مجزرة عائلة العروقي .. ناجٍ وحيد وأحزان تحرمه النوم
القبة نيوز- في كل مرة تنفذ فيها قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفًا لمنزل على رؤوس ساكنيه، تترك مآسٍ لا حدّ لها، فتارة تمسح العائلة من السجل المدني، وتارة أخرى يرتقي البعض ويصاب آخرون، ولكن المأساة الكبرى عند يستشهد الجميع وينجو فرد واحد من الأسرة.
مساء الأربعاء الماضي، قصفت طائرات الاحتلال منزلا لعائلة العروقي في منطقة أبو إسكندر في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة على رؤوس ساكنيه. أسفر ذلك عن استشهاد 25 من سكانه، بينهم أطفال، وكان الشاب محمد يوسف العروقي، الناجي الوحيد من المجزرة
بعد عدة أيام من تلك المجزرة لا يزال محمد عاجزاً عن فعل أي شيء لإنقاذ وانتشال جثامين العشرات من أقاربه الذين علقوا تحت ركام منزل العائلة المكون من أربعة طوابق.
ورغم غياب أي مؤشرات على وجود أحياء في المنزل الواقع بين حي الشيخ رضوان وبلدة جباليا النزلة، شمال قطاع غزة، إلا أن العروقي يأمل بأن يخرج أحد أفراد الأسرة على الأقل حياً يواسيه في حزنه، ويكون عوناً وشريكاً له في إعادة إحياء العائلة مرة أخرى.
يستذكر العروقي بأسى ما حصل مشيرًا إلى أنه استفاق في الساعة السابعة من مساء الأربعاء الماضي، من غيبوبة دامت لنحو نصف ساعة في عيادة الشيخ رضوان ليخبره بعد ذلك أصدقاؤه وجيرانه بأنه الناجي الوحيد من بين أفراد أسرته، بعد أن دمرت طائرات الاحتلال المنزل المكون من 4 طوابق، وفق تصريحات نقلتها صحيفة الأيام المحلية.
وقال أحد الذين أنقذوا محمد، إنهم وفور قصف المنزل وانهياره صعد برفقة عدد من المواطنين والشباب أعلى المنزل لتفقده ليجدوا محمد وقد أغمي عليه بعد إصابته بجروح ورضوض، وأنزلوه على الفور بصعوبة من خلال بيت مجاور، ومن ثم نقل في سيارة إسعاف إلى عيادة الشيخ رضوان القريبة.
وأشار المنقذ ذاته إلى أنهم عثروا إلى جانب محمد على جثامين ثلاثة شهداء في الطابق الرابع، فيما استشهد جميع من كانوا داخل الطوابق الثلاثة الأولى ويقدر عددهم بـ25 مواطناً، غالبيتهم من النساء والأطفال، وينتمون جميعهم لعائلة ممتدة.
ووفق المكتب الإعلامي الحكومي؛ فإن (1369) عائلة فلسطينية قتل الاحتلال جميع أفرادها ومسحها من السجل المدني، وهناك 1364 أسرة قتل الاحتلال جميع أفرادها باستثناء فرد واحد فقط.
ووفق العروقي؛ فإن عمليات الإنقاذ التي يقودها بعض الجيران وبعض أفراد العائلة ممن يسكنون في منازل مجاورة، تواجه عقبات وصعوبات كبيرة بسبب انهيار كل المبنى، وعدم امتلاكهم الأدوات والمعدات اللازمة لإنقاذهم.
ولم يكف العروقي، وهو أعزب، عن البكاء على والدته وأشقائه وشقيقاته وأبنائهم، مؤكداً أن قصف المنزل تم بعد تناول الجميع طعام العشاء.
ويرفض العروقي الاستجابة لنصائح أصدقائه وجيرانه بأخذ قسط من الراحلة من أجل التئام جروحه وعلاج الرضوض التي تعرض لها.
وقال، إنه لم يذق طعماً للنوم خلال اليومين الماضيين بسبب الأوجاع الشديدة التي يشعر بها، عدا حزنه العميق على رحيل جميع أفراد أسرته وبقائه وحيداً.
وعُرف من شهداء مجزرة منزل عائلة العروقي وبعض من المنازل المجاورة في منطقة أبو إسكندر شمال غرب مدينة غزة: جهاد محمد العروقي وزوجته، وأبنائهما أحمد وسليمان ومحمود ويوسف محمد العروقي وزوجته وابنتهما سهر وآية آية سليمان العروقي وشقيقها محمود وسجى جهاد العروقي و5 أطفال تقل أعمارهم عن 10 سنوات، بالإضافة إلى 4شهداء شهداء من البيوت المجاورة لهم من عائلتي “أبو طاحون” ، “الدواوسة”.