ويرى سكان أن العقبة ومع التطوير المستمر لبنيتها التحتية والمشاريع العديدة التي تنفذ لغاية رفع سوية الخدمات فيها ومنها مشروع المواقف، كان يجب أن تكون بصورة أفضل، وألا تشهد أزمات غير مبررة بهذا الشكل.
ويعتقد شجاع الطراونة أن ما تشهده شوارع وأسواق المدينة من أزمات مرورية خانقة هذه الأيام مردها سلوكيات بعض السائقين.
ويتابع الطراونة أنه من غير المعقول أن تكون هذه الأزمة حقيقية رغم إنشاء أكثر من 1000 موقف للسيارات في مناطق مختلفة في العقبة، قائلا عدد السيارات والأشخاص كما هو، فلماذا تحدث هذه الأزمة في شهر رمضان وخاصة قبل موعد الإفطار وبعد صلاة التراويح، وهي ليست عابرة بل هي في كل يوم من أيام رمضان تقريبا"، معتبرا أن الأزمة أصبحت أمرا مزعجا ويربك المواطنين ورجال السير.
وباتت الازدحامات المرورية والاختناقات في حركة السيارات خاصة أوقات الذروة مشهدا يوميا في حياة المواطنين في المدينة السياحية، وازدادت مع حلول شهر رمضان المبارك لا سيما وقت ساعة الإفطار وبعد صلاة التراويح وتفاقمت وبشكل مربك مع قرب انتهاء الشهر الفضيل وحلول العيد.
ورغم إنشاء مواقف للسيارات إلا أن المدينة وخاصة الوسط التجاري يشهد اختناقات مرورية بشكل يومي في مشهد لم يتغير كثيرا مقارنة بفترة ما قبل إنشاء المواقف.
يقول المواطن محمد الخوالدة "إن ساعة ما قبل الإفطار تجد وكأن السائقين يفقدون الوعي، فتجدهم يقودون سياراتهم على الطرق بشكل متهور، ويزاحمون المارة والسيارات بسرعات جنونية، وليس هناك أي داع لارتكاب حادث سير أو دهس أي مواطن نتيجة التهور خاصة قبل ساعة الإفطار".
وأشار أن رجال السير يتواجدون باستمرار على المواقع والنقاط الرئيسة في مدينة العقبة، لكن المشكلة تكون في أسواق الأحياء، وتجدها بصورة واضحة في مناطق التاسعة والسادسة والثامنة.
ويقطع مدينة العقبة شارع حيوي يبدأ من إشارة التاسعة إلى دوار الشريف الحسين بن علي ويتفرع منه عدد من المسارب والمخارج على المناطق السكنية والأسواق التجارية وعادة ما يشهد اختناقا مروريا لا سيما في ساعات الذروة في شهر رمضان وغيره.
وعملت شركة تطوير العقبة على إنشاء المواقف حيث بدأت بتنفيذ المرحلة الأولى من مشروع تطوير المناطق التجارية بإنشاء 390 موقفا لاصطفاف المركبات، منها 125 موقفا داخليا، أي في الوسط التجاري لمدينة العقبة، و265 موقفا خارجيا، ثم المرحلة الثانية التي وفرت 363 موقفا للمركبات، منها 114 داخليا و249 خارجيا، وأخيرا المرحلة الثالثة لتوفير 234 موقفا، 72 داخليا و162 خارجيا.
مشروع المواقف جاء تنفيذه بعد سنوات من المطالبة، من أجل حل مشكلة عدم توفر مواقف للسيارات في السوق التجاري والذي كان يشهد ازدحاما مروريا، يتفاقم في أوقات الذروة بما لا يتناسب وطبيعة المدينة السياحية.
يقول مدير عام شركة العقبة لإدارة المرافق ياسر الشوابكة إن المواقف التي تم إنشاؤها مؤخرا في العقبة تهدف إلى مواجهة الاكتظاظات التي تحدث في العديد من الأماكن داخل المدينة السياحية، مؤكداً أن هذه المواقف تخدم التاجر والمتسوق والسائح على حد سواء، وتمكن زوار العقبة من ركن مركباتهم في أماكن مخصصة وآمنة ومحروسة ومزودة بكافة الخدمات.
وأشار الشوابكة إلى أن فلسفة إنشاء المواقف جاءت بعد دراسات مستفيضة لواقع حركة السير في المدينة الساحلية خاصة في وقت الذروة والعطل حيث يؤم العقبة عشرات الآلاف من الزوار بواسطة سياراتهم الخاصة، الأمر الذي كان يشكل عبئا كبيرا على حركة السير الراجل في المدينة ويؤدي إلى العديد من المخالفات من قبل الجهات المنظمة لحركة السير، إضافة إلى إضراره بالحركة التجارية في المدينة.
مصدر في سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة أكد لـ"الغد" أن الجهات المعنية في لجنة السير الخاصة تعمل على تحديد عدد من النقاط المرورية التي تشهد أزمة سير رغم وجود مواقف للسيارات وسيتم اتخاذ قرار جديد بإنشاء مواقف للسيارت في عدد من مناطق المدينة السياحية لا سيما في الوسط التجاري مقابل متنزه الأميرة سلمى.