ويبشّر الموسم المطري الحالي بانفراج نسبي في الوضع المائي للمملكة، التي تضم 16 سدًا مائيًا موزعة في مختلف المحافظات، إذ سجلت معظم السدود نسب تخزين جيدة، ما من شأنه أن يسهم في تخفيف الضغوط عن مصادر التزويد المائي خلال فصل الصيف المقبل.

وأكدت وزارة المياه والري أنها تتابع بشكل متواصل تدفق المياه إلى السدود ومواقع التخزين المائي في جميع مناطق المملكة، من خلال غرف عمليات تعمل على مدار الساعة، بهدف رصد ارتفاع المناسيب وضمان سلامة منشآت السدود.

وأوضحت الوزارة أن السدود التي امتلأت بالكامل حتى صباح اليوم الثلاثاء تشمل: سد الموجب بسعة تخزينية تبلغ 25 مليون متر مكعب، وسد ابن حماد بسعة 4 ملايين متر مكعب، وسد وادي الكرك بسعة مليوني متر مكعب، وسد وادي شعيب بسعة 1.5 مليون متر مكعب، إضافة إلى سد اللجون بسعة مليون متر مكعب، وسد شيظم بسعة تخزينية تقارب 300 ألف متر مكعب.

من جهته، قال مساعد الأمين العام لوزارة المياه والري، عمر سلامة، إن بقية السدود المنتشرة في مختلف محافظات المملكة سجلت نسب تخزين جيدة، رغم أن الموسم المطري ما يزال في مراحله الأولى، معربًا عن أمله باستمرار الهطولات المطرية خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، بما ينعكس إيجابًا على الأمن المائي الوطني.

وأضاف سلامة، أن كميات الأمطار التي هطلت حتى الآن أسهمت في تعزيز تغذية المياه الجوفية بنسبة تراوحت بين 3 و5 بالمئة، وهي نسبة مهمة في هذه المرحلة من الموسم، موضحًا أن الجريان الكبير للمياه في الأودية أسهم في إعادة شحن الأحواض الجوفية ورفع طاقتها الإنتاجية، إلى جانب دوره في تحسين التنوع الحيوي، ودعم الغطاء النباتي، وتقليل نسب الملوحة في التربة، لا سيما في المناطق الزراعية.

وأكد أن منظومة السدود في المملكة آمنة وسليمة، وأن أعمال المراقبة الفنية والهندسية تُنفذ على مدار الساعة باستخدام أنظمة متابعة حديثة، مشيرًا إلى عدم تسجيل أي ملاحظات أو اختلالات فنية في أي من السدود البالغ عددها 16 سدًا في مختلف مناطق المملكة.

ودعا سلامة المواطنين إلى الابتعاد عن مجاري الأودية والسدود، وعدم الاقتراب منها أو المجازفة بالتواجد في محيطها، خاصة خلال فترات الهطول المطري وجريان السيول، لما يشكله ذلك من خطر حقيقي على السلامة العامة، مؤكدًا أن سلامة المواطنين تبقى أولوية قصوى.

وتُقدّر الطاقة التخزينية الكلية لسدود المملكة بنحو 288.128 مليون متر مكعب، ويُعد امتلاء عدد من السدود في هذه المرحلة المبكرة من الموسم مؤشرًا إيجابيًا يعزز الآمال بتحسن الوضع المائي، وتخفيف الضغوط عن مصادر التزويد خلال فصل الصيف المقبل.