facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

عيشة قنديشة جنية ام اميرة – الجزء الثالث

عيشة قنديشة جنية ام اميرة – الجزء الثالث

الكاتبة والشاعره جليله خليفة 

القبة نيوز- قليل من المغاربة يعرفون إذن أن الأميرة الجميلة «عائشة» شخصية حقيقية وليست شخصية أسطورية والقليل أيضا،و حتى من عشاق التاريخ البعيد أو القريب يدركون أن هذه السيدة سواء تلك أو أخرى قد نزلت إلى الميدان لتضع جسدها ودهاءها في ميدان القتال،و لذلك أيضا كان عليها أن تؤدي الثمن غاليا،و هذا ما زاد في الاعتقاد بأن السيدة التي قتلت الكثير من أصلب الرجال في الجيش البرتغالي لا يمكن أن تكون بشرا خاصة أنها أنثى ناعمة المظهر و إنما واحدة من العفاريت.. بكل هذا الجمال الفاتن و القوة الخارقة بالعزيمة و دهاء الأنثى الذكية،هل استطاعت «عيشة» أن تخطف لقب «الكونتسية» الذي لا يعني الجنية وإنما الأميرة، وبدل أن يظل اسمها «عيشة الكونتيسة» تغير إلى «عيشة قنديشة»، فتوالت الحكايات والقصص حتى أصبحت الجميلة التي حاربت الجيوش دفاعا عن بلدها جنية بحوافر وحش خطير يجول بين مداشر القرى وكهوف الجبال؟.. السيدة التي آمنت بقضية وطنها في الاستقرار الآمن والاستقلال عن غدر المتربصين،فضحت بنفسها في الوقت الذي كان فيه الآلاف من المغاربة يلتحقون بالجيوش النظامية نصرة لنفس المبادئ والأهداف،فاكتسبت خبرة ميدانية في القتال و التخطيط،حتى أصبحت هدفا للغزاة قبل أن تحولها الروايات المهزوزة إلى جنية في صورة بشر كما حولت ديهيا لبطولتها إلى ساحرة وكما كل امرأة حين تسمو حتى تسكن الوجدان الشعبي. هناك بعض عائشات في أساطيرنا العديدة حملن اللقب مثل “عيشة الحمدوشية ولالا عيشة البحرية “لكن تبقى عيشة قنديشة هي مولات المرجة أي صاحبة المستنقع والساكنة الوادي.. لم تقف الروايات عن الكونيسة عائشة عند هذه الحدود،فالبعض ممن عشق البحث في شخصيتها وتاريخها ربط بينها وبين «عشتار» آلهة الحب القديمة المقدسة التي كانت قبل الأديان الثلاثة السماوية ملكة السماء و الساكنة العيون والأنهار والبحار،خاصة مع وجود أساطير مشابهة لأسطورة عيشة قنديشة في تراث شعوب أخرى مثل أسطورة أم الدويس في الخليج العربي وأسطورة ذات الفم الممزق في اليابان وأسطورة النداهة في مصر.وتتقاسم هذه الأساطير قواسم مشتركة مثل عنصر الإغواء الأنثوي وعنصر الرغبة في القتل والجنس وعنصر المكان الذي يكون عادة نائيا وخاليا وعنصر الزمان عند حلول الظلام.إضافة إلى شيوع تلك الأساطير عند سكان القرى،و خصوصا في أزمنة استحوذ عبرها سحر القمر الوحيد القادر على شق العتمة الزاخرة بالخفايا و الأسرار.

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير