دروب التسویات في الشرق الأوسط على حساب الوطن الفلسطیني لصالح الیھود من ألفھ إلى یائھ
- تاريخ النشر : 2018-07-22 15:44:23 -
* قرار مجلس الأمن رقم 338 / 1973 واتفاقیات كامب دیفید 1978 تتواصل في المشوار التصفوي للقضیة الفلسطینیة *
القبة نيوز- الحلقة الثالثة سنتناول الحدیث في ھذه الحلقة ما أصاب القضیة الفلسطینیة من تراجع في المواقف بعكس ما اتفقت علیھ قمة الخرطوم من اللاءات الثلاث المعروفة منذ انتقال الزعیم المصري الراحل جمال عبدالناصر ، وانقلاب الحال جراء الزمن العربي الصعب والمتھالك حیث أصبح توجھ النظام العربي الرسمي منصبة جھوده نحو العمل على تحقیق انسحاب إسرائیلي من الأراضي العربیة التي احتلت بعد النكسة والتسلیم بیھودیة الأرض التي احتلت في العام 1948 .
وھذا یؤكده مشروع السلام العربي الذي اعتمد في القمة العربیة المنعقدة في مدینة فاس المغربیة عام 1982الذي سنتناول الحدیث عن تفاصیلھ في الحلقة القادمة ..
فمنذ نھایة العام 1970 وحتى العام 1982 كانت ھناك مشاریع تصفویة عدیدة اخترنا في ھذه الحلقة الأخطر منھا وھي القرار الصادر عن مجلس الأمن رقم 1973/338 واتفاقیات كامب دیفید/ 1978 التي صنعت اختراقاً صھیونیاً في الجدار العربي الرافض للوجود الصھیوني ، اعتبر في حینھ بدایة المشوار في تسلیك الدروب نحو تصفیة قضیة الشعب الفلسطیني وبدایة المسار نحو زعزعة أمن واستقرار العالمین العربي والإسلامي .
فالمرحلة الفاصلة ما بین نكسة حزیران ووفاة الزعیم المصري الراحل جمال عبدالناصر تعتبر الفترة الذھبیة للمقاومة الفلسطینیة التي ترعرعت ونمت بشكل منقطع النظیر ، والفضل في ذلك یعود للجماھیر العربیة الداعمة لھا والقوى العربیة الرافضة للھزیمة والاستسلام و للنصر الذي تحقق عقب ھزیمة لم یمض علیھا سوى بضعة أشھر ، بفعل توحد جھود نخبة نذروا حیاتھم واستأسدوا في سبیل رفعة شأن أمة من نشامى الجیش العربي الأردني ورجال المقاومة الفلسطینیة البواسل ، وھبھم الله النصر على قوات عدو مدجج بأعتى الأسلحة وكان ولا زال یوم عز وفخار للأمة بأسرھا ، تواجھوا مع عدو عند نقطة الصفر فألغوا فعالیات طیرانھ وألحقوا بھ شر ھزیمة ولم یمكنوه من تحقیق مآربھ في قتل روح المقاومة فینا ، بل خارت قوى جنوده وقادتھ وأیقنوا أن إرادة القتال حین تتوفر لا مكان لعدو على ثرى عالمنا العربي والإسلامي لأن السلاح وحده لا یأتي بنصر أو یلحق ھزیمة بل بعزیمة الرجال الرجال یتحقق النصر بعد تأیید من الله وأزره ، حیث ألحقت بھ خسائر جسیمة في المعدات والأرواح أجبرتھ على التراجع والقھقرى من حیث أتى وبلا ترتیب من أرض المعركة في الكرامة مخلفاً دماراً وراءه وقتلى من جنوده وآلیات مدمرة من دروعھ ، حیث فشلت قوى العدوان التي استھدفت تصفیة قواعد الفدائیین الفلسطینیین من تحقیق أھدافھا وبدأ صراع على مختلف الجبھات تمثلت بحرب استنزاف أرھقت العدو ، لكن ھذا الحال لم یدم طویلاً فما حصل بعد ذلك خلخل الموازین وجعلت العدو یتنفس الصعداء لتغیر المواقف والأھداف والتوجھات على مستوى النظام العربي الرسمي ، فانصبت الجھود منذ ذلك الحین نحو السعي لتحریر الأراضي العربیة التي احتلت نتیجة الحرب والتسلیم بأمر الأراضي التي احتلت اغتصاباً في العام 1948 وكأن الأمر كان مرتب لھ ، فتغیرت المطالب العربیة وانساقت لاحقاً لھذا التوجھ منظمة التحریر الفلسطینیة التي أصبحت بذلك جزءاً من النظام العربي الرسمي بعد انجرارھا خلفھ في المطالب ، فقرارات المجلس الوطني الفلسطیني في دوراتھ المتعاقبة كلھا من عام 1965حتى العام 1973 كانت ترفض الحلول الجزئیة والتصفویة وتنادي بتحریر كامل التراب الفلسطیني من بحره إلى نھره وترفض أي قرار دولي أو غیره یسعى لتصفیة القضیة الفلسطینیة والتعامل معھا بقضیة لاجئین كقراري مجلس الأمن رقم 242 و338 وأي حلول تنتقص من الحق الفلسطیني بموافقتھا على النقاط العشر التي قدمتھا الجبھة الشعبیة الدیمقراطیة لتحریر فلسطین والتي ینص البند الثاني منھا :
تناضل منظمة التحریر بكافة الوسائل وعلى رأسھا الكفاح المسلح لتحریر الأرض الفلسطینیة وإقامة سلطة الشعب الوطنیة المستقلة المقاتلة على كل جزء من الأرض الفلسطینیة التي یتم تحریرھا ..
وعلى ما یبدو أنھا اختارت ھذا النھج وفق تقدیري خشیتھا أمام الزمن العربي الصعب والمتھاوي والمتھالك ، الخروج كما یقال من المولد بلا حمص ، لكنھا مع ذلك لم تطل لا بلح الشام ولاعنب الیمن حتى اللحظة ، فلماذا الاستمرار في ھذا النھج الذي لا طائل من ورائھ بعد أن ثبت فشلھ ؟؟
فعدونا بقي ثابتاً على مطالبھ ولم یحد عنھا قید أنملة ولو تأملنا مطالبھ منذ احتلالھ لكامل الأرض الفلسطینیة وللقرارات والمشاریع التصفویة التي طرحت وتطرح نجدھا وإن اختلفت صیغھا إلا أنھا تحمل ذات المطالب التصفویة وعدونا ومساندوه ومؤازروه یتعمدون إذلال ما یطلق علیھ معسكر الاعتدال ویحرجونھم بتعمد جیش الاحتلال وما یطلق علیھم المستوطنون التجاوزات المھینة فیما یتعلق بالمقدسات خاصة المسجد الأقصى ورفض ما ورد في المبادرة العربیة التي تسلم بأرض الـ 1948 للیھود..
ومع ذلك نظامنا الرسمي العربي یتنازل خطوة خطوة ویأمل بالحصول على شيء من مبادرتھ وما زال كما یقال یأمل لكنھ یبقى كأمل ابلیس في الجنة ، حتى باتت فلسطین وشعبھا ضحیة ھذه المواقف ، فبعد احتلالھ لما تبقى من فلسطین أعلن ضمھا وتوحید مدینة القدس وإعلانھا عاصمتھ الأبدیة وبدأ یعمل على تغییر معالم المدینة القدیمة للقدس وإجراء الحفریات من حول المسجد الأقصى ومن تحتھ ومحاولات تقسیمھ زمانیاً ومكانیاً وفرض قوانینھ وقیوده التنظیمیة على شؤونھ وشؤون القدس بشرقیھا وغربیھا ، وظل یضغط حتى حصل على اعتراف أمریكي بأنھا عاصمتھ الأبدیة ، كما عمل على الاستیلاء على أراضٍ من الضفة الغربیة وإنشاء مغتصبات علیھا ، ولم یتبق معضلة أمامھ سوى التجمعات السكانیة في مدن وقرى القدس والخلیل ونابلس وطولكرم وقلقیلیة وجنین ورام الله وبیت لحم والبیرة وأریحا وطوباس وعنبتا التي تحولت لكنتونات متقطعة الأوصال ، وأعلنت تملكھا لنھر الأردن وأغوار ما غربي النھر ولم یعد ھناك متسع من الوقت بفرض حل للتخلص من تلك الكونتونات صھیونیاً سوى بقرارات تعتمد من الكابینیت والكنیست الصھیونیین تتحكم في مصائر قاطنیھا وعلى حساب دول الجوار العربي فماذا ساعتھا عسانا نحن فاعلون ؟؟.
كل ھذا جرى في بحر أعوام قلیلة أعقبت النكسة ، خلافاً لما صرحت بھ قمة الخرطوم بلاءاتھا الثلاث ، وكأن الأمر لم یعد یعني دول الجامعة العربیة أو منظمة المؤتمر الإسلامي في شيء.. حیث أصبح توجھ المطالب بانسحاب القوات المعتدیة من الأراضي التي احتلت في العام 1967 وأصبح موضوع أراضي العام 1948 أمر مسلم بھ للكیان الصھیوني الغاصب والتوجھ العربي انقلب بزوایة 360 درجة وتحول الشعار الذي كانوا یرفعون لواءه من إلقاء العدو الصھیوني في البحر قبل العام 1967 إلى إلغاء مسمى الأراضي الفلسطینیة المحتلة 1948والإلقاء بالقضیة الفلسطینیة وما یتعلق بعودة اللاجئین الفلسطینیین إلى دیارھم في البحر ، فلم یعد تحریرھا من العدو الصھیوني مطلباً بل أصبح الانفكاك من تحریرھا ینظر إلیھ مغنماً وفق تصورھم یقود للنجاة .. ومن ھنا بدأ العدو الصھیوني بالتشدد والتمادي في تجاوزاتھ والعبث بالأمن العربي وفرض أجنداتھ للحصول على المزید من التنازلات للجم المقاومة وكل قوى رافضة للتعامل مع عدو الأرض والإنسان في فلسطین العربیة وما حولھا ومختلف أركان الوطن العربي من شرقھ لغربھ ومن شمالھ لجنوبھ ، وبدأ بروز من یخرج من بین ظھراني أمتي العرب والإسلام من یدافع عن الیھود ویدعو للتطبیع معھم وینكر ما جاء في القرآن الكریم بحادثة الإسراء والمعراج ، مع أن الرسول الكریم علیھ أفضل السلام والتسلیم وصحبھ المیامین توجھوا في الصلاة نحو المسجد الأقصى قبلة المسلمین الأولى وفق المؤرخ ابن القدس الدكتور كامل جمیل العسلي (رحمھ الله) مدة تتجاوز الأحد عشر عاماً بعد فرض الصلاة على المسلمین ، لحین أمر سبحانھ وتعالى عباده المؤمنین بالتوجھ في الصلاة صوب الكعبة المشرفة .
* قرار مجلس الأمن رقم 338 / 1973 واتفاقیات كامب دیفید 1978 الشرق الأوسط الآن وفق التقديرات على حافة الهاوية وفي طريقه للانهيار الشامل جراء ما صنعه هنري كيسنجر عراب حرب 1973والقرار رقم 338 / 1973 الصادر عن مجلس الأمن وما أعقبه من تداعيات قادت لاتفاق كامب ديفيد بين مصر السادات والدولة العبرية وكبير كهنوتات الآيباك الصهيوني كيسنجر في الولايات المتحدة الأمريكية وراسم سياساتها الشرق أوسطية لصالح الكيان العنصري العبري حيث تمكن بدهائه وخبثه من تحويل المكتسبات العربية التي حصلت في اليوم الأول لحرب أكتوبر التحريكية إلى سراب ، بفعل جولاته المكوكية التي قادت مصر للخروج عن النص والإجماع العربي وتوقيع اتفاقيات كامب ديفيد عام 1978 م ، وسعى لذلك حتى لا تخرج حرب أكتوبر أمريكياً عن الإطار المرسوم لها ساحباً البساط من تحت أقدام الاتحاد السوفييتي الذي انتهى دوره في الشرق الأوسط بفعل .تحركاته فكان المسمار الأول الذي دُقَّ في نعش دولة عظمى كانت تتصارع مع أمريكا على مناطق النفوذ فكانت محادثات التسوية مع مصر التي أفضت إلى خلخلة في التوازنات في النظام العربي والتفوق الصهيوني وهذا ما جاء في اعترافات هنري كيسنجر موخراً حيث يرى أن الإطار الجيو- استراتيجي الذي تشكّل في المنطقة منذ حرب 1973 ،بعد تراجع دور الاتحاد السوفييتي وتنامي الهيمنة الأميركية على الواقع العربي بعد احتلال العراق ونشر الفوضىى في ربوعه ضمن إطارين إطار يعتمد تفجير الأوضاع المنطقة العربية، آخذ في التفكك مما دفع في المنطقة العربية لحالة من الضعف والإرباك كونها تعاملت مع في دول كسوريا وليبيا واليمن ومصر حيث اعتمدت لها من أجل فكفكتها أو إضعافها ما أطلقت عليه وفق وصف كوندليزا رايس الفوضى الخلاقة أو ما أطلق عليه لاحقاً مسمى الرييع العربي ادى لانهيار أنظمة حكم وانتشار الفوضى في أخرى وفرض الاتاوات واتباع سياسة التجويع لدول ثالثة ، كل ذلك جرى في سبيل والمواثيق والعهود الدولية ومبادئ حقوق الإنسان و" قانون القومیة " الذي یؤسس لنظام "الأبرتھاید" تحويل الأنظار عما يرتكبه الاحتلال الصهيوني من ممارسات في فلسطين المحتلة تتناقض مع القانون واستكمال السير في مشاريع التصفية للقضية الفلسطينية من خلال توجيه الولايات المتحدة للبعض من العرب لتطبيع العلاقات مع العدو الصهيوني وإقامة تحالفات عسكرية معه في سبيل مجابهة إيران الطامعة المنطقة العربية المخاطر التي تنتظرهم من هذين الطامعين في أرض العرب. العبري وإيران هو صراع قائم على تقاسم الكعكة العربية فيما بينهما إن لم يدرك أصحاب الشأن في لتسد حالة الفراغ التي تعيش تحت وطأتها المنطقة العريية ، غير مدركين بأن الصراع ما بين الكيان وعودة إلى بدء فقد تمخض عن حرب 1973 إفرازات كثیرة بفعل تحركات الإدارة الأمریكیة لحفظ الجیش الصھیوني من الانھیار إثر الضربات التي أدت لانھیار خط بارلیف وعبور الجیش المصري قناة السویس فتدخلت مباشرة بجسر جوي حمل السلاح والعتاد ونزلت الدبابات الأمریكیة مباشرة للمیدان فأوقفت انھیار الجیش الصھیوني وأوقفت تقدم الجیش المصري مما مكن جیش العدو من التقاط الأنفاس والعودة بھجوم معاكس وتحقیق اختراق ما بین الجیشین الثاني والثالث المصري غرب قناة السویس لتبدأ معھا معركة فك الارتباط في الخیمة 101 قاد مفاوضاتھا ھنري كیسینجر الذي تمكن بخبثھ ودھائھ وتنقلاتھ المكوكیة من تحویل الأمور لصالح كیان العدو الصھیوني. وأمام ذلك أصدر مجلس الأمن القرار رقم 338 في 22 تشرین أول / أكتوبر 1973 والذي على أساسھ توقفت حرب تشرین / أكتوبر 1973 التي خاضتھا مصر وسوریا ضد الكیان الإسرائیلي. وقد دعا إلى البدء فوراً بتنفیذ قرار مجلس الأمن 242 بجمیع أجزائھ، وإلى عقد مفاوضات تحت الإشراف الملائم بھدف إقامة سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط .
ووافقت مصر وسوریا والأردن على القرار، كما وافقت علیھ "إسرائیل" بشيء من التحفظ ، بینما رفضتھ م.ت.ف مؤكدة أنھا لیست معنیة بھ، وأنھا ستتابع الكفاح المسلح والجماھیري "ضد الكیان الصھیوني من أجل تحریر الوطن، وحق شعبنا في تقریر مصیره بنفسھ وعلى أرضھ".. وبناء على قرار 338 فقد انعقد في جنیف مؤتمر السلام للشرق الأوسط في 21 - 22 كانون أول / دیسمبر 1973 .وقد وضع الكیان الصھیوني تعقیدات كبیرة في وجھ التنفیذ الفعلي للقرار، رغم مشاركتھ في المؤتمر. وقد شاركت فیھ مصر والأردن بینما رفضت سوریا المشاركة فیھ. ولم یتمخض عن ھذا المؤتمر شيء عملي سوى تشكیل لجنة عسكریة، تولت فك الاشتباك بین القوات المصریة والصھیونیة على جانبي قناة السویس. * اتفاقیات كامب دیفید بین مصر والكیان الإسرائیلي 1978 :وأمام مواصلة الكیان الصھیوني خرق إطلاق النار وعدم الالتزام بما ورد في قرار مجلس الأمن 338 بتشجیع من الإدارة الأمریكیة وبدفع من كیسنجر بذاتھ قام الرئیس المصري أنور السادات بالإعلان فجأة ودون مقدمات في مجلس الشعب المصري استعداده لزیارة الكیان العبري وتوقیع معاھدة سلام معھ لتكون حرب اكتوبر آخر الحروب ما بین مصر وإسرائیل ونفذ ما أعلن عنھ حیث توجھ إلى الكیان الإسرائیلي في 19 تشرین الثاني / نوفمبر 1977 وألقى خطاباً في الكنیست "الإسرائیلي" ودعا إلى تسویة سلمیة.
وبدأت بعد ذلك لأول مرة مفاوضات مصریة - "إسرائیلیة" مباشرة وعلنیة. وقد نتج عنھا توقیع اتفاقیات كامب دیفید في الولایات المتحدة في 17 أیلول / سبتمبر 1978 بین مصر (ویمثلھا أنور السادات)، والكیان الإسرائیلي (ویمثلھا مناحیم بیجین)، برعایة الرئیس الأمریكي جیمي كارتر. وقد دخلت الاتفاقیة حیز التنفیذ في 26 آذار / مارس 1979 .والاتفاقیة مقسومة إلى وثیقتین الأولى تتناول أسس علاقة الكیان الإسرائیلي مع البلاد العربیة ومستقبل الضفة الغربیة والقطاع، وأما الثانیة فتحدد أسس معاھدة السلام بین مصر والكیان الإسرائیلي. وقد استرجعت مصر بموجب ھذه الاتفاقیة أرض سیناء وفق شروط تضبط وجود قواتھا فیھا. ووافقت مصر على إقامة علاقة سلام دائم، وتطبیع العلاقات سیاسیاً واقتصادیاً وثقافیاً ...
مع الكیان الإسرائیلي. وفیما یتعلق بالشعب الفلسطیني فقد دعت إلى مشاركة ممثلي الشعب الفلسطیني في المفاوضات، واقترحت حكماً ذاتیاً فلسطینیاً في الضفة والقطاع بحیث یشترك في المفاوضات بشأنھ وشأن مستقبلھ مصر والأردن و"الكیان الإسرائیلي" وممثلون عن الضفة والقطاع یضمھم في البدایة وفدا مصر والأردن.
وقد یضم الوفد فلسطینیین آخرین "وفقاً لما یتفق علیھ" أي بمعنى أن للكیان الإسرائیلي حق رفضھم أو قبولھم. كما تضمنت التصورات التفصیلیة التالیة: 1 .تكون ھناك ترتیبات انتقالیة بالنسبة للضفة والغربیة وقطاع غزة لمدة لا تتجاوز خمس سنوات.
2 .تنسحب الحكومة العسكریة "الإسرائیلیة" وإدارتھا المدنیة بمجرد أن یتم انتخاب سلطة الحكم الذاتي من قبل السكان عن طریق الانتخاب الحر.
3 .تتفاوض الأطراف (مصر، الأردن، ممثلو الضفة والقطاع، الكیان الإسرائیلي) بشأن اتفاقیة تحدد مسئولیات الحكم الذاتي التي ستمارس في الضفة والقطاع.
4 .سیكون ھناك إعادة توزیع للقوات الإسرائیلیة التي ستبقى في مواقع معینة، وستتضمن الاتفاقیة ترتیبات لتأكید الأمن الداخلي والخارجي والنظام العام.
5.ستتم المفاوضات وفق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 بكافة أجزائھ. وستعالج المفاوضات - من بین أمور أخرى - موضوع الحدود، وطبیعة الإجراءات الأمنیة.
6 .یجب أن یعترف الحل الناتج عن المفاوضات بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطیني ومطالبھ العادلة.
7 .سیشترك الفلسطینیون بتقریر مستقبلھم من خلال:
أ. یتم الاتفاق في المفاوضات بین مصر و"إسرائیل" والأردن وممثلي السكان في الضفة والقطاع على الوضع النھائي للضفة والقطاع والمسائل البارزة الأخرى بحلول نھایة المرحلة الانتقالیة.
ب. یعرض الاتفاق على ممثلي الضفة والقطاع المنتخبین للتصویت علیھ.
ج. تتاح الفرصة للممثلین المنتخبین عن السكان في الضفة وغزة لتحدید الكیفیة التي سیحكمون بھا أنفسھم تمشیاً مع نصوص الاتفاق.
د. المشاركة في عمل اللجنة التي تتفاوض بشأن معاھدة السلام بین الأردن و"الكیان الإسرائیلي".
8 .سیتم تشكیل قوة شرطة محلیة قویة قد تضم مواطنین أردنیین، وستشترك قوات "إسرائیلیة" وأردنیة في دوریات مشتركة، وفي العمل على ضمان أمن الحدود.
9 .وعندما یتم إنشاء سلطة الحكم الذاتي (مجلس إداري) ستبدأ المرحلة الانتقالیة من خمس سنوات. وستتم بأسرع ما یمكن، وبما لا یزید عن السنة الثالثة من بدء ھذه المرحلة، المفاوضات النھائیة لتقریر الوضع النھائي للضفة والقطاع وعلاقتھا بغیرھا، والوصول إلى معاھدة سلام بین الكیان "الإسرائیلي" وبین الأردن مع نھایة المدة الانتقالیة.
10 .سیتم اتخاذ كل الإجراءات التي تضمن أمن "إسرائیل" وجیرانھا.
11 .خلال المرحلة الانتقالیة تشكل لجنة من الأردن ومصر وممثلو الضفة والقطاع و"إسرائیل" للاتفاق على مدى السماح بعودة النازحین المطرودین من الضفة والقطاع سنة 1967 .وستعمل مصر و"إسرائیل" والأطراف الأخرى المھتمة لوضع إجراءات متفق علیھا لتحقیق حلٍّ عاجل وعادل ودائم لمشكلة اللاجئین حیث تعتبر كامب دیفید أول تسویة سلمیة متعلقة بفلسطین یتم الاتفاق علیھا بین "الكیان الإسرائیلي" وأحد الأطراف العربیة.
لكن أثارت ھذه الاتفاقیة أشد حملات الرفض والاحتجاج في العالم العربي، وانطلقت المظاھرات في كل مكان معبَّرة عن سخط جماھیري شامل وقد أفضت الاتفاقیة إلى قیام جماعة إسلامیة باغتیال السادات في 6 أكتوبر 1981 .
وفي مؤتمر القمة العربیة المنعقدة في بغداد 1979 تمَّ قطع العلاقات السیاسیة مع مصر، وجرى عزل مصر عن محیطھا العربي. كما تم تشكیل جبھة الصمود والتصدي مع عدد من الأقطار العربیة (سوریا، العراق، لیبیا، الجزائر، الیمن الجنوبي، وم.ت.ف) لمواجھة مشروع كامب دیفید فھذا المشروع یعتبر أخطر حلقات المؤامرة ضدد القضیة الفلسطینیة منذ عام 1948 كونھ یمثل استسلاماً كاملاً لمشروع مناحیم بیجن ویحمل إنكاراً للحقوق الوطنیة الفلسطینیة ، وبھ استعداد مشترك لضرب القضیة الفلسطینیة أرضاً وشعباً وثورة تحت إشراف وتخطیط الإمبریالیة الأمریكیة ، وبالطبع فقد سقط الشق الفلسطیني من اتفاقیة كامب دیفید في ذلك الوقت لرفضھ بالإجماع فلسطینیاً وكذلك أردنیاً.
إعداد الكاتب والباحث في الشأن الفلسطیني عبدالحمید الھمشري والمحامي علي أبوحبلة - رئیس مجلة آفاق الفلسطینیة / قسم الدراسات الاستراتیجیة
تابعوا القبة نيوز على