35 طالبة في رحلة اليرموك نجون من «سيول الموت» الخميس الماضي
- تاريخ النشر : 2018-10-31 14:27:00 -
القبة نيوز-بامتناعه عن مواصلة الرحلة يوم فاجعة البحر الميت، انقذ مسؤول رحلة لطالبات في جامعة اليرموك، لتتبع مسير الثورة العربية الكبرى، 35 طالبة كان يمكن ان يكنّ خبرا مؤلما في ذلك اليوم الحزين.
فما ان ما عرف بحالة الطقس، حتى قرر الدكتور مخلد نصير استاذ الدراما في كلية الفنون الجميلة ونائب عميد شؤون الطلبة في الجامعة، وقف المسير، فـ"المفاجآت في مثل هذه الاجواء مخيفة، خصوصا وانك تتحمل مسؤولية 41 شخصا".
قال نصير :"انطلقنا طلابا ومشرفين وعددنا 41 شخصا من اربد إلى عمان في العاشرة صباحا ووصلنا الى صرح الشهيد بعمان، ثم انطلقنا الى العقبة عبر الطريق الصحراوي وكانت الاجواء والدلائل تشير الى الاستقرار لكن تحذيرات الأرصاد بالحسبان".
اوضح نصير قائلا: في الطريق بين منطقة ضبعة والقطرانة بدأت الأجواء العاصفة تستقبلنا، وهنا بدأ التفكير بمستقبل الرحلة، والهم الاول والاخير سلامة الجميع".
وقال "توقف الباص وكان واضحا أن هناك حادث سير مروعا، وان الوضع صعب حتى جسر الكرك، وبعد مشاورات قررنا العودة الى عمان، وقبل العودة تم التواصل مع غرف العمليات في الأمن العام والدفاع المدني حيث كان الرجوع الى عمان صعبا جدا؛ وسط الأمطار الغزيرة والسيول".
واضاف "بعد معرفة ان من الصعب العودة الى عمان، تم التنسيق مع جامعة مؤتة للوصول اليها حتى وضوح الرؤية للطريق، تم الاتصال مع جامعة مؤتة من قبل المرافقين، وبعد الوصول اليها سلكت الفتيات طريقا بديلة أكثر امنا لتفادي الأوضاع الصعبة على الطريق، فكان الاتجاه عبر طريق أم حماط حتى الصحراوي، والتنسيق مع جامعة الحسين في محافظة معان إن استجد شيء على الأوضاع الجوية".
"سيول هادرة في الأودية التي مررنا بها، وبدأ منسوبها بالانخفاض"يقول الدكتور مخلد، موضحا أن هذه السيول نتجت عن امطار غزيرة في مكان ما، وهنا بدأت الأخبار تأتي بتعرض رحلة مدرسية وعدد من المواطنين للغرق بسبب السيول والامطار التي هطلت قرب البحر الميت، وهنا قرر المرافقون بعد إطلاع الطلبة على ما يجري واتخاذ قرار جماعي بحذر ومواصلة التنسيق مع الأطراف كافة".
الطالبة رنيم كنعان، من كلية تكنولوجيا المعلومات وعلوم الحاسوب في جامعة اليرموك قالت "قررنا مواصلة الرحلة وكنا على ثقة بان حسن الإدارة والتعامل مع أي عارض سيمكننا من اتمام رحلتنا التي انتظرناها طويلا وكانت رحلة ممتعة على الرغم من الصعوبات والاخبار الحزينة الخاصة بالرحلة". واضافت أن الرحلة كانت ضمن مشروع مطبق في الجامعات منذ سنوات يتم فيه تعريف الطلبة على مسارات الثورة العربية الكبرى، وكان الالتزام بنصائح الاجهزة المعنية سببا رئيسا بالوصول الى نهاية الرحلة بكل اطمئنان وسلامة.
حنين السواعي الطالبة في كلية تكنولوجيا المعلومات كانت شغوفة للمضي في الرحلة، مؤكدة أن "القلق أصبح أكثر على مصير الرحلة بعد أن بدأت الأخبار تأتي من البحر الميت، فقد مضت ساعات عصيبة حتى هدوء العاصفة".
نائب رئيس الجامعة لشؤون الطلبة الدكتور فواز عبد الحق، أكد أن الطلبة ومنذ لحظة خروجهم من الجامعة كان التواصل معهم بشكل مستمر كل ساعة، وأن الظروف الجوية كانت بالحسبان أولا بأول واتخاذ حلول فورية وسريعة وهي متوفرة في الأردن لكنها تحتاج الى حسن إدارة وتصرف". وأضاف أن كل خطوة تتم بالتشاور بين عدة أطراف بدءا من رئيس الجامعة وانتهاء بسائق الحافلة المرافق للرحلة، وان قرار الغاء الرحلة والعودة او استكمالها كان يتم بأشبه بغرفة عمليات عبر الهاتف يشترك فيها الأمن العام والدفاع المدني والمرافقون للرحلة والطالبات، وحتى بعض أهالي الطالبات الذين كانوا يتواصلون معهن على مدار الساعة".
وسط الطريق الصحراوي، الممتد نحو أقصى الجنوب يأتي الخبر للسالكين، أن لا مجال للتقدم إلى الأمام أو للعودة الى عمان بسبب عاصفة جوية، فتصبح الخيارات محدودة تنتظر حسن التصرف لإنقاذ السائق والركاب.
هذا ما حدث مع رحلة لطالبات جامعة اليرموك ال 35 اللواتي قررن تتبع مسارات الثورة العربية الكبرى، في رحلة مقررة مسبقا، لكن الأقدار شاءت أن يكون الخميس الماضي هو يوم شهد فقدان 21 أردنيا كانوا يمارسون التنزه والترفيه في أودية قرب البحر الميت.
وكالة الانباء الأردنية (بترا) علمت عن عدد لا بأس به من الرحلات التي شهدها هذا اليوم المشؤوم في التاريخ الأردني، بعضها استدرك ونجا، والبعض الآخر اجتهد وكانت المأساوية في المشهد الختامي. إحدى هذه الرحلات كانت لطالبات اليرموك، الأجواء صافية في إربد، انطلقت الرحلة إلى عمان ثم الى العقبة مرورا بالكرك وهي الرحلة التي تأتي ضمن برنامج يعرف الطلبة بالثورة والشهداء.
تابعوا القبة نيوز على