خبز من زمن المغول!.. العثور على قالب بقلاوة عمره 800 عام في حران التركية

القبة نيوز - في اكتشاف يعيد رسم صورة الحياة اليومية في القرن الـ13، كشفت الحفريات الأثرية في موقع حران التاريخي بولاية شانلي أورفا جنوب شرقي تركيا، عن قالب خبز فخاري يحمل زخارف مذهلة على شكل "البقلاوة"، يعود تاريخه إلى نحو 800 عام، أي إلى فترة ما قبل أو بعد الغزو المغولي الذي دمّر المدينة.
وقد عُثر على القالب، الذي يُعد تحفة فنية بحد ذاته، في إحدى قاعات المدرسة التاريخية القديمة، بالقرب من تنانير كانت تُستخدم للخبز، ما يشير إلى أن الموقع كان مركزاً للتعليم والحياة اليومية معاً.
رئيس بعثة التنقيب، البروفيسور محمد أونال من جامعة حران، كشف في تصريحات مميزة أن القالب مصنوع من الفخار، وبنحو 40 سنتيمتراً، ومحفوظ بحالة ممتازة، مشيراً إلى أن الزخارف الهندسية المنقوشة عليه تشبه إلى حد كبير نسيج حلوى البقلاوة، ما يعكس ذوقاً فنياً رفيعاً لدى صانعه.
وقال أونال: "استخدام القوالب في الخبز لم يكن فقط لأغراض عملية، بل كان وسيلة لإضفاء طابع جمالي ورمزي على الطعام، ما يدل على أن ثقافة الخبز في حران كانت أعمق من مجرد تلبية الحاجة الغذائية".
وأوضح أن هذه الزخارف تشبه كثيراً تلك المستخدمة اليوم في خبز "بيدا"، وهو نوع من المعجنات الشهيرة في المنطقة، ما يشير إلى استمرارية ثقافية تمتد عبر قرون.
وأضاف أن العثور على هذا القالب في حران، التي يُعتقد أنها أول مكان في العالم زُرع فيه القمح، يُعد دليلاً قوياً على عراقة وعمق التقاليد المخبوزية في هذه البقعة من العالم.
ويجري العمل في الموقع في إطار مشروع "إرث للمستقبل" بدعم من وزارة الثقافة والسياحة التركية، حيث تستمر الحفريات في محيط بقايا الجامع الكبير، وكشفت حتى الآن عن عشرات القطع الأثرية التي تلقي الضوء على الحياة العلمية والحضارية المزدهرة التي عرفتها حران قبل سقوطها.
ويُنظر إلى هذا الاكتشاف كنافذة على عالم قديم، حيث لم تكن المائدة تُقدَّس فقط بالطعم، بل أيضاً بالشكل والجمال.