facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

سوريا و المشهد الاخير

سوريا و المشهد الاخير
القبة نيوز -  حراك غاضب حول ساحة تتصارع عليها القوى الدولية لتصفية الحسابات فيما بينها .. بدأت حينما كتب طلاب مدارس درعا على جدران مدينتهم "الشعب يريد إسقاط النظام " لكن لم يبحث احد عن ملقن هؤلاء الأطفال لتلك العبارات .. و من اين أتوا بتلك الأفكار !! اكانت تقليدا لثورة مصر ام ان هناك من زرع تلك الافكار لتكون ذريعة للتحرك العسكري ...أيعقل لكلمات الطفولة ان تحرك الجيوش ؟؟ علا صوت الغضب و بدأت معها مؤامرات الدول لاستغلال هذا الحراك العليل بدأ الصراع بين الدول على ارض سوريا لتجد كل دولة لها مسمارا تدقه في نعش سوريا وهكذا يستكمل مشروع إسقاط حكومات البتروقراط ( سلطوية البتروغاز ) . و عليه كان الربيع العربي ( التسونامي العربي ) هو الحراك السيسيولوجي لشعوب تلك الدول و الذي كان مدعاة لفتح أبواب إشباع العامل الجيوستراتيجي للنظام الدولي . بمعنى و ان مر الربيع العربي على بعض الدول العربيه الا ان أنظار الاهتمام و جهت الى سوريا و ليبيا بعد تجربة إنهاك العراق 2003 و استغلال موارده كونه من دول البتروقراط #أطاحت لعنة الموارد بصدام حسين و القذافي و اليوم (بشار الاسد ) #بدأ الحراك الدولي على سوريا اقليميا و انتهى دوليا الحراك الإقليمي على سوريا : دول الخليج تأجج سعير الشرارة لتبدأ دول الخليج بتسليح الفصائل لمحاولات تقويض سلطة النظام و لم تكن ضمن محور واحد فقط بل تعددت المحاور تبعا لدول الخليج التي دعمت تلك الفصائل كل على حد المشهد المربك في سوريا فسح المجال لدخول الارهاب "داعش" و هنا يأتي السؤال هل ازداد النظام السوري إرباكا بسبب وجود داعش أم انه حظي بمعين له لمواجهة تلك الفصائل ؟؟ للإجابة على هذا السؤال يجب ان نعود بالمشهد حين اشتد الاشتباك بين داعش و الفصائل بمختلف مسمياتها حيث سربت معلومات انه أثناء فرض النظام السوري حظر التجوال على الكثير من المناطق و الطرقات الرئيسه مساءا حتى الفجر كانت تفتح خفية تلك الطرقات للمجاميع الإرهابية داعش للانتقال من منطقة الى اخرى اضافة الى الكثير من الشبهات حول تعزيز تسليح داعش و بعض المليشيات الاخرى الذي كان يتم من خلال مستودعات الجيش للنظام السوري . وقد تحتاج هذه المعلومه الى تمحيص اكثر للإثبات . الأكراد بعد أحداث 2003 منح الكرد وجودا سياسيا نوعيا للمرة الاولى و فتحت الافاق امام الطموح الكردي لإنشاء الدولة الكردية ، حيث جاء الاستفتاء في شمال العراق أولى ركائز العمل لإنشاء الدوله المشهد الكردي في العراق حفز أكراد سوريا لاعادة تنظيم أنفسهم بطريقة جديده في اعلان الهويه الكرديه و تشكيل فصائل مسلحه للدفاع عن الهويه و التي تمت بمساعدة غربيه ، هذا الدعم اضافة الى عمق استراتيجي يتمثل في كردستان العراق دق ناقوس الامن القومي التركي وتأكد ذلك بعد وجود محافظ مدينة كوباني الكرديه السوريه في تشييع الرئيس العراقي جلال طالباني ليشارك ضمن البروتوكول الرسمي في وضع إكليل الورد على جثمان الرئيس الراحل طالباني وهكذا تلقفت الدولة التركية ابعاد هذا الحراك قبل غيرها لتتحرك جيوسياسيا في التوغل داخل الاراضي و المدن السوريه . تركيا من هنا بدا يتشكل دخول المحور التركي الى الساحة السورية . على اعتبار ان تشكيل دولة كردستان وصولا الى البحر الابيض المتوسط يشكل خطرا حقيقيا على تركيا و مصالحها و ارتهان الدولة الجديده سياسيا ان وجدت مع الدول العالميه الكبرى بل حتى ان يكون لاسرائيل اليد الطولى في رسم سياسات الدولة الفتية . و يمكن تلخيص اسباب دخول تركيا الى الاراضي السوريه بما يلي : أولا :إيقاف الحلم الكردي من خلال فصل أكراد سوريا عن أكراد العراق منعا لإقامة الدوله الكردية . ثانيا : الحيلولة دون حصول الأكراد على منفذ بحري إيران _ بعد سقوط بغداد 2003 بدأ النفوذ الايراني بالتمدد ليشمل خط طهران بغداد دمشق جنوب لبنان .. و هي ميزة استفادت منها ايران لتصب شرارة الحراك السوري في مصلحتها و تبعا لذلك جاء دخول ايران عبر مليشيات بشكل مباشر الى الاراضي السوريه ضمن ذرائع مختلفه و عدم الاكتفاء فقط بالاحتواء السياسي للنظام السوري . الحراك الدولي على سوريا روسيا زاد المشهد إرباكا و لفته الفوضى و بات مدعاة لسقوط مكامن الطاقه و ارتهانها ، مما يشكل تهديدا حقيقيا لشريان الاقتصاد الروسي ألا وهو الغاز بعد فشل الحراك الدبلوماسي في الاعتماد على سياسات وكلائها انتقلت روسيا بذاتها الى الوجود العسكري و التمركز على مكامن الطاقه في سوريا أمريكا في ذات الأثناء كان هناك تواجد امريكي بسيط في شرق سوريا لغايات تدريبيه و تنظيم صفوف الموالين لها من الكرد و العرب السنه .... الا ان تصريحا متهورا من ترامب كاد ان يضع امريكا في خطأ استراتيجي كبير حين صرح انه ينوي سحب قواته من سوريا و تتمثل نتائج هذا الانسحاب ان تمّ بما يلي : اولا :تعريض الموالين لامريكا من الفصائل و الكيانات السياسيه الى السحق مما يترك رسالة سلبيه لكل من يفكر ان يتعاون مع امريكا مستقبلا ثانيا : اتساع قريحة المحور الايراني للانتقال من التوغل الى التغول ثالثا : ترك الحليف الافتراضي "تركيا " في حيرة صراع الإيرادات مما دفع بتركيا الى تشكيل القمة الثلاثيه "التركيه الايرانيه الروسيه " و تغييير قواعد اللعبه كليا في سوريا . هذا التغيير في القواعد تمثل بتغيير ديموغرافي بعد ان تم الاتفاق على تمرير الفصائل و عوائلهم من منطقة الى اخرى ليدق الجرس الاحمر عند امريكا و تندفع جميع محركات العمل السياسي الامريكي الى ضرورة تصويب قرار ترامب في الانسحاب ليكون رد فعل مغاير و معاكس للانسحاب و هو ضرورة ضرب سوريا عسكريا و الإطاحة بنظام الاسد تحت ذرائع كيماوي دوما او غيره من الأعذار . و هنا تغييرت الاولويات عند امريكا بتقديم اولوية سوريه على ايران حيث كان من المقرر بشهر مايو ان يتم تقويض النظام الايراني من خلال الملف النووي التي تمثلت وضوح النوايا لدى ترامب بعد تعيينه لجون بولتن . و اليوم يعيش العالم حالة تأهب و ترقب لفصل درامي سياسي جديد في سوريا بعد عزم
تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير