قطر ..الهدية على قدر مهديها
- تاريخ النشر : 2018-06-13 18:45:12 -
أسعد العزوني
بعد الإعلان عن نتائج "مؤتمر الغفلة"الذي عقد في مكة المكرمة لدعم الأردن قبل أيام،وكنا نتمنى لو لم يحضره أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، كتبنا مقالا حصدنا من ورائه العديد من الشتائم والمسبات التي تنبع من أخلاق مرسليها الذين رفضوا تكريم الله لهم بان خلقهم بشرا وتقمصوا دور الذباب ،وقالوا ان ذلك المقال مدفوع الثمن وينطلق من الخيال،وقلنا في المقال أن الهدية على قدر مهديها،ولا نخفي أننا قصدنا السخرية من الهدية وممن قدموها .
اليوم نفاجا بفعل قطري يعجز القلم عن وصفه ،ويرقى بموقف الشقيقة قطر وصانع القرار فيها إلى مراتب أعلى من السمو ومن المجد اللذين يغلفان قطر أصلا، إذ وصل العاصمة عمّان وزيرا الخارجية والمالية في دولة قطر الشقيقة ،حاملين النوايا الحسنة وإحترام الذات قبل إحترام الآخر، والبشرى بأن الخير القطري سيعم على الأردن ،الذي فرض عليه "الأعدقاء"الذين طالما قدم لهم الخدمات الجليلة وحمى مؤخراتهم في ليالي الزمهرير السياسي ،وأعلن المسؤولان القطريان اللذان إلتقيا جلالة الملك الهاشمي عبد الله بن الحسين- الوريث الشرعي للحجاز المغتصبة من قبل بقايا التيه اليهودي الذين عثر عليهم المندوب السامي البريطاني اوائل القرن المنصرم السير بيرسي كوكس ،وإلتزم معهم بمقاولة أن يمهد لهم الوصول إلى حكم الجزيرة بعد القضاء على حكامها الأصليين ،مقابل تنفيذ بنود وثيقة كامبل السرية وبيع فلسطين لليهود الصهاينة- عن تقديم دعم مالي للأردن بقيمة نصف مليار دولار على شكل إستثمارات في البنى التحتية ،وتوفير 10 آلاف وظيفة للأردنيين في قطر.
عندما قرر صاحب السمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني إيفاد وزيريه المميزين إلى الأردن ،كان قد حسم أمره وقرر دعم الأردن ،ولكن على طريقته الخاصة ،فهو لم يخرج على وسائل الإعلام وما أكثرها وأشهرها في قطر، ليعلن بنفسه عن الدعم ،ولم يدع لمؤتمر خطط سلفا ان المقصود منه ليس دعم الأردن ،بل إهانة جلالة الملك الهاشمي وإذلاله بالضغط عليه كي يتنازل عن الوصاية الهاشمية عن المقدسات العربية في القدس المحتلة،وكأنه تنازل عن مكة ليتنازل عن القدس. حسمها سمو الأمير تميم بإرسال رجليه اللذان أكملا المهمة بكل أريحية ،ولم يحرصا على جمع كل إعلاميي العالم في الأردن، ليزفا لهم الدعم القطري للأردن ،بل إكتفيا وحسب البروتوكول بخبر رسمي ،حتى أنني وأنا أشاهد قناة الجزيرة ،لم ألحظ أنها قطعت برامجها لتعلن للعالم عن الدعم القطري للأردن،وهذه لها مغزى .
معروف أن الأردن إضطر مكرها وتحت ضغوط حلف الفجار الذي حاصره ماليا ،بعد ان حاصر قطر سياسيا وكان يخطط لغزوها عسكريا ،أن يخفض من مستوى التمثيل الدبلوماسي مع الشقيقة قطر ،رغم عدم القناعة من قبل صانع القرار وعدم القبول من قبل الشعب الأردني ،وتم الإيعاز للسفير القطري ان يغادر البلاد . كما هو معروف فإن دولة قطر تقبع تحت حصار دول الفجار ،بمعنى أنه لا احد يعتب عليها إن لم تبادر بتقديم شيء للأردن ، لكن الأصالة أبت إلا ان تعلن عن نفسها ،وتقول أن حصار دول الفجار لن يمنعنا من مد يد العون لإخوتنا وأشقائنا في الأردن رغم الخلاف ،ذلك ان صانع القرار في الدوحة أحب أن يعلّم الآخرين الذين تكبّروا في المنطقة وظنوا ان الجميع بضاعة تشترى بالمال ،وتحالفوا مع مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيوينة النويية ،درسا في الأخلاق والكرم وإحترام الذات قبل إحترام الاخرين ،ولذلك حق ان نقول لقطر أن الهدية على قدر مهديها ،لكن ليس بالمعنى الذي قصدناه عندما كتبنا عن مؤتمر مكة.
تابعوا القبة نيوز على