نجاة أطفال رضع من بطش الاحتلال.. عائلة الحطاب مثال حي على الإبادة

القبة نيوز- عادت إسرائيل لتستكمل حربها على قطاع غزة بشنها غارات جوية مكثفة على مختلف مناطق القطاع، مستهدفة منازل سكنية من دون سابق إنذار، مما أدى إلى محو عائلات بأكملها من السجل المدني، وفقًا لجهاز الدفاع المدني.
وكانت عائلة الحطاب، التي استعدت لتناول وجبة السحور، فجر الأربعاء، من بين العائلات التي استشهد منها 28 فردًا بفعل صواريخ الاحتلال، في حين لا يزال هناك أفراد من العائلة تحت الأنقاض، في ظل انعدام الإمكانيات اللازمة لانتشالهم.
رضيعة واحدة ناجية
وقال صباح ثابت، جار العائلة بشأن ما حدث إنهم نهضوا من نومهم قرابة الثانية فجرًا على صوت انفجار ليجدوا أن الاستهداف كان على منزل آل الحطاب وأنهم عثروا على جثامين وأشلاء في حين لا يوجد دفاع مدني يقوم بإنقاذ البقية.
هذا في حين حالف الحظ سمية الحطاب، الشابة الثلاثينية التي نجت من القصف المباغت لقوات الاحتلال، والذي لم يترك لها الوقت لاستيعاب الكارثة التي حلت عليها، والمتمثلة باستشهاد والديها وأشقائها وأعمامها وجدتها.
وشرعت سمية تبحث والدموع تنهمر من عينيها بين الأنقاض عن أي شيء يربطها بأفراد أسرتها، الذين رحلوا فجأة.
وحشية الاحتلال الإسرائيلي
وقد خلّفت مجزرة عائلة حطاب تفاعلًا كبيرًا على وسائل التواصل الاجتماعي.
فقال صانع المحتوى عبود جامع: "في حي الصبرة، لم يكن الليل قد أسدل ستاره، بعد حين اخترقت السماء ألسنة النار، تصاحبها أصوات انفجارات مزقت السكون. منزل عائلة الحطاب، الذي كان رغم الحصار والدمار لا يزال يحتضن بقايا حياة، أصبح كومة من الركام. خمسة طوابق انهارت دفعة واحدة، كما لو أن الأرض ابتلعته في لحظة انتقامية لا تفسير لها سوى وحشية الاحتلال".
أمّا أحمد الحطاب فكتب: "كم هو مرعب مصطلح "تحت الأنقاض"، تحكم على نفسك بالبقاء في حالة استعداد على مدار الوقت قلبك بركان، وعقلك يسبح في فلك التفكير. لسانك عداد أسئلة، تسأل نفسك ما هو حال من هم تحت الأنقاض. أنا أشعر بقلب كل من لديه أهل وأحبة تحت الأنقاض".
وكتبت لارا عدس: "العالم ينظر إلينا ونحن نموت بهدوء وصمت".
ومنزل عائلة حطاب ليس سوى مثالًا واحدًا على مجازر الاحتلال المتكررة والوحشية بحق الفلسطينيين. وكانت الطفلة آيلا أسامة الدقة التي لم تكمل شهرها الأول في هذا العالم، الناجية الوحيدة من عائلتها.
ونجت آيلا من قصف الاحتلال منزل عائلتها، في حين لقيت والدتها ووالدها وشقيقها، بالإضافة إلى عائلة أخرى تضم أبا وسبعة من أبنائه، حتفهم.
وآيلا التي لم يتضح حتى اللحظة من الذي سيتولى أمرها، ولدت أثناء وقف إطلاق النار الذي كان يأمل كثير من الفلسطينيين في غزة أن يمثل نهاية الحرب التي دمرت القطاع، وأسفرت عن استشهاد عشرات الآلاف وتشريد كل سكانه تقريبًا.