هوليوود تعود الى عصرها الذهبي في افتتاح مهرجان فينيسيا
فينيسيا - “لا لا لاند” الذي افتتح به مهرجان فينيسيا الـ73، هو الفيلم الروائي الطويل الثالث للمخرج الأميركي الشاب دميان شازيل (31 سنة) الذي أتحفنا قبل عامين بفيلمه المتميز “ويبلاش” (الذي يلعب بطله الممثل ج ك سيمونو هنا دورا صغيرا لا يليق به، وهو الذي حاز جائزة أوسكار أحسن ممثل مساعد عن “ويبلاش”).
كان “ويبلاش” على نحو ما فيلما أساسه الموسيقى والولع بالموسيقى، لكن “لا لا لاند” ينتمي أكثر إلى الفيلم الأول لشازيل “غاي ومادلين على مقعد خشبي في حديقة”، فأساس الفيلم الجديد هو موسيقى الجاز.
إنه بمثابة إعادة اعتبار إلى هذا الفن الموسيقي الذي يتردد في الفيلم أكثر من مرة، أن غالبية الناس يعتبرونه من الماضي، أو أنه في طريقه إلى الموت إن لم يكن قد قضى نحبه بالفعل، وأن الجمهور، خاصة جمهور الشباب، أصبح يبحث الآن عن نوع آخر من الموسيقى، ويجد نفسه متماثلا أكثر من موسيقى الروك العنيفة السريعة الإيقاع.
هنا يتوقف الفيلم أمام فكرة: هل يتعين على الفنان مسايرة ما هو سائد في الفن، بدعوى أن هذا هو التقدم الطبيعي، ولكي يكسب الجمهور، أم يجب أن يتمسك بالفن الذي يشعر به، ويؤمن بقيمته، بل ويحقق ذاته من خلاله، وهي المحنة التي يواجهها بطله “سباستيان” (ريان كوسلنغ)، محنة الاختيار، اختيار النجاح بمفهوم الصعود التجاري، أم الإخلاص لموسيقى الجاز التي يحبها ويجدها وسيلة للتعبير والتواصل بين البشر، لا مجرد وسيلة للمتعة.