رئيس الجامعة الأفروآسيوية يدعو لتكامل الأدوار بين الإعلاميين والتربويين لتحصين المجتمعات فكريا وحماية الأجيال
القبة نيوز - دعا رئيس الجامعة الأفروآسيوية البروفيسور عبد الكريم الوزان إلى تكامل الأدوار بين الإعلاميين والتربويين للمساهمة في حماية المجتمعات وتحصين الجيل من الأفات والأفكار السلبية الناتجة عن تأثيرات خارجة عن تعاليم ومفاهيم وعادات شعوب المنطقة.
وأكد الوزان ضرورة إعداد الإعلاميين لأداء العملية التربوية أو المساهمة فيها بكل أبعادها، " ولا بد في هذا المجال من تكامل الأدوار بين الإعلاميين والتربويين لتحقيق هذه الغاية"، ولاسيما ونحن نعيش زمنا كثرت فيه المشاكل الناتجة عن الانحراف الذي تعددت مبرراته ومسوغاته.
وتابع الوزان قائلاً "الإعلام المتوازن والهادف والمسؤول يجب أن يأخذ دوره الإيجابي في إحداث التربية المنشودة تعزيزاً، وتغييراً وتعديلاً".
كلام الوزان ورد في ورشة متخصصة نظمتها الجامعة الأفروآسيوية، عبر تقنية "جوجل ميت"، بعنوان "دور التربية الإعلامية في الحصانة الفكرية" تحت رعاية البروفيسور أشرف الدرفيلي المدير التنفيذي لاتحاد الجامعات الأفرآسيوية، وأدارها الدكتور عصام صيام، وسط حضور العشرات من الباحثين والأكاديميين والطلاب والمهتمين.
وبين الوزان أن الورشة تحتوي محاور التربية الإعلامية ومفهومها، الحرب النفسية ووسائلها، الأعمال العسكرية الرادعة، المناورات السياسية، تقسيم الشائعات، الحصانة الفكرية وكيفية تعزيزها بطرح العديد من الحلول المقترحة.
وتطرق إلى مفهوم التربية الإعلامية، موضحاً أنها "إعداد الإعلاميين لأداء العملية التربوية أو المساهمة فيها بكل أبعادها، سواء كانت قيماً وثوابتاً مكتوبة، أو متعارفاً عليها، ولابد في هذا المجال من تكامل الأدوار بين الإعلاميين والتربويين لتحقيق هذه الغاية".
وتابع حديثه حول أهمية تكامل الأدوار بقوله "لاسيما أننا في زمن كثرت فيه المشاكل الناتجة عن الانحراف الذي تعددت مبرراته ومسوغاته. فالإعلام المتوازن والهادف والمسؤول يجب أن يأخذ دوره الإيجابي في إحداث التربية المنشودة تعزيزاً، وتغييراً وتعديلاً".
وبشأن الحرب النفسية، أوضح أنها "الاستخدام المخطط من جانب دولة أو مجموعة من الدول للدعاية وغيرها من الوسائل الإعلامية الأخرى بهدف التأثير على آراء وعواطف واتجاهات وسلوك الدولة الموجهة إليها الدعاية"، مشيراً أن الحرب النفسية تستخدم التضليل الإعلامي.
وفي تعريفه للتضليل الإعلامي بين أنه "العبث بمحتوى اتصالي وتوجيهه بشكل ممنهج لخدمة أهداف تنحرف عن المصلحة العامة إلى أخرى ضيقة للحصول على نتائج تتعارض مع الحقيقة لترسيخ واقع محدد في ذهن المتلقي".
وأوضح أن الحرب النفسية تحتوي على عدة وسائل وأساليب من أهمها: الدعاية، الشائعة، الضغوط الاقتصادية، الأعمال العسكرية الرادعة، المناورات السياسية، وغسل الدماغ.
وشدد على أهمية تحقيق الحصانة الفكرية، بما تشمل التمسك بالأفكار والعقيدة الإسلامية القائمة على التوحيد والعمل على تنظيم الفكر وتحديد أولوياته وضبط عملية تبادل المعلومات بين المسلمين وغيرهم.
وحث على تحقيق الأمن الفكري، بما يؤدي للحفاظ على المكونات الثقافية الأصيلة في مواجهة التيارات الثقافية الوافدة والمشبوهة.
وأكد أن الأمن الفكري يصب في صالح الدعوة لتقوية أبعاد الأمن الوطني، "وهو بهذا يعني حماية وصيانة الهوية الثقافية والفكرية من الاختراق أو الاحتواء من الخارج، والحفاظ على العقل من الاحتواء الخارجي وصيانة المؤسسات الثقافية في الداخل من الانحراف".
وحث الوزان على بناء الحصانة الفكرية في المجتمعات عبر سلسلة حلقات تبدأ بالتمسك بثوابت الدين والعادات والتقاليد الحميدة، والوعي والمعرفة، وقيام أولياء الأمور بواجباتهم التوجيهية والرقابية، وقيام علماء الدين والمنظمات الاجتماعية بدور توجيهي إصلاحي مستمر، وتحسين المناهج التعليمية.
وأردف "ووضع خطاب إعلامي سليم لكل وسائل الإعلام، ونبذ التفرقة والكراهية والبغضاء، والاستخدام الإيجابي والتربوي لوسائل الإعلام، وقيام الحكومات بالقضاء على البطالة، والالتزام بالقوانين والأنظمة، وتنظيم قانون المطبوعات ومراقبة النشر الإلكتروني".
وربط الوزان استقرار البلدان بتحقيق الحصانة الفكرية والتربية الإعلامية السلمية "إذا ما أحسنت التربية الإعلامية في جميع الأطراف فإن الحصانة الفكرية ستتحقق، وإن تحققت الحصانة الفكرية ستستقر البلاد وتشعر بالأمان وتتجه نحو الحياة الحرة الكريمة للعيش بسلام".
وفي نهاية الورشة قدم عدد من الأكاديميين مداخلات حول التربية الإعلامية ودورها في حماية المجتمعات أو تفكيكها، وكذلك تناولوا أهمية بناء أجندة إعلامية تساهم في تحصين المجتمعات من الأفكار الدخيلة والأخلاق الخبيثة، وحثوا لإنطلاق عمل حقيقي في دول المنطقة لبناء منظومات إعلامية تربوية تقوم على دعائم الدين والتربية والفكر الصحيح لضمان بناء مستقبل يحمي الأجيال من الأخطار المحدقة بها.