فرقة النادي الاهلي للفلكلور الشركسي.... لوحات من الشموخ ...والقوة... والجمال
يحرص مهرجان جرش على حضور الفن الشركسي بين فعاليته، حيث اصبح تقليد التناوب مابين نادي الجيل، والنادي الاهلي، وهذه الدورة سيكون للنادي الاهلي امسية فلكلورية، حيث التنظيم والابتكار، وتقديم ماهو جديد، وفي نفس الوقت ينتمي الى الجذور الشركسية، معبرا عن الايام والوقائع والاحداث،فالحضور الشركسي في مهرجان جرش، تقليد سنوي على اعتبار ان الثقافة الشركسية واحدة من مكونات فسيفساء الثقافة الاردنية، وتساهم باثراء هذا التنوع الثقافي، وعادة تمتاز حفلات الفرق الشركسية، بالتنظيم والترتيب واناقة الحضور.
حيث انه منذ اعادة تاسيس الفرقة عام 1993، فان القائمين على النادي اخذوا على عاتقهم بتوفير الظروف والمدربين وتشجيع الشباب للالتحاق بالفرقة ضمن برنامج مدروس، ومدربين لديهم التجربة والكفاءة والحماس. وتعتمد الفرقة على الهواية وروح التطوع، حيث ان كل الشباب والصبايا متطوعين، لايحصلون على اي مقابل بدل مشارتهم، وهناك خطة مستمرة للتجديد والاحلال سواء بين الراقصين او العازفين.
ان الفن الشركسي احد الفنون الراقية، الذي يحرص القائمون عليه بالاهتمام بكل التفاصيل، من ازياء وتصميم ملابس واكسسوارات، وتصميم رقصات لها دلالات جمالية ومعرفية، وهي لوحات لها تاريخها ومناسباتها، وتحكي عن عادات وتقاليد، وتعبر عن قيم وسلوك، و تمزج دائما بين القوة والرقة، والعنفوان والشموخ، والكبرياء، والاعتزاز بالتراث، وفلكلور الاجداد،لوحات تعود في جذورها الى اكثر من 300 عام، تحافظ الفرقة على روحها الاصلية، لكن هناك تطوير وتحديث لها دون المساس باصالتها، كما الفرقة بدأت تستخدم التقنيات الحديثة والاستفادة منها، وتوظيفها ضمن اللوحات المختلفة في حفلاتها، مما زاد من جماليات الاداء، واغناء المشهد البصري للعرض.
فرقة النادي الاهلي للفلكلور الشركسي، هي بمثابة سفير لهذا الفن، حيث انها الى جانب حضورها في مهرجان جرش، فانها تشارك في مهرجانات عربية ودولية، وكذلك في الملتقيات الفنية، ودائما على مستوى المسؤولية، حيث تكسب احترام واعجاب الجمهور، وتدهشهم بما تقدمه من ابداعات الفن الشركسي الاصيل.
مشاركة الفرقة هذا العام ستمزج مابين قديمها وحديثها، حيث هناك الرقصات التقليدية المعروفة، مثل رقصة" القافة» وهي رقصة تخص النبلاء، حيث يجسد الشباب، قيم النبل والشموخ والاعتداد بالنفس، والقوة، في حين تجسد الفتاة معاني الكبرياء، والرقي والرقة.ا ما رقصة «باربان» فان الشباب يستعرضون فيها مهارتهم، وقوتهم، وقدرتهم على توظيف الجسد لاداء الحركة الرشيقة القوية، على ايقاع الة" البربان"
وهناك رقصة «شباب» وهي رقصة جبلية، تمثل البيئة الجبلية الصعبة، وتجسد معاني الشجاعة والقوة، والرجولة، والقدرة على التحمل، والتحكم، والتعامل مع ظروف الطبيعة القاسية، ايضا «حكولاش»، وهي تستند في اصولها، الى حكاية شاب مصاب بقدمه، حاول ان يرقص رقصة النبلاء، وان يتكيف جسديا مع الحركة، فكانت النتيجة رقصة جديدة، توارثها الناس هناك.
اما رقصة «ثابا ريفا» وهي من فلكلور منطقة البحر الاسود، في تلك الفترة التي تعرض فيها الشركس للابادة على يدي القيصرية الروسية، وتتميز الرقصة بالرشاقة، وخفة الحركة، وجمال التشكيلات المعبرة عن حالة الانصهار، والتماهي مع اللهجات، والتعبير عن الوضع الجديد . ومن المؤكد سيكون برنامج الفرقة متنوعا ومدهشا، بلوحاته والازياء المزركشة، والالوان، والاكسسوارات، والموسيقى، والايقاع المنسجم، والخطوة الرشيقة، وانوثة ورقة الصبايا، وعنفوان الشباب الشركسي.في استعراض فردي وثنائي وجماعي، كل ذلك برعاية ودعم جمهور في غاية التنظيم، هذا الجمهور الذي يغطي المسرح الجنوبي بالبياض والانسجام.والجمال مساء الثلاثاء 26 تموز الساعة الثامنة و النصف مساء