أهمية التسويق الصيدلاني في المجتمع
القبة نيوز - البراء مسعد - يعتبر التسويق الصيدلاني أحد العوامل الرئيسية في تطوير القطاع الصحي وتحسين جودة الخدمات الطبية المقدمة للمجتمع. فهو ليس مجرد عملية بيع الأدوية والمنتجات الصيدلانية فحسب ، بل يتجاوز ذلك ليشمل تثقيف الجمهور وتعزيز الوعي الصحي من خلال الحملات التوعوية و الفعاليات الطبية الخاصة، ولضمان سلامة المرضى أيضاً. حيثُ يعكس التسويق الصيدلاني الالتزام الأخلاقي والمهني للصيادلة والمؤسسات الصحية كافة.
و تعتبر الصيدليات من أهم المؤسسات الصحية في المجتمع و خصوصاً في الأردن، لما له أهمية في تقديم الرعاية الصحية وتوفير الأدوية اللازمة للمرضى ، ومن أجل تحقيق الأهداف الصحية والتواصل الفعال مع الجمهور، يأتي دور التسويق الصيدلاني ليساهم في تعزيز الوعي الصحي وتحسين الوصول إلى الخدمات الطبية المناسبة التي من الممكن ان تخدم المجتمع في توفير كافة الاحتياجات الطبية المناسبة لهم.
و بفضل التقدم التكنولوجي الذي شهده العالم و الذي شهدناه ايضاً، وتزايد التوجه نحو الرعاية الصحية المتقدمة، أصبح التسويق الصيدلاني أكثر أهمية من أي وقت مضى في المجتمع. حيثُ تعتبر الجزء الحيوي من عملية توفير الخدمات الصحية والأدوية، ويسهم بشكل كبير في تحقيق الأهداف الصحية وتحسين جودة الرعاية الصحية للمرضى من خلال توعية الجمهور التي تكمن بتقديم معلومات دقيقة وموثوقة حول الأدوية والأمراض وكيفية الوقاية منها، و تعزيز الامتثال الدوائي من خلال توفير توجيهات وتوعية حول طريقة استخدام الأدوية بشكل صحيح.
وأيضاً من أهم اهدافها تحسين الوصول إلى الخدمات الصحية سواء عن طريق تعزيز الوعي بأماكن الصيدليات المتاحة أو عبر تقديم خدمات توصيل الأدوية للمناطق النائية ،او المناطق القروية أو الريفية، و يسهم التواصل الداخلي والخارجي في تعزيز التواصل داخل الصيدليات بين الفرق الطبية، وأيضا في تعزيز التواصل مع المجتمع من خلال الحملات التوعوية والفعاليات الصحية و تعزيز الاقتصاد من خلال التسويق لها.
حيثُ صرح الدكتور ضرار بلعاوي، أستاذ و مستشار علاج الأمراض المعُدية وهو من أحد المصادر الطبية ،التوصيات المتعلقة بشركات الأدوية و أيضاً توصيات الأطباء الصيادلة ،بأن يمثلُ تسويق الأدوية أحد أهم المراحل في هذه الرحلة ،فهو الوسيلة التي يتم من خلالها إيصال الدواء إلى المرضى الذين هم في أمس الحاجة إليه ،و نشر الوعي حول فوائد و طرق استخدامه بشكلٍ آمنٍ و فعالٍ.
و أضاف بلعاوي خلال تصريحاته أن التركيز على المريض ركناً أساسياً في أي استراتيجية ناجحة لتسويق الأدوية ،فهي لا تقتصر أهمية فهم احتياجات المرضى على صياغة رسائل تسويقية فعّالة فحسب، بل تساعدُ أيضاً على تطوير برامج دعمٍ مُتكاملة تُلبّي هذه الاحتياجات.
ومن زاوية أخرى قال الدكتور بلعاوي أن الدكتور الصيدلاني أحد أبرز أعضاء الفريق الطبي الذي يتعامل بشكلٍ مباشر مع المرضى ، و له دورٌ أساسيٌّ في تقديم المعلومات الصحية الدقيقة ،و الإجابة على استفساراتهم ،و توجيههم نحو استخدام الآمن و الفعال للأدوية ،و يُمكن أن تُساهم الحملات التوعوية أيضاً في تصحيح المفاهيم الخاطئة حول بعض الأدوية ،كالمضادات الحيوية مثلاً ،و التأكيد على أهمية استخدامها فقط عند الضرورة تحت إشراف طبي ،و ذلك لحد من مُشكلة مُقاومة البكتيريا التي تُهدد الصحة العالمية، و يجب على الشركات المُصنعة للأدوية أن تُدرك أن المسؤولية الأخلاقية لا تقل أهمية عن الأهداف التجارية ،و أن بناء ثقة المرضى على المدى الطويل يتطلب الالتزام بأعلى معايير المصداقية و الشفافية ،كما يجب على الجهات الرقابية أن تُفعّل دورها في مراقبة حملات التسويق للأدوية و التأكد من مطابقتها للضوابط القانونية و الأخلاقية.
و أعرب بلعاوي عن رأيه بأن تسويق الأدوية هو سلاحٌ ذو حدين ، يمكنُ أن يساهم بشكل إيجابي في تحسين صحة المرضى و رفع مستوى الوعي الصحي ،و لكنّه قد يتحول إلى أداة ضارةٍ إذا لم يتم استخدامه بحكمةٍ و بمسؤوليةٍ أخلاقيةٍ عالية، فالمريض ليس مجرد زبون، و انما هو انسان يبحث عن الشفاء و العافية ،و هذا ما يجب أن يكون محور اهتمام جميع الجهات العاملة في مجال صناعة و تسويق الأدوية.
ومن جهة أخرى صرح الدكتور حسام عايش ، الخبير الاقتصادي في جامعة اليرموك ، بأن من أبرز التحديات التي تواجه التسويق الصيدلاني تتعلق بكلفة الأدوية نوعيتها و ارتباطات الأطباء الصيادلة بشركات الأدوية و تعزيز العلاقة فيما بينهم ، بتفضيلهم دواء على حساب دواء بشركة أخرى ،اضافة إلى طبيعية الطبيب نفسه فيما إذا كان يفضل اذا كان يفضل الدواء المحلي او المستورد و نوعية المرضى و مستواهم الاجتماعي و الدخل، أضافتاً إلى الكلف التي تتعلق ب بالصيدليات فسها او استيرادها، وأن بعض الصيدليات لها علاقات محددة ببعض شركات الأدوية أما تكون هذه الصيدليات مملوكة بشكل مباشر او غير مباشرو بالتالي يؤثر على طريقة التسويق.
و أضاف الدكتور عايش أن الشركات الأدوية عليها ان تكون على معرفة مستمرة بالتطورات الطبية و تنتج أدوية قادرة على موجهة الأمراض ،و شركات الأدوية أيضا مطالبة بالبحث للانفاق على الدراسات المتعلقة بأنتاجات الأدوية و تكون في بعض الحالات بمليارات الدورات انه ليس باستطاعة كل شركات الأدوية أن تطور الأدوية و إنما ان تأخد امتيازات من تصميم الشركات الأم او تلجأ بصناعة الأدوية لم تنتطبق عليها الحقوق الملكية و بالتالي يحاول استغلالها و في بعض الحالات يكون هناك تعاون أيضا بين شركة رئيسية و شركة فرعية و بالتالي يمكنها ان تطور أدوية تتناسب مع متغيرات الاقتصادية العالمية.
و أعرب عايش عن رأيه بأن الاستراتيجيات التسويقية هنا مرتبطة بنوعية الأدوية لهذه الشركات و الفئات المستهدفة لهذه الأدوية و المنافسة السوقية و أيضاً القدرة على توفير أدوية بجودة عالية و بأسعار منافسة و الامتيازات التي تحصل عليها الشركات بأسواق عالمية كبرى ،و اضاف ان التطور التكنولوجي على التسويق الصيدلاني ليس فقط بالصيدليات إنما يكون على مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك او عبر التطبيقات الطبية مثل تطبيق اي هيرب ولاكن هذا لا يعني الاستغناء عن مراجعة الطبيب الصيدلاني من خلال توفير توجيهات و توعية حول طريقة استخدام الأدوية بشكل صحيح.
ومن زاوية أخرى صرح مصدرٌ طبي آخر الدكتور أحمد خالد مؤسس صحفة رابطة صيادلة الأردن بالفيسبوك عن رأيه بموضوع التسويق الصيدلاني، بأنه عبارة عن التسويق لمنتج طبي او دوائي و يكون الطبيب مسؤولاً عن صنف او منتج ، و يتمكن من خلاله شرح للمريض عن إيجابيات هذه الصنف واذا يتوفر له بديل بسعر أقل بنفس مواصفات الصنف الأول ، و بالنهاية يتعلق موضوع التسويق الصيدلاني على شخصية الطبيب الصيدلاني في تكون علاقات مع اصحاب الشركات و المستودعات و تعود من خلاله على أسلوبه و طريقة اقناعه و بناء الثقة بينه وبين المريض.
و صرح مصدر يعمل في شركة (نحن) للأدوية جوفيتال بعمان ،عن ابرز الاستراتيجيات التسويقية التي تعتمدها الشركة لتعزيز الوعي بممنتجاتهم في السوق الأردني عن طريق زيارة الاطبة و الشرح عن الأصناف و المشاركة بالندوات او المؤتمرات العلمية أو الطبية و تعريف المندوب للأصناف سواء أكان بالصيدليات او بمراكز تغذية.
و أفاد المصدر بأنه لا توجد اي شراكة مع مؤسسات طبية ، ولاكنهم يساهمون في دعم هذه المؤتمرات مثل استأجر بوت و شرح عن هذه الأصناف ضمن هذه المؤتمر، ومن ناحية الأدوات التسويقية التي تتبعها شركتنا تكون من خلال منصات التواصل الاجتماعي او من خلال البروشورات الإعلانية و تكمن هنا دور المندوب في الشرح عن هذه الأصناف.