القبة نيوز-إنها لحظة الحسم بالنسبة لآينتراخت فرانكفورت في مواجهة إياب ربع نهائي الدوري الأوروبي أمام فريق توتنهام مساء اليوم.
وهناك خمسة أسباب تعزز فرص النسور الألمانية، في تجاوز منافسهم اللندني والتأهل إلى المربع الذهبي للبطولة.
النسور تحلق عاليا
رغم بعض العثرات هنا وهناك هذا الموسم، إلا أن آينتراخت فرانكفورت يعيش موسماً تاريخياً بكل المقاييس. رجال المدرب دينو توبمولر ينافسون بقوة على أحد المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا في البوندسليجا، وظلوا طوال أغلب فترات الموسم قريبين من بايرن ميونيخ وباير ليفركوزن في سلم الترتيب.
من أبرز إنجازاتهم هذا الموسم سلسلة من 7 مباريات دون هزيمة مع بداية العام 2024 -وهي سابقة لم تحدث في عهد المدرب الحالي- إضافة إلى تسجيل 55 هدفًا في الدوري حتى الآن، وهو ثالث أعلى معدل تهديفي في البوندسليجا بعد مرور 28 جولة. كما أنهم تجاوزوا عدد انتصاراتهم في الدوري مقارنة بكامل موسم 2023-2024.
هذا الزخم انعكس في تعادلهم الإيجابي 1-1 في مباراة الذهاب في لندن. وبينما يمتلك فرانكفورت فرصًا قوية للتأهل إلى دوري الأبطال من بوابة الدوري المحلي، فإن توتنهام -الذي يحتل المركز 14 في البريميرليج بعد 31 مباراة- يخوض المواجهة تحت ضغط كبير، إذ يعد الفوز بالدوري الأوروبي فرصته الوحيدة للظهور الأوروبي الموسم المقبل.
الشباب المتألق
يمتلك فرانكفورت مجموعة شابة مفعمة بالحيوية تعد من الأكثر إثارة في أوروبا حالياً، ويبرهن نجوم الفريق الشبان بالأرقام على مكانتهم. من بين أبرز الأسماء المدافعين الدوليين تحت 21 عامًا ناثانييل براون ونامدي كولينز، ولاعب الوسط الموهوب كان أوزون، والمهاجم إليي واهي، والهداف هوجو إيكيتيكي -صاحب الهدف الرائع في لندن- يتمتع الفريق بمواهب متفجرة في جميع الخطوط.
فرانكفورت يعد من أفضل فرق أوروبا من حيث التحول والارتداد السريع، ويأمل المدرب توبمولر أن يكرر مشهد إرباك توتنهام بالهجمات المرتدة في لقاء الإياب بألمانيا.
ومن بين 29 هدفًا للفريق، هز 10 لاعبين تحت سن 23 عامًا الشباك، ولا يتفوق على فرانكفورت في هذا الجانب سوى فريق ستراسبورج الفرنسي في الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى. كما يعد إيكيتيكي من الأعلى في الدوري الألماني من حيث "الأهداف المتوقعة"، فيما نجح كان أوزون، بعمر 19 عاماً و4 أشهر، في تسجيل هدفه الرابع في البوندسليجا، ليعيد للأذهان الرقم التاريخي الذي حققه فالتر بيشتولد بالموسم 1965-1966 عندما سجل 6 أهداف في 17 مباراة فقط بعمر 18 سنة.
أما الحارس كاوا سانتوس، فقد أتم عامه الـ22 بعد يوم من لقاء الذهاب، وواصل تألقه اللافت في غياب الحارس الأساسي كيفن تراب، حيث قدم سلسلة من التصديات المذهلة أمام توتنهام، وصفها أسطورة الكرة الألمانية لوثار ماثايوس بأنها "عالمية المستوى".
"سوبر ماريو"
النجم الألماني الفائز بكأس العالم، ماريو جوتزه، ما يزال يواصل تقديم المستويات الرفيعة في وسط ميدان آينتراخت رغم خوضه أكثر من 300 مباراة في البوندسليجا و120 لقاء في المنافسات الأوروبية. صاحب الـ32 عامًا سجل هدفين رائعين في فوز فرانكفورت 4-1 على أياكس في إياب دور الـ16، ليثبت أن موهبته ورؤيته ما تزالان من الأعلى مستوى على الساحة القارية.
جوتزه شارك هذا الموسم في ستة مراكز مختلفة مع فرانكفورت، ما يبرز مرونته التكتيكية، كما أسهم بـ8 أهداف خلال 33 مباراة في جميع البطولات هذا الموسم. وسيكون أحد العناصر التي على توتنهام الحذر منها، إذ ما يزال قادراً على قلب الموازين في أي لحظة بلمحة فنية أو تمريرة حاسمة.
خبرة النهائيات
صحيح أن توتنهام سبق له التتويج بلقب كأس الاتحاد الأوروبي مرتين (آخرها في 1984)، لكن فرانكفورت حقق لقبه الثاني في هذه البطولة مؤخرًا العام 2022، عندما تغلب على رينجرز الأسكتلندي بركلات الترجيح في النهائي الذي أقيم في إشبيلية.
العديد من اللاعبين الذين أسهموا في هذا الإنجاز ما يزالون ضمن تشكيلة الفريق الحالي، وهذه الخبرة القارية قد تمنح الفريق الألماني أفضلية معنوية وفنية في مواجهة صعبة أمام "السبيرز".
وقال الحارس تراب بعد الفوز بالنهائي: "بالنسبة لنا، لفرانكفورت، للمنطقة كلها -ولألمانيا أيضًا- كان هذا الإنجاز رائعاً. لقد كانت أكثر تجربة مكثفة في حياتنا".
وأضاف أنسجار كناوف، أحد عناصر الفريق الحالية وصاحب دور مؤثر في التتويج: "كنا نعلم أن تراب سيتصدى، والمشجعون كانوا يعرفون ذلك أيضاً. لقد فعلناها -إنه أمر لا يصدق".
كذلك، ما يزال الثلاثي تيوتا، الحارس البديل ينز جرال، والدولي الأميركي السابق تيموثي تشاندلر، ضمن قائمة فرانكفورت بعد مشاركتهم في ملحمة 2022.
أفضلية الأرض في الإياب
أحد أبرز العوامل التي تصب في مصلحة فرانكفورت، هو خوض مباراة الإياب على ملعبه "دويتشه بانك بارك"، وهو الملعب الذي شهد فوزه العريض على أياكس في دور الـ16، ليحقق الفريق 4 انتصارات وتعادلاً واحدًا على أرضه حتى الآن في هذه النسخة من الدوري الأوروبي. ومع سجل خالٍ من الهزائم على ملعبه و11 هدفًا في البطولة هذا الموسم، فإن فرانكفورت -الذي يعد أيضًا من أقوى فرق البوندسليجا على ملعبه هذا الموسم- يبدو في موقع مثالي لتحقيق التأهل بعد نتيجة الذهاب الإيجابية في لندن.
وإذا ما وصلت المواجهة إلى لحظات الحسم، فإن جماهير فرانكفورت الحماسية قد تكون العامل الحاسم لدفع فريقها إلى نصف النهائي.