facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

كاسترو.. كاد يلحق "موزارت".. وترك "الفيزياء" لأجل النصر

كاسترو.. كاد يلحق موزارت.. وترك الفيزياء لأجل النصر
القبة نيوز - قال العالم الأميركي الشهير هيو ديفيد يونغ إن علوم الفيزياء هي مغامرة صعبة ومستفزة في بعض الأحيان ومؤلمة بين حين وآخر إلا أنها دائما ما تكون مجزية، لكن البرتغالي لويس كاسترو مدرب النصر السعودي الجديد تجاهل كل ما قاله يونغ واختار كرة القدم مجدداً بعدما أمضى عامين من عمره وهو يدرس الفيزياء، بينما أنقذه القدر من الموت بسبب ذات المرض الذي أودى بالموسيقار الشهير موزارت.

طفولة كاسترو لم تكن مثالية، إذ عاش في مدينة ليريا إثر انشغال والده الجندي مع الجيش البرتغالي بسبب الحروب التي خاضتها دولة شبه جزيرة إيبيريا في أنغولا وموزمبيق وغينيا لمدة 13 عاماً والتي انتهت في 1974 حين تم الانقلاب على الدولة الجديدة في لشبونة والإطاحة بحكومتها .

كان لويس الذي ينتمي لعائلة متعلمة قد بدأ يملس خطواته الأولى في عالم كرة القدم، قبل أن يصيبه مرض غريب في قدميه منعه من مزاولة كرة القدم 3 أعوام، إذ قال الأطباء لوالديه إن الطفل الصغير سيودع الحياة بسبب مرض الفرفرية" التي أصابت قدمي كاسترو، وهي نقص في الصفائح الدموية أو التهاب في الأوعية الدموية وتعد أكثر فتكاً من النمشات والكدمات، وهو أحد الأمراض التي قادت الموسيقار الشهير فولغانغ أماديوس "موزارت" في القرن السابع عشر إلى مثواه الأخير.

نجا لويس من الموت وكذلك نجت مسيرته الكروية من الانهيار قبل بدايتها، لعب وهو بعمر 15 عاماً مع فريق فييرنيسي المحلي، وبعد عام انتقل إلى يونياو ليريا، لكن مسيرة الظهير الأيمن كلاعب لم تكن جذابة، إذ استمرت 17 عاماً، شارك في دوري الطليعة في 3 منها فقط دون ترك بصمة تذكر.

يقول لويس كاسترو في حوار مع "مايش فوتبول": مرضي أصبح مصدر قوتي، أصبحت أنظر إلى كافة الأمور في الحياة بشكل مختلف، وأن أتعامل بهدوء، بينما قال مجموعة من لاعبيه إنه يعرف يبتسم مع من ويصرخ بمن ومتى يفعل ذلك لاقتناعه بأن كل لاعب أتى من بيئة وثقافة مختلفة عن الآخر.

في فريقه الأخير كلاعب وهو أغويدا، كان كاسترو القائد لمدة 7 أعوام، ولماذا ذلك؟ يقول زميله فيكتور بونتيس في ذلك الفريق: لويس شخص لديه قيم ومبادئ، يعرف كيف يستمع للآخرين وهو شخصية قوية وودودة في ذات التوقيت، مثقف ومتعلم، كان يقول ما يفكر به بكل وضوح وصراحة، إنه قائد بالفطرة.

تقدم كاسترو لدراسة الفيزياء في درجة البكالوريوس في جامعة كويمبرا بكلية العلوم والتكنولوجيا، لكن حبه لكرة القدم انتصر على طموحه العلمي وأعاده إلى الرسومات التكتيكية والمؤتمرات الصحفية بعد عامين من الدراسة ليصبح مدربا لأغويدا قبل أن يبدأ صنع اسمه في سانجوانينسي موسم 2003-2004 .

يتذكر مساعده لويس سيموس بدايات الطريق مع سانجوانينسي ويقول: كنا سنواجه جيل فيسنتي في كأس البرتغال، فالخصم أقوى بكثير منا لكن تقدم لويس كاسترو إلى اللاعبين في الوقت المناسب وتحدث لهم عن قصة مرضه ونجاته من الموت وإذا استطاع هو البقاء على قيد الحياة، فهم قادرون على الفوز، وهو ما حدث.


وقضى كاسترو أغلب مسيرته في الفئات السنية لبورتو البرتغالي، وانتقل بعدها إلى ريو آفي في موسم 2016-2017، وبعد موسم إلى تشافيز واحتاج نفس الفترة للانتقال إلى فيتوريا غيمارايش قبل أن يستقر أكثر من موسم للمرة الأولى في مسيرته عندما تولى تدريب شاختار دونيستك الأوكراني بين عامي 2019 وحتى 2022، وهناك حقق بطولته الأولى كبطل للدوري في أوكرانيا وأثار إعجاب العالم عندما هزم ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا، وانتقل إلى الدحيل القطري في أغسطس 2021 لمدة 5 أشهر حقق خلالها كأس الأمير، وفي مارس من العام الماضي تولى تدريب بوتافوغو والذي حقق معه بطولة كأس ريو.

يستمد الرجل الستيني قوته من مرضه الذي كاد يودي بحياته قبل 50 عاماً، ورداً على سؤال حول ما إذا كان يشعر بالضغط بعدما قلص بالميراس الفارق النقطي مع فريقه بوتافوغو متصدر الدوري البرازيلي: لو عرفت قصة حياتي لما سألتني عن الضغط، ضغط من أجل الفوز بمباراة؟ لا طبعاً لا أشعر بذلك ولا حتى لاعبي، نريد أن نقدم أفضل ما لدينا بغض النظر عن بالميراس.


تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير