في الدراسة، قام الباحثون بتدريب الفئران على مهام متنوعة، مثل جمع المياه أو الحصول على مكافآت من البسكويت داخل متاهة. وتم تركيب أقطاب كهربائية لقياس النشاط الدماغي، إضافة إلى استخدام كاميرات لتتبع تغيرات حدقة العين أثناء تعلم المهام وخلال النوم. وأظهرت النتائج أن الذكريات الجديدة يتم تعزيزها عندما تنقبض حدقة العين خلال مرحلة محددة من النوم غير المرتبط بحركة العين السريعة (NREM)، بينما تُستعاد الذكريات القديمة عندما تتسع حدقة العين.

وشرح الباحثون أن هذه الديناميكية، المتعلقة بحركة العين أثناء النوم، تلعب دورًا أساسيًا في منع النسيان الكارثي، حيث يُعاد ترسيخ الذكريات الجديدة دون التأثير على الذكريات القديمة، ما يضمن استقرار المعلومات وتجنب التداخل بينها.

وقالت أزاهارا أوليفا، إحدى الباحثات المشاركات في الدراسة، إن هذه العملية تحدث خلال مرحلة قصيرة جدًا لا تتجاوز 100 ميلي ثانية أثناء النوم، مما يجعل من الصعب رصدها عند البشر. وأضافت أن الدماغ يتنقل بين ترسيخ التعلم الجديد والحفاظ على المعرفة القديمة طوال فترة النوم، مما يحمي الذاكرة من التشويش.

كما كشفت الدراسة أن بنية النوم لدى الفئران أكثر تعقيدًا وتشابهًا مع مراحل النوم لدى البشر مما كان يعتقد سابقًا، وهو ما يعزز فهمنا للعلاقة بين النوم والذاكرة.

ويأمل الفريق البحثي أن تساهم هذه النتائج في تطوير تقنيات تعزز تحسين الذاكرة البشرية. كما يمكن لهذه الدراسة أن تمهد الطريق لتطوير أنظمة ذكاء اصطناعي أكثر كفاءة، من خلال محاكاة العمليات العصبية المتعلقة بالذاكرة.

تم نشر نتائج الدراسة في مجلة نيتشر.