وأضاف الطعاني لـ عمون، أنه في عام 2024 سيحدث الاعتدال الخريفي يوم الأحد الموافق 22 أيلول، في تمام الساعة 15:43 عصرًا بتوقيت عمان، مما يُشير إلى بداية تغيير في الظواهر الطبيعية، مع تقليص ساعات النهار وزيادة ساعات الليل.

ويتميز هذا اليوم بتساوي طول النهار والليل "تقريبًا" في جميع أنحاء العالم، إذ تشرق الشمس من نقطة الشرق الحقيقي تمامًا وتغرب من نقطة الغرب الحقيقي تمامًا. هذه الظاهرة تُتيح لنا إمكانية تحديد الاتجاهات الجغرافية الأربعة بدقة بالغة، وهي فرصة مثالية لعشاق الفلك والمختصين في علوم الفضاء لمراقبة السماء والاستفادة من هذا التوقيت الفلكي الفريد.

أهمية الاعتدال الخريفي في الفلك

يقول الطعاني، إن في يوم الاعتدال الخريفي، تكون الشمس منطبقة تمامًا على خط الاستواء السماوي. هذا يؤدي إلى ظاهرة فريدة تتمثل في انعدام ظل الأجسام في وقت الظهيرة في الأماكن الواقعة على خط الاستواء، لأن الشمس تكون عمودية تمامًا على هذه المناطق. كما يُعتبر هذا اليوم بداية لانخفاض تدريجي في درجات الحرارة، نتيجة ميل محور دوران الأرض بزاوية 23.5° عن مستوى دورانها حول الشمس.

ومن الظواهر المهمة التي نلاحظها أيضًا في الاعتدال الخريفي هو الفارق البسيط في تساوي طول الليل والنهار، وهو ناتج عن عدة عوامل تشمل موقع البلد الجغرافي، وارتفاعه عن مستوى سطح البحر، وانكسار ضوء الشمس في الغلاف الجوي، فضلاً عن اعتبارنا أن الشمس ليست نقطة، بل قرص عند حساب المواقيت.

الفرصة الذهبية للفلكيين:

للفلكيين والعلماء المختصين، يُعد يوم الاعتدال الخريفي فرصة لا تتكرر كثيرًا لضبط مواعيد الفجر الكاذب والفجر الصادق. من خلال مراقبة الشمس ومسارها، يمكنهم تحديد مواعيد "صلاة الفجر" و"صلاة العشاء" بدقة، وهي معلومات تُعتبر بالغة الأهمية لضبط التوقيت الشرعي بدقة عالية.

التأثير على حياتنا اليومية:

بمجرد دخول فصل الخريف، نلاحظ زيادة تدريجية في طول الليل على حساب النهار. هذه الظاهرة ستستمر حتى نصل إلى الانقلاب الشتوي في ديسمبر، حيث يكون الليل أطول ما يكون. أما في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، يحدث العكس تمامًا؛ حيث يبدأ النهار في الزيادة على حساب الليل.

ومع دخول فصل الخريف، يبدأ المناخ في التحول تدريجيًا نحو البرودة، وهو ما نلاحظه في تراجع درجات الحرارة تدريجيًا. يستمر فصل الخريف لمدة 89 يومًا، 20 ساعة و37 دقيقة، لينتهي في 21 كانون اول عند بدء الشتاء رسميًا.