facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

من قلب الصحراء القاسية.. عبدالعزيز الشلاحي يقدم "هوبال" برؤية جديدة لحياة البدو

من قلب الصحراء القاسية.. عبدالعزيز الشلاحي يقدم هوبال برؤية جديدة لحياة البدو
القبة نيوز - في عالم السينما، تشكل التجارب السابقة للمخرجين ركيزة أساسية لصقل مواهبهم وتطوير إبداعاتهم. المخرج عبدالعزيز الشلاحي يأخذنا في رحلة فنية عبر فيلمه الجديد "هوبال"، مستلهمًا من حياته وتجربته الشخصية رؤية مغايرة عن الحياة البدوية. "هوبال" ليس مجرد فيلم، بل نافذة تفتح على عوالم البادية بعيدًا عن الصور النمطية، لتسرد قصصًا واقعية تحمل أبعادًا إنسانية عميقة.

رحلة التعلم والإبداع

في حوار مع "العربية.نت"، يقول الشلاحي: "كل فيلم قدمته كان درسًا جديدًا وتجربة أضافت الكثير لمشواري كمخرج، علمتني التعامل مع القصص المتنوعة وإدارة الفرق بمرونة رغم ضغوط الإنتاج. هذه التجارب كانت الخطوة الأولى التي مهدت الطريق أمامي لإخراج مشروع ضخم مثل "هوبال"."

وأضاف: "هذا الفيلم كان تحديًا حقيقيًا، بدءًا من العمل مع طاقم كبير يضم ممثلين مخضرمين وأطفالًا وحيوانات، وصولًا إلى التصوير في بيئات صحراوية ذات ظروف مناخية متقلبة. هذه التحديات لم تكن سهلة، لكنها كانت ممكنة بفضل الخبرات التي اكتسبتها من أعمالي السابقة."

ولادة الفكرة

وعن فكرة الفيلم، أوضح الشلاحي أنها انبثقت من جلسة جمعت بينه وبين الكاتب **مفرج المجفل** خلال جائحة كورونا، حيث تحدثا عن مشاريع مستقبلية. يقول: "كنت أرغب في تقديم فيلم يتناول حياة البادية بشكل مختلف عن السائد. استلهمت الفكرة من زياراتي لجدي الذي عاش في البادية، ومن القصص التي سمعتها عن تلك الحياة."

اختيار الطاقم

اختيار الممثلين كان محطة رئيسية في صناعة "هوبال". يؤكد الشلاحي: "بحثت عن ممثلين يعكسون روح الشخصيات بصدق ويتفاعلون مع بيئة الفيلم. الفنان إبراهيم الحساوي جسد دور الجد ليّام، بشخصية تجمع بين القوة والحنان. أما ميلا الزهراني ومشعل المطيري، فتم اختيارهما لدوري سرّا وشنار لقدراتهما على تقديم أدوار تحمل تعقيدات عاطفية."

ويضيف: "اختيار الأطفال كان من التحديات الكبرى، حيث عملنا على تدريبهم وتأهيلهم ليظهروا طبيعيين وعفويين أمام الكاميرا. أما الحيوانات، فكانت جزءًا من القصة، وتطلبت العمل مع فريق متخصص لضمان سلامتها وانسجامها مع الممثلين."

مواقع التصوير

تم تصوير "هوبال" في مواقع متنوعة داخل المملكة. أبرزها صحراء "بجدة" في نيوم، التي أضافت بُعدًا بصريًا مذهلًا للمشاهد. كما جرى التصوير في مناطق مثل "رماح" و"شوية"، حيث قدمت تلك المواقع أجواءً تعكس البادية الواقعية وتحاكي فترة التسعينيات.

موضوعات الفيلم

يتناول "هوبال" موضوعات اجتماعية عدة، أبرزها العزلة التي فرضها الجد ليّام على عائلته بعد حرب الخليج الثانية، في محاولة لحمايتهم من التغيرات الخارجية. كما يسلط الفيلم الضوء على العلاقات الأسرية المعقدة، حيث تصطدم سلطة الجد الصارمة برغبة الأفراد في اتخاذ قراراتهم الخاصة.

ومن الموضوعات المثيرة التي يتناولها الفيلم، فكرة "علامات الساعة" والخوف الجماعي من النهاية، حيث يعكس ذلك من خلال تقديم قصة إنسانية تتمحور حول مشاعر القلق والبحث عن الأمان.

تجربة ثقافية فريدة

يشير الشلاحي إلى أن التعاون مع الفرق المحلية كان تجربة استثنائية، قائلاً: "المجتمعات المحلية ساهمت في تعزيز روح العمل الجماعي. تلقينا دعمًا كبيرًا من أهل المناطق التي صورنا فيها، مما أضاف أبعادًا ثقافية غنية للفيلم."

رسالة "هوبال"

يختم الشلاحي حديثه قائلاً: "أردنا تقديم شخصيات يراها الجمهور مرآة له، والتقاط تفاصيل دقيقة لحياة البادية بطريقة لم تُعرض من قبل. نأمل أن يعيش المشاهدون تجربة "هوبال" بصدق وعمق، ويتواصلوا مع شخصياته وقصصه الإنسانية."
تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير