً لتزيين الصحيفة، بل هي تجسيد لموقف عميق يسعى إلى التغيير لما هو أفضل وأنقى. لكنه يقرّ أنها تبدو في المشهد السائد اليوم بعيدة عن جوهرها، وكأنها اختلفت وخلعت ثوبها الحقيقي، لترتدي ما هو غير لائق بها في كثير من الأحيان.
ولتستقيم الحالة الساخرة برمّتها، ولتصويبها وتوجيهها، ولكي تعود إلى جوهرها، يشدد المؤلف على أهمية وجود نقّاد للكتابة الساخرة، يوجهون سهامهم إلى الكاتب الساخر الذي يُفترض به هو الآخر أن يوجّه سهامه وهجومه إلى كل ما هو سلبي في المجتمع.
يذكر أن الدكتور الجرادات من مواليد بشرى/ إربد سنة 1962، حاصل على شهادة البكالوريوس في الفلسفة والعلوم الاجتماعية من جامعة عدن، والماجستير في الأنثروبولوجيا الثقافية من جامعة اليرموك الأردنية، والدكتوراه في الصحافة والإعلام.
عمل مدرساً في جامعة العلوم الإبداعية في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومحاضراً في معهد الشارقة للتراث، ومدير إدارة الاستشارات والخدمات الإعلامية في شركة خطوة للإنتاج الإعلامي في الإمارات العربية المتحدة،وهو إضافة إلى ذلك كاتب وصحفي وخبير في التدريب الإعلامي، ويعدُّ مؤسِّس جمعية الأنثروبولوجيين الأردنيين، وترأسها لفترة من الزمن، وهو عضو الجمعية الفلسفية الأردنية، كما أنه عضو هيئة تحرير مجلة الموروث العلمية المحكّمة، الصادرة عن معهد الشارقة للتراث، وعمل مدير تحرير لمجلةمعكم، المتخصصة في العمل الخيري والإغاثي، الصادرة عن منظمة الهلال الأحمر العربي والصليب الأحمر العربي. وله العديد من الأبحاث والدراسات المنشورة في الصحف والمجلات العربية. صدر له كتاب "عدن في عيون أردنية" عن الآن ناشرون وموزعون، عمّان، 2018.
تابعوا القبة نيوز على