facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

خبير صحي يشكك في مصداقية اختبارات “العمر البيولوجي”: نتائجها قد تنحرف 9 سنوات

خبير صحي يشكك في مصداقية اختبارات “العمر البيولوجي”: نتائجها قد تنحرف 9 سنوات

القبة نيوز - يتزايد إقبال الناس مؤخرًا على ما يُعرف بـاختبارات العمر البيولوجي، التي تهدف إلى الكشف عن "العمر الحقيقي” لأجسادهم من خلال فحص مؤشرات على المستوى الخلوي والجيني، في محاولة لفهم ما إذا كان نمط حياتهم يعجل أو يبطئ عملية الشيخوخة.

لكن خبراء في الصحة العامة حذروا من الاعتماد الكامل على هذه الاختبارات، مشككين في دقتها عند استخدامها على الأفراد.

ويُعرّف العمر البيولوجي بأنه المدة التي تعكس حالة الجسم الفسيولوجية بناءً على نشاط الخلايا والأنسجة والأعضاء، بخلاف العمر الزمني الذي يُحسب ببساطة بعدد السنوات منذ الولادة.

كيف تعمل هذه الاختبارات؟

بحسب حسن فالي، أستاذ علم الأوبئة في جامعة ديكين الأسترالية، فإن التقدم في السن يؤدي إلى انخفاض كفاءة الخلايا بفعل العمليات الكيميائية الحيوية، مثل النشاط الأيضي، وهو ما يعكسه العمر البيولوجي.
وأوضح في مقال نشره على موقع ذا كونفرسيشن، أن اختبارات العمر البيولوجي تعتمد على تحليل الحمض النووي وبيانات أخرى مثل مستوى المثيلة (Methylation)، وهي عملية تتغير بمرور الوقت وتُستخدم كمؤشر على التقدم في السن.

وتستعين هذه التحاليل بما يُعرف بـ”الساعات اللاجينية”، وهي أدوات بحثية تقيس التغيرات الجينية المرتبطة بالتقدم العمري، لتقدير مدى التدهور الخلوي الحاصل في الجسم.

ما الذي تقوله الدراسات؟

أظهرت عدة دراسات أن تقديرات العمر البيولوجي اللاجيني أكثر دقة من العمر الزمني في التنبؤ بمخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، بل وحتى الوفاة المبكرة.
وذكر فالي أن هذه الساعات اللاجينية تُعد "مؤشرات قوية” على الشيخوخة البيولوجية، مشيرًا إلى ارتباطها الواضح بالأمراض المرتبطة بالتقدم في العمر.

هل يمكن الوثوق بهذه النتائج؟

رغم ما سبق، يؤكد فالي أن استخدام هذه الاختبارات على مستوى الأفراد لا يزال يفتقر إلى الدقة الكافية.
وأشار إلى دراسة أُجريت عام 2022 كشفت أن نتائج اختبارات العمر البيولوجي قد تنحرف حتى تسع سنوات في الاتجاهين. على سبيل المثال، قد تُظهر عينة من شخص عمره 40 عامًا عمرًا بيولوجيًا يبلغ 35 سنة (ما يعد إيجابيًا)، أو 44 سنة (وهو ما قد يُثير القلق).

كما أضاف أن هناك تفاوتًا ملحوظًا في نتائج الاختبارات بين الشركات المختلفة، على الرغم من التحسينات التقنية التي أُدخلت مؤخرًا، مشيرًا إلى أن تكلفة هذه التحاليل قد تصل إلى 500 دولار.

وأوضح أن هذه الأدوات "تقدم لمحة عن الشيخوخة على المستوى الخلوي، لكنها لا تستطيع أن تجيب بدقة عمّا إذا كان الفرد يتقدم في العمر بسرعة، أو يتقدم فيه بشكل صحي”.

نصائح لتقليل خطر الشيخوخة المبكرة

بدلًا من الاعتماد الكامل على تلك التحاليل، ينصح الخبير الأسترالي باتباع خطوات عملية مثبتة لتحسين جودة الحياة وتقليل مخاطر التدهور الصحي، مثل:
اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن
ممارسة النشاط البدني بانتظام
الحصول على نوم كافٍ وعميق
تجنب التوتر المزمن والتدخين
تقوية العلاقات الاجتماعية والحفاظ على الروابط العائلية

في ظل الاهتمام المتزايد بمفاهيم الشيخوخة الصحية و”إطالة العمر الإنتاجي”، تبقى اختبارات العمر البيولوجي أداة مثيرة للاهتمام، لكنها تحتاج إلى مزيد من التطوير والدقة قبل أن تصبح معيارًا فرديًا يُعتمد عليه في تقييم الصحة والتخطيط للمستقبل.

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير