القبة نيوز - تشهد المملكة المغربية هذه الأيام موجة حرّ استثنائية، وفق ما أعلنت عنه المديرية العامة للأرصاد الجوية، التي أوضحت أن السبب يعود إلى منخفض صحراوي حار قادم من الجنوب، أدى إلى ارتفاع شديد في درجات الحرارة بعدد من مناطق البلاد.

وسُجّلت درجات حرارة تجاوزت المعدلات الفصلية بفوارق كبيرة، تراوحت بين 5 و18 درجة مئوية. ففي مدينة سيدي سليمان، بلغت الحرارة 45.4 درجة مئوية، أي أعلى من المعدل المعتاد بـ18 درجة، بينما سجلت الرباط-سلا 40.3 درجة (+16.3)، وبلغت الحرارة 38.5 درجة في إقليم النواصر، و34 درجة في الدار البيضاء.

كما سُجل ارتفاع واضح في درجات الحرارة الليلية، ما يشير إلى استمرار تأثير الكتلة الهوائية الساخنة حتى خلال الليل، وهو ما يزيد من الشعور بالإرهاق ويقلل من فرص التبريد الطبيعي للجسم.

وترجع هذه الظاهرة الجوية إلى ما يُعرف محلياً بـ”الشركي”، وهي ناتجة عن امتداد المنخفض الحراري الصحراوي نحو الشمال، مما يؤدي إلى صعود هواء جاف وحار من الصحراء الكبرى إلى معظم مناطق البلاد، بما في ذلك بعض المناطق الساحلية، حيث تفاقم الرطوبة العالية من الإحساس بالحرارة.

هذه الأجواء القاسية تثير مخاوف صحية متزايدة، خاصة لدى الفئات الهشة مثل الأطفال والمسنين، الذين يكونون أكثر عرضة للإصابة بالجفاف أو ضربات الشمس. وفي هذا السياق، حذّر الطبيب والباحث في السياسات الصحية، الدكتور الطيب حمضي، من خطورة هذه الموجة الحارة، مؤكداً أنها قد تتسبب في مضاعفات صحية خطيرة قد تصل إلى الوفاة إذا لم تُتخذ الإجراءات الوقائية اللازمة.

ونصح الدكتور حمضي بضرورة شرب الماء والسوائل بانتظام قبل الإحساس بالعطش، وتناول العصائر الطبيعية والشوربة والفواكه والخضروات، لتوفير الأملاح المعدنية الضرورية. كما شدد على ضرورة تجنب المشروبات المنبهة والسكرية، مثل القهوة والشاي.

وأشار الطبيب إلى أهمية تبريد الجسم باستمرار، خصوصاً لدى الفئات المعرضة للخطر، من خلال الاستحمام أو رش الماء على الجسم وتركه مبللاً أمام المروحة أو مصدر هواء. كما أوصى بإغلاق النوافذ خلال النهار وفتحها ليلاً لتجديد الهواء، إلى جانب استخدام المكيفات أو المراوح إذا توفرت، وارتداء ملابس خفيفة قطنية، وتجنب النشاط البدني خلال ساعات الذروة.

وختم الدكتور تحذيراته بالتأكيد على عدم ترك الأطفال أو المسنين داخل السيارات، وتجنب الخروج من المنزل خلال الفترة الممتدة من الساعة 11 صباحًا حتى 9 مساءً.