صوت شِجار وبكاء من داخل شقة الفنانة الراحلة ذكرى .. هل هي حقيقة أم شائعات؟
القبة نيوز - حالة من الجدل أثارتها «بلوجر»، عبر منصات التواصل الاجتماعي، خلال الساعات الماضية، بعد ما نشرت مقطع فيديو عبر حسابها الشخصي على موقع تبادل الصور والفيديوهات القصيرة «إنستجرام»، بعنوان «سر عفاريت شقة ذكرى»، وتحدثت خلاله عن كون شقة الفنانة الراحلة «مسكونة» بشهادة الجيران، وأنها رغم مساحتها الكبيرة وكونها مُطلة على النيل بالزمالك، عُرضت للبيع في مزاد علني بـ10 آلاف جنيه ولم تجد من يتجرأ على شرائها.. فما حقيقة عفاريت شقة ذكرى؟
سر عفاريت شقة ذكرى
بدأت «البلوجر» حديثها خلال مقطع الفيديو الذي حمل عنوان «سر عفاريت شقة ذكرى»، قائلة: «صوت رجلين حد بيمشي في الشقة، والأسانسير بيطلع لوحده، عفاريت شقة ذكرى.. شقة 1000 متر في الزمالك على النيل بـ10 آلاف جنيه بس، ومحدش عاوز يشتريها.. في 2003 صحي جمهور الفنانة التونسية ذكرى على خبر وفاتها هي ومدير أعمالها بعد ما أطلق جوزها أكتر من 70 رصاصة من مسدسه، وبعدها أنهى حياته، وبعد حوالي سنة بقت شقة ذكرى من أشهر الأماكن المسكونة في مصر، وكل الجيران بلغوا أن الشقة فيها أشباح، وعن اللي قاله ناس كتير أن أحداث غريبة قوي ومرعبة بتحصل جوا في الشقة، زي أن الأسانسير كل يوم الساعة 6 الصبح وده كان الميعاد اللي حصلت فيه الجريمة بيطلع لوحده ويقف في الدور التاني، وده برضو الدور اللي فيه الشقة».
وأضافت: «وقال واحد من الحراس أنهم بيسمعوا أصوات عالية قوي بالليل، تستمر شوية وتختفي فجأة، وصوت خناق وباب الشقة بيشوفوه مفتوح، فقررت الشرطة إنها تيجي وتفتح الشقة بعد ما كانت متشمعة بالشمع الأحمر علشان يشوفوا إيه الكلام ده، واكتشفوا إن في تغيير فعلًا في الشقة من جوا، وإن الدم منتشر بشكل غريب، الشرطة ملقيتش حل للي بيحصل ده، وقررت تسلمها للبنك، البنك عرض الشقة في مزاد علني، ووصل سعرها 10 آلاف جنيه، بس محدش رضي يشتريها، في الآخر قرر البنك أنه يستخدمها كمكاتب إدارية للموظفين اللي تبع البنك، وأول يوم للموظفين في شغلهم الجديد راحوا الشقة عادي علشان يستلموا شغلهم بس اكتشفوا إن مفيش أصلا فرش في الشقة، فيبلغ البنك الشرطة إن حصل حادثة سرقة في الشقة، ولأن الشرطة عارفة اللي بيحصل جوا في الشقة دي محققوش في الموضوع، فاستدعى رئيس البنك شيخ من الأزهر ومعاه مجموعة من الشيوخ علشان يحلوله اللغز اللي بيحصل ده، فيخرج الشيوخ بسرعة من الشقة علشان اللي شافوه جوا، ولحد دلوقتي الشقة دي موجودة ومحدش بيقدر إنه يقرب منها».
جولة أمام شقة المطربة ذكرى التونسية
بعيدًا عما ورد في مقطع الفيديو على لسان «البلوجر»، فقد أجرت «الوطن»، قبل عامين، جولة داخل عقار سراي السلطان (23 أ) بشارع محمد مظهر بالزمالك، حيث تقبع به شقة المطربة ذكرى التونسية، بمناسبة حلول الذكرى الـ18 على مقتلها، وتزامنًا مع زيادة الحديث عن عفاريت الشقة المهجورة، وما يُسمع داخلها من أصوات.. سواء كانت أصوات قطط، أو غلق وفتح للنوافذ، أو أصوات تُشبه عتاب العشاق، تتحول بعدها إلى مشادات عالية ومن ثم صراخ واستغاثة، تنتهي بصرخة شديدة يصمت بعدها كل شيء.
روايات كثيرة قيلت حول شقة الفنانة ذكرى التونسية، التي شهدت قبل 20 عامًا، حادثة مأساوية تمثلت في مقتلها ومدير أعمالها، وانتحار زوجها رجل الأعمال المصري أيمن السويدي، منها أن الشقة بعد هذا الحادث ظلت مغلقة لم يجرؤ أحد على العيش بها، في ظل زيادة حديث الجيران عن سماعم لأصوات صراخ واستغاثة تأتي من داخلها، وأيضًا صعود الأسانسير دون أن يستدعيه أحد السكان ووقوفه في الطابق الثاني، في الساعة السادسة من صباح كل يوم.
مشاعر متضاربة وشديدة
عند صعودك إلى الطابق الثاني من عقار سراي السلطان بشارع محمد مظهر بالزمالك، ووقوفك أمام الشقة المغلقة، تجد نفسك محاطًا بمشاعر متضاربة وشديدة.. شعور غريب يدفعك للمغامرة ومعرفة ما يجري بالداخل، وفي الوقت ذاته يتملكك الخوف من شدة الهدوء وثِقله، فلا صوت من حولك تستأنس به، ولا شخص يخرج من شقة ما يلقي عليك السلام.. فقط هدوء ثقيل ومخيف، يضعك في مواجهة حقيقية ومباشرة مع الشقة التي دارت حولها حكايات مرعبة، لتفكر في قرارة نفسك: هل سيُفتح الباب من تلقاء ذاته وصوت مجهول المصدر يطلب مني الدخول، أم ستتعالى فجأة أصوات صراخ واستغاثات يليها بكاء خافت؟.. أم أن كل ذلك مجرد تهيؤات وإشاعات لا حقيقة لها؟
بحسب حديث أحد حراس العقار لـ«الوطن»، فقد قال بعض السكان إنهم سمعوا بالفعل أصوات قطط تصدر من داخل الشقة رغم إغلاقها وهجرها، أو أصوات بكاء واستغاثات تنتهي بصرخة عالية يليها بكاء خافت متقطع ومُخيف يتماشى مع جو العقار المظلم الهادئ، إلى جانب تحرُّك المصعد إلى الطابق الثاني من تلقاء ذاته في السادسة صباحًا من كل يوم. إلا أنه رغم كل تلك الحكايات، يؤكد الحارس أنه لم يسبق له سماع أي صوت غريب في العقار أو من داخل الشقة، وأن كل ما قيل عنها مجرد إشاعات: «لا شوفت ولا سمعت حاجة من الكلام ده، العقار دايمًا هادي ومحدش لاحظ أي حاجة غريبة، يعني كل اللي بيتقال ده شائعات».
بيع الشقة في مزاد علني
وحول ما إذا كانت مهجورة بالفعل أم تم بيعها، فقد أكد أحد الأفراد المسؤولين عن تأمين العقار لـ«الوطن»، أن شقة المطربة ذكرى التونسية ظلت مغلقة عدة سنوات بعد وقوع هذه الجريمة البشعة داخلها، إلا أنها بعد ذلك عُرضت للبيع في مزاد علني، وحصل عليها رجل أعمال مصري: «رجل الأعمال اللي اشتراها بيسافر كتير، علشان كده الشقة أغلب الوقت مقفولة».
جدير بالذكر أن «البلوجر» التي تحدثت عن «سر عفاريت شقة ذكرى» في مقطع فيديو، لاقت هجومًا شديدًا من متابعيها، الذين انتقدوا كل ما قالته أو أظهرته من ابتسامات وضحكات لا تتناسب مع كلامها عن حادثة قتل؛ فكتبت إحدى المتابعات «هو إيه الفرحة اللي حضرتك بتتصوري بيها دي وإنتي بتتكلمي عن حادثة وناس ماتت ومبتسمة قوي ورافعة إيدك؟!.. هو مفيش أي شعور ولا دم ولا هي بقت حركات محفوظة بتتعمل علي كل فيديو؟!»، وكتبت أخرى «هو إيه السعاده اللي إنتي فيها؟ هو إنتي بتعلمي إعلان لمحل أكل ولا محل شنط؟ مالك فرحانة وعمالة تنططي وتتصوري؟ هبل فعلًا»، وكتب ثالث «إيه الهبل ده؟ الشقة حاليًا فيها سفارة وشغالة عادي، تحري معلوماتك وانشري واللي منزلاه مش المكان الحقيقي للشقة لأنه ممنوع التصوير هناك، بطلوا هري».