facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

التكنولوجيا وألعاب الفيديو: تطور على خط متوازي

التكنولوجيا وألعاب الفيديو: تطور على خط متوازي
القبة نيوز- "Tennis for Two" هي أولى ألعاب الفيديو ظهرت على أجهزة الذبذبات،  طورت داخل مختبر عسكري سنة 1958 قبل أن تعاد صياغتها و تطويرها لتصبح ترفيهية بحتة .

نحن اليوم بعيدون كل البعد عن المفهوم التقليدي لألعاب الفيديو لكونها مجرد شكل من أشكال الترفيه، فقد تولت الصناعة الثقافية الريادة عالميا  بفضل الابتكار المستمر في التجارب المقدمة للاعبين.

استقطب مستقبل الألعاب اهتمام رجال الأعمال والمستثمرين مطوري الألعاب، مما جعله صناعة قائمة بحد ذاتها.

في 2021 مثلا،السنة التي أجبرت جائحة كورونا العالم على المكوث في البيت. زادت الإيرادات السنوية لتطبيقات الألعاب التقنية بنسبة 4.4%، محققة بذلك أكثر من 180.3 مليار دولار أمريكي.

ومع تزايد التجارب الشاملة والغامرة والتفاعلية في قطاع ما فتئ حجمه يتضاعف ،وجب علينا التطرق لبعض تقنيات الألعاب المستقبلية المذهلة التي ستحكم العالم في عام 2024 وما بعده.

 

التطورات التكنولوجية في خدمة تجارب الألعاب

 

الارتباط وثيق بين ألعاب الفيديو والتقدم التكنولوجي. فالجيل الأخير من أجهزة الألعاب وأجهزة الكمبيوتر عالية الأداء، توحي بالتطوير الكبير في البرمجيات، محركات الألعاب و خوارزميات الذكاء الاصطناعي.

متطلبات اللاعبين في مجال "الواقعية "والاتصال وأشكال اللعب الجديدة هي التي تقوم بدفع حدود التكنولوجيا. وسواء من خلال تطوير الواقع الافتراضي و المعزز، أو الشبكات فائقة السرعة المخصصة للألعاب متعددة اللاعبين ،أو الواجهات البديهية، فإن ألعاب الفيديو تؤثر على التطور التكنولوجي وتسرّع من وتيرة تقدمه.

أجهزة متطورة

منذ عهد Atari 2600 وصولا إلى PlayStation 5 و Xbox Series X حدثت ثورة في وحدات تحكم الألعاب، جلب معها كل جيل من وحدات التحكمد نصيبه من الابتكارات. هده الأخيرة طورت الرسومات إلى رسومات واقعية بشكل أفضل، وقلصت في أوقات تحميل.

 

تضاعفت قوة أداء أجهزة الكمبيوتر الشخصية للألعاب أيضاً، بطاقات الرسومات والمعالجات والأجهزة الطرفية. تعرض بطاقات الرسومات الحديثة، مثل بطاقات Nvidia وAMD، الرسومات في الوقت الحقيقي باستخدام تقنيات متطورة كتقنية "ray tracing" ، التي تحاكي طريقة تفاعل الضوء مع الأجسام بواقعية كبيرة.

 

ضف إلى ذلك تطور الأجهزة الطرفية المستخدمة في الألعاب مثل الفأرة، لوحات المفاتيح، أذرع التحكم، والشاشات عالية الدقة. لتحقيق تجربة أكثر غمورا واستجابة.

 

برمجيات عالية الدقة

 

جاءت محركات الألعاب مثل Unreal Engine، Frostbite و Unity لتحدث ثورة في طريقة تطوير الألعاب. بموارد أقل ووقت أقل، مكنت هذه الأدوات التقنية المطورين من إنشاء بيئات منفصلة وغامرة للمستخدم. وتتضمن محركات الألعاب المطورة حديثا ميزات متقدمة، مثل المحاكاة الفيزيائية وتأثيرات الجسيمات والذكاء الاصطناعي المدمج.

 

إدماج الذكاء الاصطناعي في ألعاب الفيديو

 

عرفت صناعة ألعاب الفيديو بكونها "استباقية" ألأنها أدمجت و طبقت تقنيات جديدة مثل metaverse وWeb3. و كذلك أثر الذكاء الاصطناعي عليها، بدءًا من اللعاب " البيكسل" الأولى إلى الألعاب الحديثة الواقعية للغاية. ولكننا اليوم مع النمو المتسارع للذكاء الاصطناعي، يتطلع العديد من مطوري الألعاب إلى تسريع اعتماد هذه التكنولوجيا في تصميم الألعاب.

 

فيما يلي سوف نتعرف على الجوانب التي استخدم فيها الذكاء الاصطناعي في ألعاب الفيديو

 

الشخصيات غير القابلة للعب (NPCs): تعتبر ال NPCs نموذج نمطي لاستخدام الذكاء الاصطناعي في ألعاب الفيديو. هي شخصيات تعج بها العوالم الافتراضية، يتفاعلون مع اللاعبين و فيما بينهم وكذلك مع المواقف المختلفة بصورة واقعية. يشاركون في "النزال" بطرق متنوعة، ينتقلون في البيئة و يجرون محادثات بفضل خوارزميات الذكاء الاصطناعي.

 

أنظمة الألعاب التكيفية: يستخدم الذكاء الاصطناعي للتكيف مع أسلوب كل لاعب في اللعب. في ألعاب التصويب أو الألعاب الاستراتيجية مثلا، يمكن للذكاء الاصطناعي تعديل الصعوبة لتتوافق مع أداء اللاعب، ما يجعل من اللعبة تجربة متوازنة مع مستوى اللاعبين و أكثر جاذبية. يمكن أن يظهر التكيف في اللعبة إما على شكل موارد معدلة، أعداء أكثر ذكاءً أو تحديات أكثر تعقيدًا.

 

محركات القرار: هي محركات الألعاب الذكية تقوم بإنشاء سيناريوهات ديناميكية متنوعة. في ألعاب تقمص الأدوار مثلا، تستخدم أنظمة الذكاء الاصطناعي لإنشاء مهام عشوائية أو حوار ضمن السياق بناءً على اختيارات اللاعب. مما يجعل من اللعبة تجربة فريدة من نوعها في كل مرة.

 

التعلم الآلي: بعض الألعاب تتضمن تقنيات ال Machine Learning لتحسين أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها. في الألعاب الاستراتيجية تستعمل هذه الأنظمة لتطوير استراتيجيات مضادة أكثر فعالية عبر تحليل استراتيجيات اللاعبين. وتستعمل نفس التقنيات في الألعاب الرياضية بهدف تحسين سلوك الخصوم الذي يتحكم به الذكاء الاصطناعي.

 

التوليد الإجرائي: غالبًا ما يُستخدم الذكاء الاصطناعي في التوليد الإجرائي للمحتوى، مثل المستويات أو المناظر الطبيعية أو حتى المهام. مما يقتصد في قدر عمل المطورين اليدوي و إنشاء بيئات ألعاب واسعة ومتنوعة في آن واحد. تستخدم Minecraft أو No Man's Sky هذه الخوارزميات لتوليد عوالم تقريبا لا نهائية ومتنوعة.

 

الواقع الافتراضي والواقع المعزز و شبكات الاتصال

 

الواقع الافتراضي

استفادت ألعاب الفيديو من الابتكار في مجالي الواقع الافتراضي و المعزز. حيث استثمر الواقع الافتراضي في الأجهزة والبرمجيات لخلق تجارب غامرة. يتيح استخدام سماعات الرأس مثل Oculus Rift وHTC Vive وPlayStation VR الاستمتاع بتجارب ألعاب حيث يمكن للاعبين الانغماس "كُليًا" في عوالم افتراضية. تفعل هذه الأجهزة بواسطة تقنيات متطورة لتتبع الحركة وعرض الرسومات وتقليل زمن الاستجابة.

 

الواقع المعزز

اشتهرت تقنية الواقع المعزز عبر لعبة Pokémon GO، تستخدم تقنيات الكاميرا و تحديد الموقع الجغرافي لتركيب عناصر افتراضية على العالم الحقيقي. وهذا ما جعل الآفاق مفتوحة ليس في مجال الألعاب فقط، وكذلك امكانية استغلال تطبيق الواقع المعزز في مجالات مثل الطب والتعليم والتدريب المهني.

 

الشبكات والاتصال

دفعت الألعاب متعددة اللاعبين على الإنترنت (MMOs) حدود البنى التحتية للشبكة. أدت الحاجة إلى استيعاب آلاف اللاعبين المتفاعلين في الوقت الفعلي إلى تطوير تقنيات شبكات متقدمة وخوادم أكثر قوة.

 

أظهرت تقنيات شبكات النظير إلى النظير وخدمات الألعاب السحابية، مثل Google Stadia وNvidia GeForce Now، مدى تأثير ألعاب الفيديو على البنى التحتية للإنترنت. تتيح هذه التقنيات إمكانية تجريب العاب عالية الجودة عبر البث المباشر، مستغنين بذلك عن الأجهزة باهظة الثمن والاعتماد على اتصال سريع ومستقر بالإنترنت.

 

ثورة التكنولوجيا الجديدة في كازينوهات الانترنت

 

أحدثت التكنولوجيا الجديدة ثورة في العديد من القطاعات، من بينها كازينوهات الانترنت. فبفضل التقدم التكنولوجي، تدخل صناعة القمار حقبة جديدة انتقلت فيها إثارة البلاك جاك و الروليت، وماكينات السلوت من الكازينوهات الواقعية إلى منصات الإنترنت. تحسين تجربة المستخدم، وزيادة الأمان، وتقديم أشكال جديدة من الترفيه تعد من تحديات التكنولوجيا في عالم الكازينو . سنتعرف على طرق مساهمة هذه الابتكارات في تغيير هذه الصناعة.

تحقيق الخصوصية والأمان مع الذكاء الاصطناعي

يعتبر الذكاء الاصطناعي أحد أكثر التقنيات أهمية للكازينوعلى الإنترنت. حيث يحلل الذكاء الاصطناعي سلوك اللاعبين وتفضيلاتهم و يضفي بذلك طابعا شخصيا على تجربة اللعب. تستطيع منصات الألعاب اقتراح ألعاب حسب أذواق المستخدمين، و الترويج المستهدف، وحتى الحفاظ على اهتمام اللاعبين من خلال تعديل صعوبة الألعاب في الوقت الفعلي.

 

ساهم الذكاء الاصطناعي أيضاً في تعزيز أمن منصات الكازينو على الإنترنت. إذ أن الخوارزميات لديها إمكانية اكتشاف السلوك المشبوه ومنع الاحتيال.موفرا بذلك بيئة لعب أكثر أماناً للمستخدمين.

انغماس كلي مع الواقع الافتراضي والمعزز

يتوقع ان يحدث الواقع الافتراضي والواقع المعزز ثورة في كازينوهات الانترنت. بتوفير بيئة اللعب بطريقة واقعية، يتيح الواقع الافتراضي للاعبين الانغماس في عالم غامر و تفاعلي تماماً. معيدا بذلك رسم معالم اللعب على الانترنت.

 

يوفر الواقع المعزز تجربة لعب هجينة بتركيب عناصر الواقع الافتراضي على العالم الحقيقي. باستخدام نظارات خاصة أو عبر تطبيق على الهاتف، يستطيع المستخدم اللعب على ماكينة سلوت افتراضية أو استغلالأوقات الربح في Crazy Time مباشرةً من بيته.

تكنولوجيا البلوكشين لدعم الأمان والشفافية

يرتبط دكر الكازينو عبر الإنترنت بذكر أمان المعاملات وشفافيتها، فهي من أهم انشغالات اللاعبين ومشغلي كازينوهات الانترنت على السواء. تبنت عديد المؤسسات تكنولوجيا البلوكشين بغرض تأمين معاملاتها ، التحقق من نزاهة الألعاب،وضمان سلامة البيانات.

عزز البلوكشين شعور المستخدمين بثقة أكبر في الألعاب التي يشاركون بها. تسجل كل معاملة بصفة دائمة، مما جعل محاولات الاحتيال أو التلاعب شبه مستحيلة.كما تتيح التقنية إمكانية التحقق من نتائج الألعاب بشكل مستقل، مما يضمن التزام صارم بالقواعد وتقديم نتائج عادلة.

تضمن تكنولوجيا البلوكشين الأمن والخصوصية فيما يخص المعاملات المالية،حيث تتيح الدفع باستخدام العملات المشفرة. جعلت هده تكنولوجيا من المعاملات سريعة وآمنة ومجهولة الهوية، مما يجعل الكازينو عبر الإنترنت يتميز بالشفافية و يضمن ثقة اللاعبين.

ساهم استخدام العقود الذكية لأتمتة عمليات الدفع وتوزيع الأرباح، في التقليل من خطر الخطأ البشري و زاد من كفاءة المعاملات. كسبت شفافية الكازينو اللاعبين و الرقابة و حسنت التنظيم والإشراف.

في النهاية لم تترك التكنولوجيا المتطورة ميدانا إلا و قد غيرته، و تأثيرها عميقا ومتعدد الأبعاد. فقد حولت الأجهزة والبرمجيات المتطورة تجارب اللعب، مما جعل التجربة داخل العالم الافتراضي أكثر انغماسية والتفاعلية واقعية. وكذلك في عالم كازينو الإنترنت، من الواقع المعزز و الافتراضي إلى تقنية البلوكشين و تبني العملات الرقمية، أصبحت التجربة في الكازينو الرقمي أكثر إثارة وأمنا و خصوصية . غيرت التكنولوجيا الحديثة مشهد عالم الترفيه بامتياز، وأصبح هذا الأخير بدوره أداةً قوية لتعزيز التقدم التكنولوجي وإحداث التغيير في المجتمع. فهل ترانا في نهاية التطور التكنولوجي و سنشهد ركوده قريب؟ أم ما هي إلا البداية في مسار لا يزال طويلا و نهايته لاتزال بعيدة ؟

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير