من المزار الشمالي .. ألبسة أردنية إلى الأسواق العالمية
القبة نيوز- "صُنع في الأردن"، علامة جودة منسوجة على ألبسة "ماركات عالمية" تُصنّع بأيدي ماهرات أردنيات غادرن ثقافة انتظار الوظائف التقليدية إلى ثقافة العمل والإنتاج، عبر أعمال مهنية تُوفّر الدخل المناسب والاستقرار المعيشي المطلوب.
وإذ يفرض "مصنع صمد لصناعة الألبسة" في لواء المزار الشمالي بمحافظة إربد، الحضور الأردني في أسواق الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وعدد من دول الاتحاد الأوروبي، من خلال قدرته على تحقيق أعلى متطلبات الجودة والتنافسية اللازمة، تنخرط شابات أردنيات في العمل بهذا المصنع الذي كان سبباً في دخولهن لسوق العمل، وحافزاً مهماً نحو تحسين ظروفهن المعيشية ومغادرة صفوف البطالة.
ويُقدم المصنع الذي بدأ العمل والإنتاج مطلع العام الحالي، التدريب والتأهيل اللازم للشابات العاملات فيه، وصولاً لتمكينهن من احتراف مهنة "الخياطة" والمهن المساندة الأخرى، بما ينعكس في تنويع صادرات الإنتاج وزيادتها، وتوفير المزيد من فرص العمل لأبناء المنطقة وبناتها.
والتقت وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، مجموعة من الشابات العاملات في المصنع، واللآتي أكدن أن ركود الوظائف التقليدية وانحسارها يفرض واقعاً مليئاً بالفرص للعديد من الأعمال المهنية المطلوبة في سوق العمل، وأن العمل القائم على اكتساب المهارات الفنية والمهنية، يوفّر الدخل المناسب والاستقرار المعيشي المطلوب للعاملين فيه.
وسردت الشابة فاطمة الزقيبة تجربتها في العمل بهذا المصنع، إذ تكوّنت رغبتها في العمل بعد تخرّجها من كلية الشريعة في جامعة اليرموك، ورفضها الاستسلام لشبح البطالة، مبيّنة أن العمل في هذا المصنع وفّر لها الاستقرار المعيشي المطلوب، خاصة وأن المصنع يوجد في منطقة سكنها.
ودعت الشباب والشابات إلى التوجه للأعمال المهنية والإستفادة من الفرص الوظيفية المتوفرة، وتجاوز ثقافة العيب والصور النمطية السائدة، وتحقيق الاعتماد على الذات عبر الانخراط في العمل بالمجالات المتاحة.
وتحدثت الشابة عنود الجراح التي ما تزال على مقاعد الدراسة في تخصص "تشخيص التوحد" بجامعة البلقاء التطبيقية، حول أهمية العمل المهني في تمكين الشباب والشابات لمواجهة أعباء الحياة، وأثر ذلك في تعزيز الثقة في نفوسهم، فضلاً عن تمكينهم من اكتساب مهارات جديدة في مهن مطلوبة بسوق العمل، خاصة في ظل ركود الوظائف التقليدية.
وقالت الشابة رغد بني ياسين التي تدرس تخصص "تصميم الأزياء وإنتاج الملابس" بجامعة البلقاء التطبيقية، إنها توجهت للعمل في المصنع نظراً لتعلّقها الشديد وشغفها الكبير في تصميم وإنتاج الملابس منذ طفولتها، لتتوّج هذه الرغبة بدراسة التخصص المناسب في هذا المجال، مبيّنة أن العمل في المصنع شكّل فرصة مناسبة لها لتطبيق العلوم النظرية التي تتلقاها خلال دراستها.
وأشارت عائشة عمايرة التي تعمل في مهنة الخياطة منذ ثماني سنوات في مواقع مختلفة، إلى أهمية العمل للمرأة التي تسعى لتأمين أسرتها وتحسين ظروفها المعيشية، حيث يُسهم عملها في مساندة زوجها على تحمّل أعباء الحياة الأسرية ومتطلباتها، داعية إلى تعميم تجربة هذا المصنع في مواقع ومناطق أخرى، ليعم أثرها في توفير فرص عمل مناسبة لأبناء هذه المناطق وبناتها.
وقال مالك المصنع هاشم جبرين، بدوره، إن هذا الاستثمار الأردني تشغّله وتديره "شركة صمد لصناعة الألبسة"، ومن المتوقع زيادة عدد فرص العمل من 120 فرصة حالياً إلى 400 فرصة في نهاية العام الحالي.
وبين أن اتفاقية وقّعت مع وزارة العمل وبلدية المزار الشمالي وهيئة تنمية وتطوير المهارات المهنية والتقنية، نصت على تقديم حوافز للاستثمار من خلال تحمّل وزارة العمل 50 بالمئة من راتب العامل للسنة الأولى، إضافة إلى 25 ديناراً بدل مواصلات ومثلها بدل اشتراك بالضمان الاجتماعي، على أن يتحمّل المستثمر هذه النفقات بعد انقضاء السنة الأولى من بداية العمل بالمصنع.
وأشار جبرين إلى أن المصنع يستهدف تنمية وتطوير مهارات العاملين فيه من أبناء المنطقة للوصول إلى أعلى مستويات الجودة، وبما يمكنّه من المنافسة إقليمياً وعالمياً.
--(بترا)