ويأتي هذا الملتقى ضمن سلسلة ملتقيات نظمتها الوزارة في أقاليم الشمال والوسط، وأخيرًا في إقليم الجنوب، بهدف تعزيز الشمولية والمشاركة السياسية في مختلف أنحاء المملكة ضمن مسار تحديث المنظومة السياسية.

وتضمن الملتقى جلستين حواريتين، الأولى حول "التحديث السياسي وفرص مشاركة الشباب: دور الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والإعلام والجامعات"، والثانية بعنوان "أهمية مشاركة الشباب في الحياة السياسية والانتخابات"، حيث تحدث خلالها عدد من المسؤولين والأكاديميين وسط تفاعل من الشباب عبر المداخلات والاستفسارات.

وأكد أمين عام الوزارة الدكتور علي الخوالدة، خلال افتتاح الملتقى، أن الملتقى يوفر فرصة مهمة للشباب للحوار المباشر مع خبراء وأكاديميين وإعلاميين ونشطاء في المجتمع المدني، والاستماع إلى آرائهم حول أهمية مشاركتهم في الحياة الحزبية والسياسية. 

وأوضح أن الملتقى يهدف لتعريف الشباب بالفرص المتاحة أمامهم بموجب قانون الأحزاب وقانون الانتخاب، وتحفيزهم على الانخراط في العمل العام والمشاركة في العملية الانتخابية ليكونوا جزءًا من عملية صنع القرار.

وأشار الخوالدة إلى أن الملتقى استهدف الشباب من طلبة الجامعات ومؤسسات المجتمع المدني والهيئات والمراكز الشبابية، مؤكداً توجيهات جلالة الملك وسمو ولي العهد بضرورة إعطاء الشباب دورًا فاعلاً وحضورًا مؤثرًا في الحياة العامة. وأضاف أن الوزارة نظمت 167 جلسة وورشة عمل، منها 95 جلسة حوارية ولقاء، واستهدفت الشباب عبر 72 جلسة تدريبية وحوارية في مختلف المحافظات، وستواصل تنظيم جلسات مع طلبة الجامعات في جميع الجامعات الأردنية خلال العام المقبل.

وفي الجلسة الأولى، أكدت مفوضة التنمية المستدامة في سلطة إقليم البتراء التنموي السياحي الدكتورة فاطمة الهلالات على أهمية تمكين الشباب ورفع وعيهم وقدراتهم ليكونوا شركاء حقيقيين في صناعة القرار وبناء مستقبلهم، مشددة على دور المؤسسات في تأهيل الشباب وصقل قدراتهم لتشكيل قيادات المستقبل.

بدوره، أشار أستاذ علم الاجتماع في جامعة مؤتة الدكتور حسين المحادين إلى أن الجلسة ركزت على الإصغاء للشباب والاستفادة من آرائهم العملية، بما يسهم في تطوير البرامج العملية وتعزيز الأداء الحزبي، وفق التوجيهات الملكية السامية بتفعيل الحياة السياسية وتمكين الشباب.

وأكد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة الحسين بن طلال الدكتور محمد جرار أن للجامعات دورًا أساسيًا في تعزيز الثقافة السياسية لدى الشباب وتزويدهم بالأدوات اللازمة للمشاركة الفاعلة في صنع القرار، لافتًا إلى أن قانوني الانتخاب والأحزاب يوفران فرصًا مهمة للشباب للانخراط في المنظومة السياسية.

وفي الجلسة الثانية، شددت رئيسة لجنة مجلس محافظة معان عايدة آل خطاب على أن مشاركة الشباب في الحياة السياسية لا تزال دون المستوى المطلوب، داعية إلى تحفيزهم وبناء ثقتهم بالمشاركة ومنع عزوفهم عن الانتخابات من خلال التوعية ودعم المبادرات الشبابية وفتح قنوات تواصل مع المجالس المنتخبة.

كما أكدت مقررة تجمع لجان المرأة في محافظة الطفيلة الدكتورة كوثر الشباطات أهمية مشاركة المرأة والشباب في الحياة السياسية، مستعرضة الأوراق النقاشية لجلالة الملك المتعلقة بتمكين المرأة كركيزة أساسية للمواطنة الفاعلة وتحقيق التنمية، داعية الشباب إلى الانخراط في العمل السياسي والمساهمة في صنع القرار رغم التحديات.