القبة نيوز - في العقود الأخيرة، تراجع كبير في قيمة الدولار الأمريكي مقارنة بالذهب أدى إلى تحولات جذرية في مفاهيم الثروة والقيمة. في أوائل السبعينيات، كان من المستحيل تقريبًا أن يتخيل أحد أن الذهب قد يصبح أخف وزناً وأكثر قيمة من الدولار، لكن الواقع اليوم يقترب من هذا السيناريو. فمقابل مليون دولار من فئة 100 دولار، الذي يزن حوالي 10 كيلوجرامات، كان في عام 1970 وزن نفس القيمة من الذهب يصل إلى 780 كيلوجرامًا. حينها، كان سعر الأونصة الواحدة حوالي 40 دولارًا، مما يعني أن التعامل بالذهب كان مكلفًا ومربكًا من ناحية النقل.

إلا أن اليوم، ومع الارتفاع الهائل في أسعار الذهب، تغيرت المعادلة بشكل لافت. سبيكة الذهب القياسية، التي تزن حوالي 12.5 كيلوجرامات، تُقدَّر اليوم بما يفوق مليون دولار أمريكي، وهو ما يدفع البعض للتفكير في استبدال التعامل بالدولار بالذهب، نظرًا لاستقراره النسبي في مواجهة التضخم وانخفاض قيمة العملات الورقية. 

التوجه نحو الذهب: حتمية اقتصادية؟

يشير بعض الخبراء إلى أن الدولار، الذي كان يعتبر لعقود طويلة العملة الأكثر ثباتًا وقوة في الاقتصاد العالمي، قد يفقد مكانته تدريجيًا مع استمرار تدهور قيمته الشرائية. ويرى هؤلاء أن التحول نحو الذهب ليس مجرد خيار فردي للمستثمرين، بل قد يصبح قريبًا توجهًا عالميًا إذا استمرت الأوضاع الاقتصادية الحالية على نفس المنوال. 

كما يُحذر الاقتصاديون من أن الطلب المتزايد على الذهب سيؤدي إلى تفاقم هذا الاتجاه، مما يرفع أسعار الذهب بشكل أكبر ويعمق أزمة الثقة في العملات الورقية، خاصة الدولار. إن الاعتماد المتزايد على الذهب كعملة مفضلة ليس مجرد عودة إلى العصور الماضية، بل هو مؤشر على تحول في النظام الاقتصادي العالمي.

هل نحن على أعتاب عصر جديد، حيث تصبح السبائك الذهبية هي الوسيلة المفضلة للتداول بدلاً من الورق؟