ودعا هؤلاء في أحاديث منفصلة لـ"الغد" إلى البحث عن أسواق جديدة لاستقطاب السياح منها.

وقال رئيس اللجنة السياحية في مجلس النواب الماضي النائب السابق مجدي اليعقوب "إن ارتفاع أعداد السياح العرب والمغتربين خلال الفترة الماضية يقابله تراجع في أعداد السياح الأجانب نتيجة الأزمات السياسية التي تعيشها المنطقة".

وأضاف اليعقوب، "السائح الأجنبي لا يدرك ما يدركه السائح العربي والمغترب، إذ يظن أن أي أحداث سياسية أو اضطرابات تحدث في منطقة الشرق الأوسط تؤثر على أمن المنطقة بشكل كامل".

وقال "ثمة دور أساسي يقع على عاتق السفارات الأردنية في مختلف الدول الأجنبية خاصة الأوروبية لتوضيح ماهية الوضع الأمني في الأردن".

وبين أهمية السوق العربي والانتباه إليه وفي نفس الوقت البحث لفت إلى ضرورة البحث عن أسواق جديدة متنوعة.

وقال الخبير السياحي وعضو مجلس إدارة جمعية وكلاء السياحة و السفر محمود خصاونة "إن أسباب تراجع زوار المملكة الدوليين من الأجانب يعود إلى قناعتهم بأن أي أزمات تحدث في منطقة الشرق الأوسط تكون المنطقة بكاملها غير آمنة".

وأكد الخصاونة أهمية العمل على تغيير وجهة نظرهم من خلال العمل المشترك من القطاعين العام والخاص في التسويق والترويج لتوضيح الصورة بأن المملكة بلد آمن وبعيد عن هذا العدوان، وجذب أكبر عدد ممكن من الزوار من مختلف دول العالم، مؤكدا دور السفارات و القنصليات في نقل هذه الرسائل إلى المجتمعات الأجنبية.

وأضاف أن ما شهدته المملكة من ارتفاع ملموس في زيادة أعداد السياح العرب والأردنيين المقيمين في الخارج "المغتربين" هو دليل على أهمية التركيز على السوق العربي الذي يعتبر سوقا مهما، يجب استهدافه و الاهتمام به وعمل برامج و فعاليات جاذبة له كونه يفضل السفر إلى المملكة لإقامة لمدة طويلة وإدراكه للتنوع السياحي الموجود في الأردن إضافة إلى البيئة المناخية المناسبة له.

وقال الخبير السياحي د.نضال ملو العين "زيادة عدد السياح العرب والمغتربين وانخفاض عدد السياح الأجانب إلى المملكة يعود إلى عدة أسباب".

وأكد ملو العين أن أحد الأسباب الرئيسية لزيادة السياح العرب والمغتربين هو التوجه نحو الأماكن التي تقترب من ثقافتهم وتقاليدهم.

وأضاف أن المسافة الجغرافية تلعب دورا أساسيا في إقبال السياح العرب إلى المملكة إضافة إلى أن التنوع المناخي والسياحي جاذب فعال للسياح العرب والمغتربين.

وأشار ملو العين إلى أن الأسباب الاقتصادية مهمة أيضا حيث إن السفر إلى الأردن قد يكون أقل تكلفة بالنسبة للسياح العرب مقارنة بمستوى دخولهم في بلدانهم.

وأوضح بعض العوامل التي قد تؤثر على زيادة عدد السياح العرب والمغتربين إلى الأردن مثل العروض السياحية المستهدفة نحو هذه الفئة إضافة إلى عمل الفعاليات الثقافية والترفيهية التي تجذبهم وتقديم عروض مشجعة لهم لزيارة المملكة.

وأكد ملو العين ضرورة توسيع مساحة الجهود التسويقية والترويجية الموجهة نحو السياح العرب والمغتربين لغايات استقطابهم إلى المملكة و الإقامة فيها لأكبر مدة ممكنة.

ولفت إلى أن تراجع عدد السياح الأجانب كان نتيجة لعدة عوامل أهمها الاستقرار السياسي والأمن في المنطقة.

وبين ملو العين أنه في حال كان في المنطقة، خاصة منطقة الشرق الأوسط اضطرابات أو تقارير عن عدم الاستقرار، فقد يتجنب السائح الأجنبي السفر إلى تلك الوجهة.

وكشفت الأرقام أن أعداد سياح الأردن تراجعت بنسبة 7.2 % خلال أول سبعة أشهر من العام الحالي مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، بحسب بيانات صادرة عن وزارة السياحة والآثار.

وبحسب البيانات الوزارية، بلغ عدد سياح المملكة من الزوار الدوليين 3.442 مليون سائح يقابله نحو 3.720 مليون سائح خلال الفترة ذاتها من العام الماضي.

وشكل العرب نحو 54 % من إجمالي السياح الذين زاروا المملكة خلال السبعة أشهر الأولى من العام الحالي.

وبلغ عدد زوار المملكة من الجنسيات العربية المختلفة أكثر من 1.860 مليون زائر خلال الأشهر السبعة الأولى من هذا العام مقارنة مع 1.734 مليون سائح بزيادة مقدارها 7.2 % عن الفترة ذاتها من العام الماضي.

وشكلت نسبة زوار المملكة من الأردنيين المقيمين في الخارج (المغتربين) نحو 28.4 %من إجمالي زوار المملكة خلال الأشهر السبعة السابقة من العام الحالي.

ودخل المملكة خلال الأشهر السبعة الماضية من العام الحالي أكثر من 978.9 ألف مغترب مقارنة بـ915.6 ألف سائح مرتفعة بنسبة 7 % عن الفترة ذاتها من العام الماضي.

وزار المملكة 367.7 ألف سائح من مختلف الدول الأوروبية أثناء الأشهر السبعة السابقة من العام الحالي مقارنة بـ534.6 ألف سائح مسجلة نسبة تراجع وصلت إلى 31.2 % أو انخفاض يزيد عن 166.9 ألف سائح خلال الفترة ذاتها من العام الماضي.