(أم إبراهيم) في باب الحارة .. رحيل الفنانة السورية فدوى محسن

القبة نيوز - نعت نقابة الفنانين السوريين، اليوم الاثنين، الفنانة فدوى محسن التي رحلت عن عمر يناهز 87 عاماً. وكانت محسن واحدة من أبرز الفنانات السوريات اللواتي ارتبطت أدوارهن في ذاكرة المشاهد السوري بحضور متنوع بين المسرح والتلفزيون. وُلدت فدوى محسن في مدينة دير الزور شرقي سورية، في أكتوبر/ تشرين الأول 1938، ونشأت في بيئة محافظة. دخلت الوسط الفني في ستينيات القرن الماضي، عبر تجاربها الأولى مع الفرق المسرحية الجوالة.
في عام 1975، انتقلت محسن إلى شاشة التلفزيون وانضمت بعد ذلك إلى نقابة الفنانين السوريين.
تميزت بأدوار متعددة، خاصة في تجسيد شخصية المرأة الشعبية والدمشقية البسيطة، ما جعلها خياراً مفضلاً للمخرجين، لا سيما في الأعمال الدرامية والتاريخية. تألقت في مسلسلات بارزة منها: "زمن البرغوث"، "عصر الجنون"، "قلوب صغيرة"، "ما ملكت أيمانكم"، "عودة غوار"، و"أبناء القهر"، والتي أضافت من خلالها حضوراً مميزاً ونكهة خاصة على الأعمال التي شاركت فيها. وشكّل مسلسل "طرابيش" عام 1992 نقطة بارزة في مسيرتها الفنية، تلته مشاركتها في مسلسل "دموع الأصايل" بعد عامين. كذلك شاركت في عدة أجزاء من مسلسل "باب الحارة" حيث جسدت شخصية "أم إبراهيم" التي أحبها الجمهور.
في السينما، ظهرت محسن في الفيلم السوري "أمينة" عام 2018، الذي عكس معاناة النساء في بيئات صعبة، وشاركت فيه إلى جانب الفنانة نادين خوري. رغم حضورها المؤثر، غابت في السنوات الأخيرة عن بعض المواسم الدرامية لأسباب صحية وشخصية. واتسمت طريقة أداء فدوى محسن بالبساطة والواقعية، بعيداً عن التكلف أو المبالغة، متبعة مدرسة التمثيل القديمة التي نشأت عليها. برعت في تجسيد أدوار الأم، الجدة، والمرأة الريفية، مع أداء قريب جداً من وجدان المشاهدين.
كما تنقلت بين الدراما التاريخية والكوميدية بإتقان، وتميزت بإتقان اللهجات المختلفة في أعمالها.
عبرت محسن في أحد لقاءاتها عن انتقادها واقع الدراما السورية، مشيرة إلى غياب النصوص الجيدة، وتوجه بعض الممثلين نحو الشهرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي على حساب الموهبة الحقيقية. وأكدت أن أصالة الفن تبقى الأساس لأي مشروع درامي ناجح. رغم تاريخها الفني الطويل، لم تحظَ فدوى محسن بالتقدير والتكريم اللائقين بمكانتها، لكنها تبقى واحدة من رائدات الفن السوري، ووجهاً من وجوه الدراما والذاكرة الشعبية التي جسدت نموذج المرأة السورية الأصيلة، مخلدةً ذكراها ببساطتها وحبها الكبير لمهنتها.