اسرائيل ترضخ للأردن وتنصاع لشروطة..
القبة نيوز -
رضخت حكومة الاحتلال الاسرائيلي، مساء اليوم الخميس، للشروط الاردنية كاملة، التي فرضتها الحكومة، بتوجيهات ملكية مباشرة، على خلفية جريمة قتل مواطنين اردنيين على يد موظف بسفارة الكيان في عمان، وجريمة قتل القاضي رائد زعيتر في الاراضي المحتلة، وتعهدت بمذكرة رسمية وجهتها للحكومة الاردنية، على تنفيذها كاملة.
وعقب ثلاث سنوات على جريمة قتل القاضي رائد زعيتر، وخمسة اشهر على جريمة قتل مواطنين اردنيين داخل سفارة الكيان في عمان، اللتين اثارتا الراي العام الاردني، وسببتا غضبا شعبيا وحكوميا وملكيا عارما، ورافقهما، اصرار وموقف اردني ثابت، جاء بتوجيهات عليا، على أن تقدم سلطات الاحتلال اعتذاراً رسمياً للاردن والاردنيين، وتحاكم قتلة الاردنيين الثلاثة وتعاقبهم ، ظلت خلالها العلاقات الاردنية الاسرائيلية مجمدة، وشبه منقطعة، لتتيقن حكومة الاحتلال اخيراً، ان الموقف الاردني لن يتزحزح قيد انملة، فانصاعت راضخة للشروط الاردنية.
حكومة الاحتلال، حاولت قدر جهدها الضغط على الحكومة الاردنية، لطي صفحة الجريمتين البشعتين، دون اتخاذها اجراءات قانونية وبروتوكولية ودبلوماسية لائقة، الا انها لم تجد من الحكومة التي تلقت توجيهات ملكية صارمة، بعدم التراجع عن موقفها تجاه حق الاردنيين، والاصرار على تقديم حكومة الاحتلال اعتذاراً رسمياً للاردن، ومحاكمة مرتكبي الجريمتين البشعتين، حتى وصلت علاقات الجانبين، حد القطيعة، مع تراشق اعلامي صهيوني طيلة اشهر مضت، ضد الاردن والملك شخصياً، في محاولة لاضعاف الاردن، وتراجعه عن موقفه، فما جوبهت الا بصلابة اكبر بالموقف والرفض القاطع، واصرار الاردن على رفض اعادة سفير الكيان الى عمان.
حكومة الاحتلال، ظنت، ان موقف الاردن سحابة عابرة، سرعان ما تتلاشى، لتدرك حجم خيبتها التي ظلت مستمرة اشهرا طويلة، باصطدامها بموقف القيادة الاردنية الثابت، على تنفيذ الشروط الاردنية كاملة دون نقصان، في رسالة ملكية واضحة، بان دماء الاردنيين، لا يفاوض عليها أو يساوم، وان اعتذار حكومة الاحتلال للاردنيين، والقصاص من المجرمين القتلة، هو الطريق الوحيد، ودون ذلك عبثاً، مهما بلغت الكلف والنتائج.
اغلاق الدولة الاردنية الباب في وجه كل محاولات الكيان، لاعادة المياه الى مجاريها، دون تحمله المسؤولية، ولا اعتذاره رسمياً للاردن وشعبه وقيادته، أو محاكمة الجناة المجرمين وتقديم تعويضات لذوي الشهداء، لم تكن مجدية مطلقاً، وترجمت الحكومة الاوامر الملكية، بالتمسك بالشروط الاردنية، ودون ذلك لا اهلا ولا سهلا ..
اعتذار حكومة الاحتلال اليوم، وانصياعها، بعد معارك دبلوماسية طاحنة في الخفاء والعلن، مورست فيها ضغوط مهولة، لم تثن الحكومة ابدا، تمكن فيها الاردن، من اخضاع حكومة الاحتلال، لاملاءاته وشروطه، التي لا يساوم عليها، بان الاردنيين، في عيون قيادتهم، اغلى من عيون قيادتهم، وهم الذين يعلمون الدنيا كلها، دروساً في مواقف الرجولة التي لا تنثني، ولا تنحني .. الا لله وحده.